مقالات

مفاتيح : على أبواب2007م – جمال همد

29-Dec-2006

المركز

اختارت الحكومة الارترية ان تختتم العام المنصرم بحدثين هما في غاية الغرابة والتناقض وينمان عن سياستها المضطربة والغريبة الاطوار.

ففي الوقت الذي سعت فيه لاتمام سلام الشرق في السودان ابتعدت عنه خطوات مع شعبها بزيادة قبضتها الحديدية والزج بالمئات من الابرياء للمعتقلات وحرمان الشعب الارتري من كل حقوقة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . ومع شعوب جيرانها من الدول المحيطة مرسلة بضعة آلاف من الجنود للصومال . ولتفصيل ذلك وغيره ، وباشارات سريعة نجد حصيلة عام تبقت منه ساعات على الصعيدين العالمي والمحلي مايلي : # الحكومة الارترية حاولت وبشكل محموم ونتيجة لاوضاعها الاقتصاد المتفاقمة ايصال فريقي حكومة الوحدة الوطنية في السودان وجبهة الشرق لتوقيع اتفاق سلام الشرق الذي هب ولم يدب على الارض حتى الآن لتظهر للعالم وكأنها حريصة على الأمن والسلام في المنطقة الا ان واقع الحال يقول بغير ذلك فقد دفعت في نفس الوقت بعدة الآف من الجنود الى الصومال دعما لقوى لاتربطها بالحكومة الارترية سوى مشترك واحد لامستقبل له هو العداء لاثيوبيا ، ومحاولة تعويض ما خسرته في حرب السنتين في الصومال , ومع ان الحكومة الارترية تنفي ذلك حتى الآن الا ان تقارير الأمم المتحدة اكد ذلك منذ وقت مبكر . كما ان هذه المرة ليست الاولى فقد ارسلت ارتريا قوات كبيرة للاشتراك في حرب البحيرات مع انها لم تعترف بذلك حتى الآن ولم تكشف جهات محايدة ، حقيقة الدور الارتري في هذه الحرب.# تتصاعد خلافات النظام مع المجتمع الدولي عبر الانتقادات المتكررة للأم المتحدة والمنظمات التابعة لها ووصفها و امينها العام بالعمالة , والتضييق على قوات السلام التي تفصل بينها واثيوبيا وطرد الخبراء …. والتضييق على المنظمات التنميوية العالمية أو طردها من البلاد وعدم الاكتراث أو استهجان تقارير المنظمات الراعية لحقوق الانسان والتي تحتل ارتريا مكان الصدار في تقاريرها … الخ . اما الولايات المتحدة الامريكية فقد ردد الرئيس اسياس على مسامعها مفردات نسيتها عقب انتهاء الحرب الباردة . وآخر تحامل للرئيس اسياس تحميل امريكا وبالجملة مسؤولية مايجري في القرن الافريقي . على الصعيد المحلي فقد تضافت قوة القبضة الحديدية وتصاعدت وتائر الاعتقالات الجماعية واخرها اعتقال اولياء أمور المجندين الهاربين من الخدمة وفرض غرامات مالية عليهم تصل 500000نقفة للهارب( ما يعادل 1200دولار) في بلد دخل الفرد اليومي فيه يقل عن دولارواحد ، ورفض السيد وزير الاعلام الارتري التدخل الخارجي في شؤون بلاده في تصريح لرويتر عندما ووجه بتقرير منظمة امنستي انترناشونال بهذا الخصوص .كما ان الاعتقالات شملت عدد كبير من الاطارات الاعلامية الحكومية ومن جملة اكثر من خمسة عشر اعلامي اعتقلوا في أقل من شهر واحد اطلق سراح ثلاثة فقط ، كما ان الرقابة على استخدام الانترنت قد ازدادت ليكون فقط 9500 شخصا من جملة السكان حسب تقرير منظمة بيت الحرية لعام 2006م . اما ترتيب ارتريا حسب منظمة الشفافية العالمية من حيث درجة الفساد فهو 107 من اصل 159دولة . اقتصاديا لم نسمع بميزانية معروفة ومعلنة للدولة الارترية ولابسعر معروف للعملة المحلية ( النقفة ) ولا اتفاقيات تجارية أو مشاريع تنموية ذات قيمة سوى نشاط شركات الحزب وهي شركات احتكارية ذات طابع طفيلي .الهروب الجماعي مستمر فقد قالت تقارير موثقة في الحدود السودانية الارترية ان العدد الكلي للهاربين لشهري نوفمبر وديسمبر وصل الى 900بينهم اكثر من 30 فتاة وهنالك الاكثرية التي تتسلل خارج نطاق نقاط المراقبة اما على الحدود الاثيوبية الارترية وجيبوتي وعبر البحر للملكة العربية السعودية واليمن فالعدد غير معلوم وآخر عملية هروب كانت لطيارين بطائرة عمودية للملكة العربية السعودية وهبطا في منطقة صبيا في جازان وطلبا حق اللجوء السياسي . اذا حصاد بائس لدولة فاشلة . وكل عام وانتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى