معسكرات اللاجئين بالشرق :كارثة في الطريق !!.: محمد عثمان بابكر إدريس *
30-Mar-2008
صحيفة الصحافة
نقلا عن صحيفة الصحافة
تزايدت مؤخرا تدفقات اللاجئين من مختلف الجنسيات الى السودان عبر الحدود الشرقية بشكل ملفت وباعداد كبيرة وغير متوقعة، حيث وصف المختصون ظاهرة التدفقات باالخطيرة وقد تؤدي الى كارثة انسانية يصعب تداركها في حال لم تقم الجهات المعنية الممثلة فى المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة بمضاعفة جهودها لمواجهة تدهور الاوضاع الانسانية حاليا بالمعسكرات.
وفي معسكر شجراب للاجئين الذي يبعد حوالى 100 كيلو جنوب مدينة كسلا وتبلغ مساحته حوالى 2000 متر مربع يقطن حوالى 21000 لاجئ ارترى قدموا الى السودان منذ عام 1986 وبالاضافة الى حوالى الـ5000 الف لاجئ جدد قدموا الى المعسكر فى خلال الفترة منذ يناير وحتى منتصف شهر مارس الحالى للعام الجارى بمعدل قدوم يتراوح مابين 50 الى 100 لاجئ يوميا وغالبية الللاجئين ارتري الجنسية بالاضاقة الى بعض الاثيوبيين والصوماليين بالذات تزايدت معدلات قدومهم باعداد كبيرة بصورة ملحوظة خلال الايام السابقة بسبب الحرب المشتعلة فى الصومال. بعد هذه التدفقات الملفتة للنظر لابد من وجود اسباب تسندها وتؤيدها وللوقوف على هذه الاسباب التقينا بمدير معسكر شجراب زاهر ابونفيسة والذى ادلى بافاداته وقال ان اول الاسباب تتمثل للحروبات التى خاضتها دولة ارتريا خلال السنين السابقة الى جانب سوء الاحوال الاقتصادية التى يعانى منها الارتريون وقلة رواتبهم التى لاتكفى حاجياتهم الى جانب الفرار من اداء الخدمة الوطنية غير المحدودة الزمن وبالذات لشريحة الشباب من الجنسين فى ارتريا الى جانب انعدام فرص العمل. واضاف زاهر اما اللاجئون الاثيوبيون اسبابهم تتمثل فى البحث عن العمل بالاضافة الى خوفهم من اندلاع الحرب بين ارتريا واثيوبيا واغلبهم من سكان المناطق الحدودية بين البلدين وممازاد تخوفهم انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التى ظلت ترابط فى الحدودمنذ فترة واضاف زاهر معظم اللاجئين يتخذون السودان معبراً للهجرة الى الخارج وبالذات الى الدول الاوربية لوجود اقاربهم هناك يوفرون لهم فرص العمل والاقامة. واعلن زاهر عن تدهور الاوضاع الانسانية للاجئين وكشف عن نقص حاد للمواد الغذائية التى لاتكفى احتياجات هذا الكم الهائل منهم الى جانب نقص كبير فى الخيام حيث يكتظ عددكبير من اللاجئين فى خيم محدودة. واضاف زاهر الآن لدينا عدد 1000 لاجئ بلامأوى يفترشون الارض ويلتحفون السماء ويعانى المعسكر من نقص حاد فى الادوية الى جانب انعدام الصحة الوقائية منذ فترة طويلة وحمل زاهر كامل المسؤولية الى المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة لعدم ايفائها بالتزاماتها تجاة اللاجئين فى توفير الخدمات الضرورية من صحة وغذاء وكساء وعلاج ولم يستبعد زاهر من حدوث كارثة صحية يصعب تداركها مهما كلف الثمن واعلن زاهر صراحة ان المعسكر بحالته الآنية يعتبر منطقة كوارث وقد توافرت كل الظروف المتعارف عليها لاعلانه منطقة كوارث وطوارئ تستدعى تدخل المنظمات الانسانية الوطنية والاجنبية لتدارك الموقف الذى وصفه بالخطير والمأساوى وغير المحتمل. ويلاحظ أن هنالك مجهودات انسانية مقدرة تقوم بها هيئة الاعمال الخيرية وهى منظمة انسانية لاعسكرية ولاحزبية ولاسياسية تعمل فى المجال الانسانى فى تقديم الخدمات الضرورية داخل معسكر شجراب ولمعرفة المزيد عن الخدمات التى تقدمها الهيئة التقينا داخل المعسكر بالاستاذ عثمان قرشى رئيس قسم المشتريات والامداد بالهيئة والذى تحدث بقوله يتمثل دورنا فى تقديم وجبتين يوميا للاجئين الجدد خلال 48 ساعة عند وصولهم المعسكر اول مرة ثم نحول الوجبات الى صرفة غذائية اسبوعية تسلم لللاجئ فى يده واضاف قرشى تتواصل خدماتنا مع اللاجئ الى حين الفحص القانونى الذى قد يمتد لفترة طويلة ومن ثم تنتقل خدماته الى مفوضية اللاجئين واضاف قرشى تمتد خدمات الهيئة الى توفير العلاج بالمعسكر الى جانب توفير كادر طبى متكامل داخل المعسكر تحت اشراف الهيئة الى جانب توفير عربتين اسعاف تعمل على مدار اليوم. لكن العديد من اللاجئين يتكبدون كثيراً من المصاعب والمشاكل للوصول الى السودان حيث يتراوح زمن الرحلة من اسبوع الى شهر مشيا على الاقدام وللوقوف على حجم التعب والمشقة التى تدعو الى الموت قى بعض الاحيان بسبب العطش اوالجوع اومهاجمة الحيوانات المفترسة للاجئين اثناء رحلتهم الطويلة .