مقالات

الجاليات الأرترية في الغرب بين النجاح والإخفاق : محمد جمعة

20-Jun-2005

محمد جمعه

تدفقت في سنوات التشرد واللجوء التي عمت بلادنا الحبيبة مجموعات من الشباب الأرتري الي الغرب عموما وكذلك بعض الأسر المحدودة ، وكانت تراود الجميع أحلام العودة الي الوطن الغالي ، وتسمع الشفاه وهي تردد المثل القائل [ اللي ترك داره قلّ مقداره] ولكن لم يكن أمام هذه الجاليات في ذلك الوقت الآّ السعي لتخليص البلاد من المستعمر الذي أذاقها الويلات، وقد سلك كل واحد منهم الطريقة التي يراها مناسبة لنصرة قضيتة وتحرير أرضه فتجد هذا في جبهة التحرير وثان في الشعبية وثالث في الحركة الإسلامية….الخ

وما أظن قد مرّ يوم أجمل في حياة تلك الجاليات من اليوم الذي دحر فيه الإستعمار ورفرف فيه علم بلادنا في كل المحافل الدولية، وبدأ الجميع يحزم حقائبه للعودة الي البلاد الحبيبة ولكن للأسف كانت الفرحة التي لم تتم فبدلاً من أن يقابل المواطن بفرح وسرور فإذا به يقابل بالسجون والمعتقلات، وكم كانت الصدمة كبيرة وعنيفة يوم سماع نبأ القاء معلمي المعاهد الإسلامية في ( كرن ) في غياهب السجون وأناشيد ( أهلا أهلا بالحرية) لم تجف في أفواههم والرايات لتي استقبلوا بها الجيش الشعبي لم يضعوها عن عاتقهم ياتري أين أنتم؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كانت الأسباب الرئيسية التي بخّرت أحلام العودة الي البلاد مؤقتا حيث أصرّت الجبهة الشعبية على تكرار أخطاء حكام القارة الأفريقية خلال السنوات لمنصرمة من القتل والتنكيل والتضييق علي المواطن وسلب الإرادة وذبح الذات،وكان ينبغي أن نبدا من حيث انتهوا ولكن لاحياة لمن تنادي؛ وهكذا بدأت لجاليات مرّة اخري نضالاً جديدا ولكن هذه المرّة لتخليص البلاد من حاكم مستبد لو كان في مقدوره لما سمح لمواطن أن يستنشق الهواء أو ينتفع بضوء الشمس ،[ولكن كل من عليها فان ويبقي وجه ربّك ذوا الجلال والإكرام] فلا حزن يدوم لاسرور وتلك الأيام نداولها بين الناس .لعلّ نسبة لهذه الظروف وقد يضاف اليها الوضع الدولي المتأزّم وربّ ضارة نافعة اتجهت الجاليات وخاصة المسلمة نحو آفاق أفضل يمكن نجملها فيما يأتي:أولا: النضوج الفكري : حيث كانت تعاني من التشرذم والتفكك والخلافات المصطنعة فإذا بها اليوم تتجه نحو النضوج والتفكير العقلاني والإتكاء علي الوحدة والتماسك ولإنسجام ( وعين الحسود فيها عود)ثانيا: الإعتدال والتوسط . حيث كان يغلب في سلوك بعض المتدينيين داخل الجالية الميل نحو التشدد وتزعم الفتاوي الطائرة نحو المجهول حيث ينطبق عليهم المثل القائل ( لاتهرف بما لاتعرف)وكان نتج هذا الفقه الخشبي أوقل الطوبي أن يرفع البعض شعارات الرحيل وحرمة بقاء المسلم في بلاد الكفار وليّ عناق النصوص واستخدام التأويل الفاسد ووضع الأمر في غير مواضعها حيث أصبح من ؤلمه رأسه يفرك رجليه.ثالثا: الإنفتاح والتطور. قد يتفق معي البعض وقد يختلف ولكني أعتقد أن الإنسان الأرتري أحيانا يميل الي الإنكفاء في داخله ممّا يحرمه من كثير من لخبرات والمعارف وتجارب الأخرين ، ولكن الحمد لله الملاحظ خلال السنوات الماضية أصبحت الجاليات أكثر إنفتاحا وتعاونا مع الجاليات الأخري والمجتمعات لتي تعيش فيها، وكم أسعدني عندما كنت في العام الماضي مشاركا في مؤتمرالرابطة الإسلامية في السويد ورأيت الشباب الأرتري والجالية الأرترية وهم يتصدرون كلّ أعمال المؤتمر إعدادا وتقديما وخدمة وفيهم اليوم شخصيات ذاع صيتها في أروبا وخارجه وهم يمثلون بلادهم خير تمثيل.رابعا : السعي الي التنسيق والتعاون .: كل مرة أذهب فيها الي المشاركة في مؤتمرات الجاليات في الأقطار المختلفة أفاجأ بشخصيات مشاركة من أقطار أخري كان الحديث يتم دوما حول امكانية التعاون والتنسيق في المناشط المختلفة ،وفي مؤتمر جمعية التضامن الأخير الذي انعقد في ألمانيا تداعي مناديب بعض هذه لجاليات من الأقطار المختلفة وقد اتفقوا عن التنسيق بينهم والإستفادة من الخبرات والمعرفة وتعاهدوا علي مواصلة المشوار والتلاقي وكذالك يتم نفس الأمر في بريطانيا بين ثلة طيبة من الشباب الغيور علي دينه ووطنه وإن شاء الله وف تؤتي تلك الجهود ثمارها المرتقبة .هذه بعض الومضات المضيئة في مسيرة الجاليات التي تعمل لخير بلادها ورفعته تسعي من أجل الحفاظ علي الأجيال الناشئة وارضاع الأبناء حب الوطن أشيد بجهود إخواننا في كل مكان وأنا أتابع أنشطتهم المباركة بكل الإعجاب والتقدير وإلى الأمام دوما وإن شاء الله قريبا البناء والتعمير في ساحات الوطن المختلفة ولتسقط الدكتاتورية الظلامية الجهنميه ، فأرتريا وأبناؤها ولدوا يكونوا أحرارا لاعبيدا لحاكم مستبد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى