حوارات

الخبير الاستراتيجي السوداني عثمان السيد معلقاً على عودة السفير الاريتري إلى الخرطوم

27-Apr-2006

إيلاف

الخرطوم: إيلاف حوار: محمد سيد أحمد المطيب 17-23/ ابريل /2006متعليقاً على عودة السفير الاريتري عيسى أحمد عيسى الذي قدم اوراق اعتماده لدى الخرطوم الاسبوع الماضي، ذكر الخبير الاستراتيجي الضليع المندوب السابق للسودان لدى رئاسة الاتحاد الافريقي باديس ابابا، والسفير لدى اثيوبيا والذي يعمل حالياً مديراً لمركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا، اللواء عثمان السيد في حوار أجرته معه )إيلاف(

ان السفير الاريتري عيسى أحمد عيسى، كان مندوباً للمخابرات الاريترية في السودان• واصبح بعد ذلك وعلى غير العرف سفيراً في الخرطوم، ثم اصبح مديراً للامن الخارجي في اريتريا، ثم اضحى مسؤولاً عن ملف السودان وعمل المعارضة السودانية في جهاز المخابرات الاريترية، ثم جاء سفيراً الى الخرطوم• وفي تقديري ان السفارة الاريترية تسعى للقيام بعمل استخباري نشط في السودان، خلافاً لما يفترض ان يكون، واذا كان هدف المخابرات الاريترية تتبع المعارضين الاريتريين في السودان، فقد كان من الاجدى ان تقبل الحكومة الاريترية بحوار مع المعارضين الاريتريين، على نفس النسق الذي تتبناه بالنسبة للمعارضين السودانيين في اريتريا، حيث لا يمكن باية حال من الاحوال ان تطرح اسمرا نفسها مقراً للمفاوضات بين الحكومة والمعارضة بشرق السودان، وتنسى او تتناسى ان هناك معارضين اريتريين في السودان يقارب عددهم المليون مواطن اريتري، وغالبيتهم ان لم يكن جميعهم من معارضي الحزب الحاكم في اريتريا•• وفي ما يلي نص الحوار:
>إيلاف<: كيف تنظر الى عودة سفير اريتريا الى الخرطوم، وهل هو بداية لصفحة جديدة؟

– عثمان السيد: قبل الاجابة على هذا السؤال، يجب ان نتعرض الى ما يجري حالياً داخل اريتريا، حيث اعتقد وكما هو واضح ان نظام الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكمة، يواجه مصاعب سياسية واقتصادية جمة ويعاني من عزلة تامة، وبالتالي ففي تقديري ان الهدف الاساسي لتوجه هذا النظام واندفاعه لتحسين علاقته مع السودان وعودة السفير الاريتري الى الخرطوم، انما يأتي في اطار ازمة خانقة تواجه حكومة الرئيس افورقي• واذا كان الامر كذلك فإن عودة السفير – وهو ضابط امن سابق بالخرطوم ومدير للامن الخارجي والمسؤول عن الملف الامني للسودان- تصبح ليست برغبة أكيدة من الحكومة الاريترية في فتح صفحة جديدة، وانما في اطار مشكلة تواجهها هذه الحكومة• ولكن على اية حال فيمكن بالرغم من ذلك، ان نأمل في ان تكون عودة السفير فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين، وخلق علاقات على أسس قويمة وسليمة تحفظ للبلدين امنهما واستقرارهما•الحركة الشعبية جانبها التوفيق>إيلاف<: هل ترى ان لهذه العودة علاقة بما جاء في البيان الختامي للاجتماع الاول للمكتب السياسي للحركة الشعبية أخيراً من دعوة لنقل مقر المفاوضات المزمعة بين الحكومة والحركات المسلحة في الشرق من ليبيا الى اريتريا؟
– عثمان السيد: اذا كان السفير الاريتري الجديد جاء وفي تقديره ان لاريتريا شركاءً او حلفاءً في صلب الحكومة السودانية مثل الحركة الشعبية، فإن اريتريا تكون مخطئة• وعليها ان تدرك ان الحكومة القائمة والموجودة هي حكومة وحدة وطنية، يتوافق فيها الشريكان وهما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على اساسيات من ضمنها العلاقة مع اريتريا، وليس من المقبول عقلاً ان تبنى اريتريا علاقاتها بالسودان مع الاحزاب السودانية المشاركة في الحكومة او المعارضة، علماً بانها لا تقبل باية تعددية او اية شراكة بالحكم في اسمرا• ولهذا فلا يمكن أن تكون سياستها مبنية على انفصام بين ما تتبعه في اسمرا، وما تنادي به في الخرطوم!!
>إيلاف<: اذن فكيف تنظر الى الدعوة الواردة في البيان الختامي، للاجتماع الاول للمكتب السياسي للحركة الشعبية؟
– عثمان السيد: في تقديري ان موقف الحركة الشعبية المشار اليه – والذي دافع عنه وزير الدولة بوزارة العمل • د• محمد يوسف مصطفى بقوله إن الحركة الشعبية ترى ضرورة انتقال ملف الشرق من ليبيا الى اريتريا، استناداً على الموقع والثقل والتأثير الاريتري الفاعل في قضية الشرق- هو موقف من قبل الحركة جانبه التوفيق• وذلك لعدة اعتبارات منها ان اريتريا ظلت على الدوام تقدم العون والمساعدة والسند والتأييد للعناصر المعارضة من ابناء السودان، وبالتالي فقد اصبحت طرفا في المشكلة الخاصة بشمال السودان، وذلك اضافة الى ان الجبهة الشعبية الحاكمة في اريتريا لديها استراتيجية تقوم على شرذمة السودان وتشتيته وتقطيع اوصاله، كما ان أسمرا لم تكن اصلاً متسمة بالحياد، شأنها شأن العواصم الاخرى التي لعبت دوراً توفيقياً في المشاكل السودانية، مثل نيروبي وابوجا والقاهرة، وبهذا المعنى فإن اسمرا لا يمكن ان تكون مثل هذه العواصم المحايدة وذلك لان المفاوض الاريتري كثيراً ما يتدخل في المفاوضات بهدف عرقلتها والحيلولة دون الوصول الى حل، ما لم يكن ذلك الحل متسقاً مع توجهات النظام الاريتري نفسه• واستطيع ان اقول وبالتأكيد ان اريتريا تلعب دوراً سالباً في تطور الاحداث بشرق السودان• ومن المعلوم ان قواتها قد شاركت في كثير من العمليات التخريبية التي استهدفت مدينة طوكر وانبوب البترول وميناء بورتسودان•أيهما أكثر تأثيراً >إيلاف<: انت تحدثت من جهة عن ازمة داخلية خانقة، ترى انها هي التي دفعت اريتريا لاعادة سفيرها الى الخرطوم، ثم تحدثت من جهة اخرى عن طموحات اخرى او اهداف خارجية خاصة لاريتريا تجاه السودان، فأيهما هو الاكثر تأثيراً على اريتريا في ما يتعلق بتحديدها لسياستها في تقديرك؟
– عثمان السيد: طموحاتها الخارجية•• فمشكلة النظام في اريتريا هي انه لديه طموحات تتجاوز حدود اريتريا• وهذا هو احد اهم المشاكل في السياسة الخارجية الاريترية، حيث ان قائد النظام مقتنع بانه طموح وافكاره وامكانياته تتجاوز الرقعة البسيطة لاريتريا لتشمل مناطق اخرى• وهذا هو السبب الذي دفع النظام الاريتري الى الدخول في مواجهات وحروب مع أربعة من جيرانه الخمسة، وهم اليمن، جيبوتي، اثيوبيا والسودان•إدعاء زنديق:
>إيلاف<: ولكن المسألة ليست متعلقة بالطموحات الخاصة لاريتريا فقط، وانما الى جانب الحركة الشعبية فإن القوى السودانية المعارضة تعوِّل بدورها على مثل هذه الطموحات الاريترية•• فكيف تنظر الى ذلك؟