التقينا داخل المعسكر باللاجئ دهنسرا داوود هنسرا ارترى الجنسية يبلغ من العمر 47 سنة متزوج واب لعدد 3 اطفال ويتمثل سبب لجوئه الى السودان البحث عن العمل لان راتبى لايكفى مصاريف اسرتى فلذلك قررت المجئ الى السودان بدأت رحلتى الى السودان قادما من مدينة عد قيح الارترية حيث قضيت 7 ساعات مشيا على الاقدام وكنت احمل فقط مياه شرب محدودة وبعد مشقة كبيرة استطعت الوصول الى الحدود السودانية ومن ثم تحريكى الى المعسكرامااللاجئ الارترى الثانى يدعى محمدسعيد رمضان الذى يبلغ من العمر 28 سنة قال ظللت اعمل جندياً فى الجيش لفترة طويلة وممادعانى للهروب هوطول فترة زمن الخدمة الوطنية وقلة راتبى الذى لايكفى ابسط احتياجاتى بدأت رحلتى من مدينة قلوج الارترية واستمرت 3ايام ارتاح نهار واسير ليلا وسط الوديان والصحارى واتحسس خطاى خوفا من ان يرانى احد اوتفترسنى الحيوانات. وكنت لااحمل طعاماولاشراباً فكانت رحلة حياة اوموت واحمد الله وفقنى للوصول الى الاراضى السودانية. امافيصل احمد يوسق صومالى الجنسية يبلغ من العمر 27 سنة يروى قصة رحلته الطويلة التى انطلقت من مدينة بورما الصومالية الى دولة جيبوتى بالسيارات والتى استمرت قرابة الساعتين ومن ثم بدأت رحلتى من جيبوتى الى دولة ارتريا التى استمرت عدد5ايام مشيا على الاقدام وعند وصولى الى ارتريا تم الغاء القبض على وايداعى داخل السجن قرابة الشهر ونصف بحجة دخولى غير القانونى وبعد اكمالى مدة السجن تم اطلاق سراحى وبدأت رحلتى الى السودان برفقة 3 من زملائي وامتدت رحلتنا الى السودان عدد13 يوماً مشيا على الاقدام وللاسف الشديد اثناء الرحلة قابلونا قطاع طرق ونهبوا اموالنا وكان زادنا فى الرحلة قليل من التمر والماء واضاف فيصل فارقت اهلي منذ 6 سنوات ولن اقابل منهم احداً. اما معاناة المرأة الارترية تمثلها السيدة الساقير قبرماريام والتى تبلغ من العمر 40 سنة وام لعدد 9 اطفال وتمتلئ عيناها الدموع وتحكى قصتها وتقول اختفى زوجى وترك لى الابناء ووقع علي واجب تربيتهم بعدفقدان والدهم بدأت اعمل فى التجارة مابين مدينة اسمرا ومدينة تسنى على الحدود السودانية الارترية وبحجة عدم التصديق منعتنى السلطات من ممارسة النشاط التجارى وصادروا بضائعى وبعض المبالغ المالية وتركت التجارة وعملت ببيع الخضروات، وللمرة الثانية منعونى من العمل ممادعانى الى التفكير الى الهروب الى السودان للبحث عن الامن والاستقرار وبدأت رحلتى بصحبة ابنائي الصغار التى استمرت لمدة يومين مشياعلى الاقدام واحمل القليل من الطعام والشراب واثناء رحلتى قابلونى بعض الرعاة السودانيين ساعدونى الى الوصول الى السودان. اما الشابة الاثيوبية الجنسية التى تدعى مسرات مهراتو التى تنتمى لقبيلة الامهرا الاثيوبية، فقد قالت: كنت طالبة فى المرحلة الثانوية وكنت انتمى الى حزب سياسى معارض وظللت امارس نشاطى السياسى بسرية واستطعت ان استقطب عدداً كبيراً من زميلاتى لصالح تنظيمى السياسى فعلمت السلطات الامنية بنشاطى فالغت على القبض ووضعتنى فى السجن مرتين متتاليات وبعد اطلاق سراحى فكرت فى الهروب خوفا على نفسى من الموت وبدأت رحلتى بصحبة احدى زميلاتى الى السودان وامتدت الرحلة 13 يوما حتى وصلنا للحدودالسودانية وتم استلامنا من قبل السلطات السودانية وتم وضعنا فى المعسكر. وخلال زيارتى الأولى لمعسكر الشجراب لاحظت أن اغلب اللاجئين ارتريون ومن شريحة الشباب تحديدا واجمعوا من خلال حديثهم معى ان سبب لجوئهم الفرار من الخدمة الوطنية غير المحدودة الزمن واضافوا هذا تم تحديدها بقيد زمنى واذا توافرت فرص العمل فسيرجعون الى بلادهم والشوق يقتلهم الى اهلهم. ومن خلال الجولة الميدانية لـ( لصحافة)، رصدت حالات عديدة لتدهور الاوضاع الانسانية وشحاً كبيراً فى توافر الخدمات الضرورية، وقد ابدى اللاجئون استياءهم تجاه المفوضية السامية لشوون اللاجئين التابعة للامم المتحدة لعدم توفير الخدمات مطالبين بتدخل عاجل للمنظمات الأجنبية لتدارك الموقف. * نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية عدد 29/مارس 2008م