التجمع بعد أسمرا : من يعود .. ومن يبقى؟.- 2-2 …بقلم: عارف الصاوي
27-Jun-2005
الصحافه السودانية
في ذات المكان، وبذات الاجندة السابقة، مستقبل التجمع العودة الي الداخل ، والحوار مع الحكومة، وذات الاناقة في الحضور الي اجتماعات هيئة قيادة التجمع، يحتشد فندق امبا سويرا في اسمرا، بأعضاء هيئة قيادة التجمع، املا، في ايجاد حلول تتعلق بمستقبل التجمع وحواره مع الحكومة الذي يقف عند عقبتي زيادة نصيبهم في السلطة ، ومعالجة اوضاع قوات التجمع في شرق السودان.
ومنذ يوم امس بدأت قيادات التجمع تتوافد نحو اسمرا المدينة التي ظلت ترفع يدها بالتحية ستة عشرة عاما، لكن اسمرا هذه المرة في قمة توترها مع الخرطوم التي ربما ستعود اليها قيادات التجمع قريبا دون ان تبلغ امانيها كلها، وهي ايضا في قمة حماسها نحو الفصائل الاكثر مغامرة لخوض النيران، البجا والاسود الحرة، وحركات دارفور الاكثر حماسة. وكالعادة دوما، وصلت طائرة الخطوط المصرية اولا، تحمل وفود القاهرة المتأثرة بضغوط مصر الرسمية في توقيع بروتوكول اتفاق ، دون ان يدركوا جوهر، المسألة (السلطة). وحتما سيجدون في اجواء ارتريا رطوبة معنوية في اتخاذ قرارات (باردة)، تجاه الخرطوم، إلا اذا دفعتهم اسمرا المتأثرة قطعا بحماسة فصائل الشرق الخارجة للتو من عملية مسلحة داخل الحدود السودانية الى مزيد من التريث في الا ندفاع نحو الخرطوم.وعلمت الصحافة ان الذين وصلوا الي اسمرا قادمين من القاهرة، واتخذوا مواقعهم في انتظار ان تلتئم بقية القيادة اليوم هم ممثلو الحزب الشيوعي والاتحاديين، وتقول مصادر للصحافة ان الشيوعيين غير راضين عن ما تم في القاهرة ، اذ يصفه فاروق كدودة القيادي الشيوعي بقوله: يبدو ان جهة ما ضغطت في اتجاهه، وطالما ان قيادة التجمع قد تعرضت لضغط حتى تظهر في احتفال القاهرة بوجاهه (مصطنعة)، وابتسامات تخفي الكثير من التوتر القادم. فحتما ان هنالك من وقف خلف ابواب قاعة مدينة نصر الرئاسية يندب الحظ العاثر الذي صورهم ككومبارس، في (يوم الزفاف) قبل الاخير.وبما ان الشيوعيين على الا قل يشعرون بأن امرا ما، دبر بليل، وعلى الاقل ربما يشعرون بأن الترتيب استثناهم في ظل صفقات الغرف المظلمة، فإنهم لن يدخلوا الى قاعة امبا سويرا في اسمرا مطمئنين.وربما يدفع ذات الشعور فصائل اخرى من التجمع ، غير مرئية، لاتخاذ جوانب قصية في الميدان، السياسي، فمثلا تخيلوا موقعا مناسبا لحزب البعث العربي، حتما جناح التجمع لن يلحق، بالتحالف الشعبي/ الامة الجديد، ببساطة لأن لديه غريما هناك، وهو الفصيل الثاني من البعث، وهكذا بذات المنطق قد تدفع الساحة السياسية احزابا اخرى كالقومي والتحالف الي مواقع لا تراها عين المراقبة السياسية الآن.فالتحالف بعد ان وقفت عملية وحدته مع الحركة في نقطة غير مفهومة ، وألحق جنوده المتبقين اما بالحركة، او سرحوا، في ارض ممتدة بين حقول ارتريا والسودان، او لحق جزء منهم بقائدهم عبد العزيز خالد في الخرطوم،لن يحاول كثيرا، في مسألة القوات، وربما مسألة نسب السلطة ايضا في انتظار ان يعالج المسألة في اطار (داخلي) مع الحركة الشعبية.