– عثمان السيد: اعتقد ان موقف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، وموقف الحركة الشعبية من النظام الاريتري، والادعاء بأن حل المشاكل في السودان يكمن في الطريق بين اسمرا والخرطوم هو في المغزى النهائي ادعاء زنديق، اذ لا يعقل ان تكون اسمرا وباية حال من الاحوال هي العاصمة التي يطلق فيها الميرغني او غيره تصريحات بضرورة عودة الديمقراطية الكاملة في السودان، وافساح المجال للتعددية الكاملة، واطلاق الحريات العامة، والغاء القوانين المقيدة لحرية الصحافة•• الخ، علماً بأن اسمرا نفسها لا تؤمن بذلك، فهي احدى اكثر الدول في العالم انتهاكاً لحقوق الانسان، ووأداً للديمقراطية، ومنعاً للتعددية الحزبية، وحرماناً لحرية الصحافة وحرية التعبير• ولا يستقيم عقلاً ان يطالب الميرغني بمثل هذه المطالب من دولة هي في قمة الدكتاتورية• ومن المؤسف حقاً أن الميرغني والترابي ومبارك الفاضل والصادق المهدي وغيرهم، لديهم قناعة بأن النظام في اريتريا جائر وظالم بالنسبة لاهله، ولا يمكن باية حال من الاحوال ان يدعم او يساند المبادئ التي ينشدونها لان فاقد الشيء لا يعطيه• ولكن وبالرغم من ذلك فالامر المحير حقاً هو أنه كلما اختلف واحد من هؤلاء الزعماء مع النظام في الخرطوم استجار بحاكم اريتريا، شأنهم في ذلك شأن المستجير من الرمضاء بالنار!! حيث من المعروف أن هذا النظام لم يمنع ويعتقل فقط المعارضين من خارج الجبهة الشعبية الحاكمة، وانما اعتقل المعارضين داخل الجبهة نفسها، بمن فيهم نائب رئيس الحزب ونائب رئيس الحكومة محمود شريفو و >21< وزيراً ومسؤولاً زج بهم في السجون لمدة تزيد على ثلاث سنوات حتى الآن، دون اية محاكمة• فاي عدل واية حرية واي انصاف يبتغيه هؤلاء المهرولون الى اسمرا، والمتمسحون باعتباها واهدابها في قضايا تتعلق بالحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان••؟!!يحدث عما قريب بأسمرا
>إيلاف: ألا ترى ان النظام في اريتريا يتمتع بقدر من الاستقرار الذي يتطلب البحث عن اية وسيلة من شأنها ان تجعل العلاقات بينه وبين السودان حسنة وجيدة، ومغايرة للحالة القائمة بين السودان والجارة تشاد على سبيل المثال، مع الاخذ في الاعتبار الانعكاسات الناجمة عنها في الازمة الراهنة بدارفور، وما ترتب عليها من تبعات صعبة نعاني منها حالياً؟!
– عثمان السيد: لا اعتقد باية حال من الاحوال ان النظام في اريتريا مستقر ومزدهر، بل ان كل الشواهد تدل على ان هذا النظام يعاني من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة• وفي تقديري ان انهيار النظام في اريتريا هو مسألة وقت، واعتقد ان ما يجري في انجمينا سوف يحدث عما قريب في اسمرا، حيث ان النظام في اريتريا لا يستطيع دفع المرتبات وحل الازمات التموينية الخانقة، وتسهيل حياة المواطنين• وهو الأمر الذي رفع سعر الذرة الى اكثر من خمسة أضعاف، إضافة الى انعدام البترول وانعدام السلع الحياتية، ومشاركة الحكومة نفسها في عمليات التهريب من السودان•• وبالطبع فإن نظاماً كهذا لا يمكن ان نطلق عليه صفة الاستقرار والاستمرار والديمومة• واعتقد جازماً ان من اهم الاسباب التي دفعت بالنظام الاريتري الى الاسراع في تحسين العلاقات مع السودان، هو فتح الطريق بين كسلا واريتريا، حتى تستطيع الدولة الاريترية ان تحصل على المواد التموينية والبترول وغيره•لا فائدة••!!
