التضامن السوداني مع الإرتريين (3-6) تجربة مركز سويرا: عندما يحدث التضامن فرقاً كبيراً. بقلم / ياسين محمد عبد الله
8-Feb-2020
عدوليس ـ ملبورن
فيصل الباقرعرفت فيصل في فبراير 1998، في وقت حزين وعصيب، كنا قد فقدنا قبلها بيوم عبد الحكيم محمود الشيخ. جاء فيصل إلى منزلنا في حي القوز في الخرطوم ليعزي محمد مدني، كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها فيصل. سمعت وأنا جالس مع مدني في صالون المنزل شخص وهو يبكي بصوت عالٍ في الشارع وعندما خرجت لاستطلع وجدت الشخص واقفاً أمام باب بيتنا وهو يبكي. فتحت له الباب
فدخل وأرتمى على مدني وهو يجهش بالبكاء. استمر على هذه الحال لدقائق وكنت أحاول تهدئته دون جدوى. بعد أن هدأ عرفني عليه مدني.
عرفت من ذلك اليوم جوهر شخصية فيصل ومع الأيام تأكد لي الانطباع الأولي عنه: نبل وحس إنساني رفيع.
ونحن نضع اللمسات الأخيرة على عملية تأسيس مركز سويرا اتصلت بفيصل الذي كان يعمل أميناً عاماً لمركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة الذي داعني لزيارته في مقر المركز الكائن في العمارة الكويتية في شارع النيل. التقيت بفيصل في مكتبه وكان متحمساً لفكرة إنشاء المركز. تناقشنا حول ترتيبات إعلان قيام المركز واقترح عليُ أن يقوم بتدريب العاملين في المركز على كيفية القيام بالعمل الميداني. عرفني فيصل في ذلك اليوم بالدكتور مرتغى الغالي عضو مركز الخرطوم الذي اقترح تعديلاً في اسم المركز بحذف الديمقراطية من الاسم ليكون المركز معنياً فقط بحقوق الإنسان حيث قال إن ذلك سيعطي تقارير المركز مصداقية أكبر أمام منظمات حقوق الإنسان الدولية. وقد أخذنا باقتراح دكتور الغالي.
قام فيصل بتنظيم يوم تدريب كامل لأربعة من أعضاء مركز سويرا حول كيفية أداء العمل الميداني، إجراء المقابلات مع الضحايا وتوثيق الشهادات. ساهم فيصل أيضاً في ورش المركز وقدم مساعدات مختلفة وظل يقدم للمركز باستمرار دعمه المعنوي والاستشاري. لا زلت أذكر الكلمة التي ألقاه فيصل في احتفال المركز بتدشين أول تقرير سنوي له في 2005. أشاد فيصل في كلمته تلك بعمل المركز وقال إن إصداره لتقرير شامل عن أوضاع حقوق الإنسان في إريتريا عمل عجزت عن القيام به منظمات في بلدان أخرى تمتلك إمكانيات بشرية ومادية أكبر من إمكانياته.
ـــــــــــــــــــ
* فيصل الباقر في أول الصورة بجانب الراحل تسفهوني مسفن والمناضل تولدي قبر سلاسي في نشاط من أنشطة المركز.