تبقى ايضا ان يدخل التجمع الي اجتماعاته القادمة بدون جبهة الشرق التي تنتظر منبرا آخر تقضي فيه حاجتها بدون ازعاج من احد.وحركة تحرير السودان اصلا لم تكن تنتظر اجتماعات الزفاف، الاخير تمهيدا، للعودة.عليه فإن الكاتب الصحافي عثمان ميرغني، يرى ان مولانا محمد عثمان الميرغني ، هو الوحيد الذي اعد هذا الكرنفال باعتباره المستفيد الاول. ويعضد ميرغني رؤيته تلك بأن مولانا لا يريد ان يفقد حليفه الرئيسي (قرنق) بأي حال، والذي سيصبح بعد اسبوعين فقط جزءا من قمة الرئاسة.وتفيد مصادر أعلمت الصحافة ان قرنق المتواجد الآن في نيروبي، وربما يغيب عن اجتماعات القيادة هذه، او ربما يتأخر لبعض الوقت، وفي هذه الحال فإن الاجتماعات امام خيارين كل محكوم بأجندة مختلفة عن الاخرى.فإما ان يعقد التجمع اجتماعه بدون قرنق وفي هذه الحال ستكون امامه فقط ان يبحث سبل العودة ، وما سيفعله، بعد ذلك.وقد افادنا نائب رئيس الحزب الاتحادي الاستاذ علي محمود حسنين بأن امام التجمع فرصة اكمال الحوار مع الحكومة في الداخل، اذن لا بأس، فعليه ان يبحث عن آليات تفاوضية جديدة يعتمد عليها مع الحكومة. اما الخيار الآخر امام التجمع لحضور قرنق فهو تحديد موقعه، بدءا من الحكومة القادمة، المشاركة ام الاتجاه ، الي جبهة المعارضة وفي الاخيرة ايضا تحديد نوع المعارضة، وتحالفاتها في ظل وضع متغير حتما.ويعتقد الدكتور بشير ادم رحمة، القيادي في المؤتمر الشعبي ان خطوة التجمع القادمة هي تأمين العودة الي الداخل .وطالما ان مشاورات ما بعد كرنفال القاهرة، لم تبت في مسألة العودة بصورة نهائية حسب ما افاد الصحافة علي محمود حسنين،فإن اجتماعات اسمرا لن تجد اهم من هذا في تقديرات الكثيرين.الحقيقة مع الاعتراف الذي قال به كدودة ، بأن اتفاق القاهرة اذا تجاوز النسب ووضعية الجيش فسيكون اتفاقا ضعيفا. الا ان الواضح اتجاه التجمع وفي يده ورقة القاهرة لتعزيز العودة والمشاركة، وهنا تتدخل في الحكاية اقدار اخرى تكاد تربك منظومة العلاقات بين التجمع والآخرين.وهي كيف جاء موفدون من التجمع الي لجنة الدستور دون ان ينتهي التجمع الي شيء محدد مع الحكومة.علي محمود حسنين، رئيس ممثلي التجمع في مفوضية الدستور يقول ان ذلك تم استثناء اتفق عليه بين قرنق وطه والميرغني.اذا بذات المنطق الذي جعل التجمع يتراجع من مسألة كانت مبدئية ويشارك في مفوضية الدستور، بحجة انه لكل الشعب السوداني، كما قال حسنين للصحافة، فما المانع ان يتخذ اجتماع اسمرا قرارا بالمشاركة وفق نسبة الـ 14% تحقيقا للاجماع مثلا؟مهلا .. يبدو ان المسألة هنا مختلفة ، فكما قال قيادي في التجمع للصحافة فضّل عدم ذكر ا سمه (القضية الجوهرية هي السلطة)، وعليها يتنافس المتنافسون.والآن ، مؤكد ان التجمع يريد ان تجري الاجتماعات في ظل تفاهمات مع القيادة الارترية، التي سبق قرنق وان اجرى معها مباحثات الاسبوع الماضي بعد ان انتهت، حفلة القاهرة، مباشرة.وبالتالي حتي لو عاد التجمع بعد اسمرا مباشرة، اي انه سلك الطريق بين اسمرا الخرطوم، فإن افورقي يجب ان يفهم ما سيفعله الاصدقاء بعد ذلك.فهل سيقرر التجمع عودته آملا بالنصر؟ ام مرغما ؟!