>إيلاف<: إذن فأنت لا ترى اية فائدة من الدعوة لاعطاء اريتريا دوراً في السعي للمساعدة على اقرار تسوية للمشكلات القائمة في شرق السودان؟
– عثمان السيد: اذا تمت مفاوضات الشرق في ليبيا او في كينيا او في القاهرة، فسوف يكون هناك مجال لنزع فتيل الازمة• ولكن اذا كانت المفاوضات سوف تكون حسب رغبة النظام الاريتري وبعض الذين تابعوه ووالوه بغير حساب، فإن هذه المفاوضات محكوم عليها سلفاً بالفشل• وفي رأيي ان تهيئة المقر المناسب للاجتماعات وتوفير الوسيط المناسب، من اهم اسباب الوصول الى اتفاق، ولكن ان يكون المقر غير مناسب والوسيط غير مؤهل ولديه اجندته الخاصة كما هو الحال بالنسبة لاسمرا، فإن المفاوضات تكون قد ولدت ميتة، وسوف لا يكون هناك اي مجال لنزع فتيل الازمة، فاذا كانت الضغوط من قبل اسمرا قد وصلت حد منع المعارضة في شرق السودان من السفر الى طرابلس للمشاركة في الاجتماعات التي دعت لها ليبيا، فكيف تكون مثل هذه الضغوط او كيف يكون الحال اذا ما تمت المفاوضات في قلب العاصمة الاريترية••؟!!الدروس المستفادة من دارفور>إيلاف<: ولكن يبقى السؤال هو•• كيف نستفيد او ما هي الدروس المستفادة من الذي حدث في دارفور بالنسبة للمعالجة المطلوبة للمشكلات القائمة في الشرق حالياً، وحتى لا تصل الى الدرجة الموغلة في التدويل، على النحو الذي حدث للازمة الراهنة بدارفور؟
– عثمان السيد: علينا أن نستفيد من الذي حدث في دارفور، وان نستبق الاحداث قبل ان تسبقنا• وان نستعد لمفاوضات تكون مبنية على دراسة لمطالب اهل الشرق وتفهمها والاستجابة لها• ولا اعتقد ان انسان الشرق يرغب في الدخول في مواجهات مسلحة كما هو الحال في دارفور، ولكن تحت اي ظرف من الظروف لا ينبغي دفع اهل الشرق الى ذلك، صحيح أن هناك مشاكل تنمية في شرق السودان وهناك احساس بالظلم والغبن، ولكن حتى الآن لم نشاهد في شرق السودان اي جنوح لحل القضية خارج الاطار السياسي• وفي تقديري أن العنف الذي بدأ حدث نتيجة لتدخلات خارجية، وبصفة خاصة التدخلات الاريترية• وعلينا ان ندرك ان شرق السودان منطقة استراتيجية وحيوية ومهمة للغاية، فميناء بورتسودان هو شريان السودان الرئيسي، وميناء بشائر هو ميناء تصدير النفط السوداني والبحر الاحمر كله في شرق السودان، كما أن جميع المشاريع الاستراتيجية في السودان هي في المناطق الشرقية، سواء في النيل الازرق او غيره• وبالتالي فإن ادراك هذه المعطيات امر حيوي وضروري• والمطلوب من ابناء الشرق انفسهم عموماً ومن القبائل المختلفة بما فيها القبائل الشمالية التي اقامت واستقرت في الشرق، ان يوحدوا كلمتهم، وتصل كل القبائل الى اتفاق بينها بشأن مطالب انسان الشرق نفسه والاهتمام به• وعلى الحكومة من الجانب الآخر ان تضع في حساباتها اهمية شرق السودان الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية، وان تتفاوض مع اهله بقلب مفتوح وصدر واسع، بعيداً عن التدخلات الخارجية• فالبلاد على ضوء المعطيات المعروفة والتدخلات الخارجية سواء أكانت مباشرة او مقنعة تحت ستار الامم المتحدة وغيرها، مقبلة على فترة حرجة وصعبة• ويبدو واضحاً وجلياً أن هناك مخططاً لتفكيك السودان الى دويلات في الجنوب والغرب والشرق، فكل المؤشرات تنبيء أو تؤمي وتوحي بذلك، حيث أصبح الوجود الاجنبي مكثفاً وممثلاً في عشرة آلاف من القوات الاجنبية في جنوب السودان، و7 آلاف من القوات الافريقية في دارفور، وبعض الوجود للقوات الاجنبية في كسلا وجبال النوبة، وكلها معطيات تتطلب من اهل السودان جميعا ممثلين في الاحزاب والسياسيين والهيئات والنقابات، ان يدركوا حجم التآمر الذي يتعرض له الوطن، وان يبتعدوا عن المكايدة والمماحكة والاصطياد في المياه العكرة•>إيلاف<: هل ترى أن ما يدعو له البعض في المعارضة تحت مسمى المؤتمر الجامع او الشامل، سيكون هو الكفيل بتحقيق هذا الذي تشير إليه؟!

