إلى قادة التحالف الإرتري مع التحية بقلم /علي محمد سعيد
26-Apr-2006
مقال
في مستهل هذه الرسالة أتمنى لكم التوفيق والسداد في القول والعمل وأنتم تدشنون اجتماعكم الدوري على المستوى الشورى المركزي وقد شدت الأنظار تلقاءكم عساكم تخرجون من هذا الاجتماع بما يفي ومتطلبات وتطلعات الشعب الإرتري
الصابر الذي طال انتظاره فهل يشهد هذا الاجتماع نقلة في الأداء والممارسة والوصول بالسفينة إلى شاطئ الأمان ؟! وقبل أن أدخل في فحوى هذه الكلمة لا بد من تسجيل صوت شكر لجهد أمانتكم التنفيذية لما قامت به من جهد مقدر وسعي مشكور خلال هذا العام تبشيراً وتعريفاً وتوسيعا لمظلة المناصرين لحق الشعب الإرتري رغم قلة الإمكانات التي تتضح للمراقب والمتابع لحركة عمل المعارضة الإرترية عموماً والتحالف حصراً . وإنني أشكر لكم محافظتكم على المظلة العامة التي جمعت ألوان الطيف السياسي والفكري والتنظيمي تحت قبة التحالف الديمقراطي وهي تجربة تستحق الإشادة والتقدير والمحافظة في قابلات الأيام حتى لا تقتلعها عاديات الدهر أو متقلبات السياسة وأطماعها .وبعد هذه التوطئة المقتضبة أقول وبالله التوفيق ضرورة أن : أولا : نضع يدنا ونسخر وقتنا وإمكاناتنا الذاتية حتى تتحقق آمال وطموحات وتطلعات شعبنا الصابر الواطئ على جمر القضية أن في مرحلة الثورة أو بعد أن تنكرت له زمرة أفورقي الحاقدة وأقصته أو أبقته في المنافي والفيافي أوضعته في سجن كبير سمى (إرتريا) وذلك حتى ينعم بأريج الحرية ويذوق طعم الحياة الكريمة وعليه لا بد من مضاعفة الجهد وبذل أقصى درجات العطاء والتضحية حتى تتحقق المقاصد ويعطى كل ذي حق حقه ولا مكان في ظل إرتريا التي نسعى لإيجادها مكان للظلمة والجبارين. ثانيا : قد فعلت المعارضة حسناً عندما تواضعت قبلاً على ميثاق وطني واعتبره وثيقة الحد الأدنى حقوقاً وممارسة دون أن يعني ذلك طموحات الأطراف المتواضعة والموقعة على تلك الوثيقة ، أعتقد إن هذا المسلك هو الطريق الصحيح في الوصول إلى مساحات أكبر ومحاولات أرحب في المشتركات والأنساق الناظمة لحركة العمل الوطني في مراحله اللاحقة وأنني أدعوكم بهذه المناسبة العضد على هذا المستوى من الاتفاق وتطويره وعدم التراجع عنه مهما كانت الظروف او المبررات أو الأصوات النشاز التي بدأت تتعالى هنا أو هناك واحسب أنكم تقدرون حجم التضحيات المبذولة في الوصول إلى هذه المحطة وتستصحبون وتقدرون حجم التقاطعات والتباينات التي عاشتها من قبل الساحة الإرترية وأن العود إلى مربع ما قبل مارس 1999م اعتقد سيكون خصماً من حق الشعب الصابر ولا أظن طرفاًً من الأطراف يمكن أن يفيد منه مهما خيل إليه تصوره أو صوره !. ثالثاً : تدركون بأن هذه المعركة التي تخاض منذ أن وصل حزب الجبهة الشعبية إلى سدة الحكم تعتبر بالنسبة للطرف المسلم من شعب إرتريا هي معركة حقوق ووجود وإثبات هوية وبالتالي لا مدى لها ولا سقف لها إلا بتحقيقها ،وعليه فإن الصراع مع النظام الإرتري الحالي ليس صراعاً حول طريقة إدارة البلد أو المطالبة بهامش من الحريات وإنما هو السعي لا يجاد أصول وكليات هذه الأشياء المفقودة والمنتهكة في نظر الطرف المسلم في إرتريا وعليه ندعوا ونتمنى أن لا تعاد التجربة ذاتها والمسلسل نفسه تحت مسميات جديدة أو بإخراج جديد لأن ذلك سيؤدي إلى إفرازات ونتائج قد يتضرر منها المنادون بها قبل غيرهم . ومع إنني لست المفوض للنطق باسم كل مسلمي إرتريا أو المثقفين من أبنائهم ولكن أقول إن ذاكرتنا مليئة بالأحزان والخيانات والمراوغات والاغتيالات الجسدية والسياسية التي قام بها بعض من شركاء الوطن من المنضوين في لواء الجبهة الشعبية أو من الذين نفذوا مخططاتها منذ مرحلة الثورة وأظن أن استدعاء التاريخ في هذه الزاوية والتمترس حولها ستكون عاقبته وخيمة وعليه إنني أناشد الطرف الآخر سواء من كان منهم في تنظيمات المعارضة الإرترية أو كان من مثقفي القوم أن لا ينساقوا وراء العواطف وأن لا يسقطوا اسقاطات ما ، على الواقع الإرتري وأن ينظروا إلى الخارطة الاجتماعية والجغرافية والثقافية الإرترية كما هي لا كما يشتهون أو يرغبون ، فهناك حقائق وواقع على الأرض أحسب أن تجاوزه سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً ؟!! رابعاً : وإنني و بهذه المناسبة أدعوا العقلاء من أنباء النصارى في إرتريا أن نتداعى نحن وإياهم لإجراء حوارات معمقة بعيداً عن الأطر الناظمة لكل منا لنصل نحن وهم للقواسم المشتركة ومعرفة الخطوط الحمراء التي تخص المسلمين ومن ثم عدم الاعتداء عليها أو التقليل من شأنها وأن تلعب القوى السياسية دور المناصر والمسهل لمثل هذا العمل .
خامساً : لماذا يصر المسلمون بضرورة تثبيت فقرة الشريعة الإسلامية في الميثاق ؟
أ – لأن ذلك يجنب البلد مستقبلاً مظنة أن يشعر أحد الأطراف المكونة له بالظلم والتهميش وإذا انتفى الظلم والتهميش كان الاستقرار وإذا كان الاستقرار كانت العدالة وإذا تحققت العدالة تحققت التنمية المستدامة التي يريدها الجميع معاشاً في الدنيا
ب- بالنسبة للمسلمين لا خيار لهم ولا مفر لهم إلا المناداة والتمسك بخيار الشريعة لأن ذلك يعني : التعليم ، والثقافة والأخلاق والتربية والمعاملات الخاصة والعامة والتجارة والبيع والشراء والمضاربات المالية والعلاقات الخارجية والاجتماعيات وأحكام الأسرة وكل ذلك يندرج في مفهوم الشريعة فضلا عن التشريعات والقوانين إذ فلا مناص لمسلم إلا أن ينادي لتكون الشريعة أو الإسلام منهج حياة وإعادة الأعتبار لها في الحياة العامة ولتكون أحد الثوابت الوطنية الأصيلة حتى تجنب إرتريا فتنة الشعور بالظلم الذي يقود إلى المطالبة برفعه بكل السبل والوسائل .
جـ- إذا ارتضى الموقعون على ميثاق التحالف طريقة ما في الوصول إلى الحكم وإجراءته وفقاً للفترات الزمنية والإجراءات الناظمة له فلماذا لا يترك أمر حق القبول والرفض للشعب الإرتري إذ إثبات الشريعة شيئ مألوف ويتساوق مع الواقع والفطرة وتحكمه أطر أخرى بالنسبة للمسلم الإرتري والرفض هو خلاف الفطرة وخلاف الواقع الإرتري فهل الذين يجيشون لرفض مبدأ الاحتكام إلى الدين الإسلامي واعتباره أحد مرجعيات وثوابت الوطن في أرتريا يعنون إلغاء الطرف الآخر والمكون الرئيس لمكونات الشعب الإرتري؟! أم ماذا يريدون ؟! .
علماً بأن تحديد الحقوق والاختصاصات والخصوصيات والمشتركات من عوامل الاستقرار لدى الشعوب وليست من عوامل التنافر والتنازع فإلى ماذا يهدف الذين لا يرغبون وضع النقاط على الحروف في ميثاق التحالف ؟! .
د- تقول حقائق الأشياء ومنطق العقل بأن الذي يحدد الحق هو صاحب الحق وليس وكيلاً آخر أو يحدده له الآخرون اللهم إذا كان فاقدا للأهلية أو دون مستوى معرفة حقوقه فهل ينظر إلينا بعض مثقفي النصارى بهذا المنظار؟! أم ما ذا يريدون و إلى ماذا يسعون ؟! .
فكلما اقترب موعد اجتماعات التحالف تعالت أصواتهم ونطقت أبواقهم تغولاً على حقوق الآخرين فهل يريدون جر البعض إلى اتخاذ مواقف ما ؟! .
أم يهدفون إلى تفتيت هذا الجسم القائم المتمثل في (التحالف) وعودة الوضع إلى ما قبل مارس 1999م ؟!!
وختاماً :
إنني باعتباري أحد أبناء هذا الشعب الصابر المسلم المجاهد سطرت لكم هذه الكلمات لعلها تجدد فيكم المسئولية وتضعكم أمام التحديات والمخاطر وكذا الآمال والطموحات التي ينتظرها منكم الشعب الإرتري ؟
حاولت قدر الجهد أن أنقل لكم رأي ورغبة قطاعات عريضة من أبناء مسلمي إرتريا الذين ينظرون للطرف الآخر في هذه المرحلة نظرة شك وارتياب !. آمل أن تتجاوزوا من خلال مؤسستكم التشريعية كل أو جلّ العقبات والعوائق التي توضع أمامكم ، وتوجهوا نداءا لبعض الأقلام والكتاب أن لا يعتدوا على مشاعر ومقدسات وثوابت أحد المكونات الرئيسة للوطن إرتريا وكلي أمل أن تقفوا الموقف الصحيح في الوقت الصحيح . وأخيرا
حيتكم عني شمـال طاف طائفها *** “بنسمة” نفحت روحاً وريحانا
هبت سحيراً فناجى الغصن صاحبها *** موسوسا وتنادى الطير إعـلاناً Alisaed30@hotmail.com26/ ربيع أول / 1427هـ- 24 أبريل 2006م