الغاية والوسيلة
– عثمان السيد: لا اعتقد ان حل المشكلة ينبغي ان يكون في عقد مؤتمر شامل وجامع، بقدر ما ان تتوفر النيات الحسنة والادراك والالمام بأن البلد تواجه خطرا، حيث ان الاجتماع وسيلة، ولكن المهم هو ان يكون هناك اتفاق على المبادئ بأن البلاد تواجه محنة، واذا تم الاتفاق على المبادئ والمخاطر التي تواجه البلاد، فإن المسألة بعد ذلك سهلة، ولكن أن تغطي الوسيلة على الغاية فهذا في تقديري ليس حلا، حيث ان المعارضة تحاول ان تنتقص من قدر السلطة عبر الدعوة لما يسمى بالمؤتمر الشامل والجامع• والسلطة او الحكومة بدورها تعتبر ان المؤتمر الشامل او الجامع اصبح في حد ذاته محاولة للتقليل من شأنها واهدار هيبتها، وكما ذكرت فإن مثل هذا المؤتمر ينبغي ان يكون غاية في حد ذاته، فالمهم هو ان يتم اتفاق شامل على اساسيات، حيث ان كل الاحزاب في الدنيا تتفق على اساسيات تتعلق بالامن الوطني لا ينبغي التنازل عنها باي شكل من الاشكال• ولكن المؤسف في السودان حاليا، انه حتى مسألة الوجود الاجنبي اصبحت مسألة للمكايدة، واعتبار انها نتيجة طبيعية لسياسات المؤتمر الوطني الحاكم• وحتى الذين كانوا يوجهون سياسات البلاد منذ قيام الانقاذ، اصبحوا يتهمون النظام القائم بالتفريط في السيادة والكرامة الوطنية• ومن هنا اعتقد ان هناك خللا في الممارسة الحزبية، وما لم يكن هناك اتفاق في الأساسيات والثوابت، فإن انعقاد ما يسمى بالمؤتمر الشامل او الجامع او عدم انعقاده، سيكون في تقديري سيان، اذ لا معنى لعقد مؤتمر يقبل البعض على البعض فيه وهم يتلاومون•إيجابيات نيفاشا>إيلاف<: هل ترى أن اتفاقية نيفاشا للسلام تصلح اساسا للحلول الوطنية الشاملة التي تدعو لها؟
– عثمان السيد: يمكن القول ان نيفاشا هي افضل الحلول الممكنة، او هي افضل الحلول السيئة، ومقارنة بالوضع بعد نيفاشا وقبلها فإن هناك قطعا ايجابيات كثيرة، ليس أقلها أنها اتاحت للبلاد قدرا كبيرا من السلام والاستقرار، واقفت اطلاق النار إلى ما لا نهاية بين الشمال والجنوب• والمطلوب الآن هو معالجة كافة القضايا في إطار اتفاقية نيفاشا، او ابتدار وسائل واتفاقيات اخرى لا تخرج في مضمونها عن الاتفاق الاطاري الشامل لينفاشا• وفي تقديري ان التحدي الكبير الذي يواجه السودان، هو بالضرورة الجلوس للحوار والتفاكر والتشاور، وصولا إلى اتفاق على طريق نيفاشا او على هديها، فعلاج المشاكل في الغرب والشرق وبقية الشمال، ينبغي أن يكون موضوع حوار أولاً وثانياً وأخيرا|ً•

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى