السدريون الجدد : محمدعمر مسلم
30-Apr-2009
المركز
أسعدتني تلك الردود الواعية والموضوعية التي جاءت لتدحض مغالطات الأخ عبد الرحمن سيد، الأمر الذي يؤكد أهمية دور المثقفين والمفكرين في كشف المؤامرات التي تحاك للأمة، لذا أقترح على إخواني المثقفين والمفكرين تكوين جبهة ثقافية فكرية تنافح عن فكرنا وثقافتنا الأصيلة،
وتوثق وتحمي تاريخنا المشرف من التزوير، وتبرز قيمنا وروابطنا الاجتماعية ودورها في تماسك بنيتنا الاجتماعية، فهناك من يعمل لطمس معالم وملامح هويتنا وثقافتنا كما هو شأن النظام .أردت تسليط الضوء على ما جاء في وثيقة السدريين الجدد تحت عنوان ( رسالة -مواطنون من أجل الحقوق والديمقراطية ) التي نشرت في موقع فرجت الجديد في فبراير 17, 2009 تحت المنبر الحر .نحب أن نسمي الأشياء بأسمائها، نصحا لشعبنا وإبراء لذمتنا، وكشفا وتعرية لمن يسعى لقلب الحقائق وتزوير التاريخ، والطعن في ثوابت أمتنا من دين وقيم، نسعى بالكلمة الحق لكشف المخذلين والساعين لتثبيط الهمة والعزيمة في شعبنا ليتجرع كأس الذل والهوان إلى ما لا نهاية على يدي النظام وتوابعه. في الماضي القريب ظهرت مجموعة طائفية إقصائية عرفت بنفسها في وثيقتها المشهورة ( نحن وأهدافنا ) بالقول ( والحقيقة أننا كلنا أو غالبيتنا من المسيحيين بالميلاد والثقافة والخلفية التاريخية ) وهذا ما عنيناه بالتكوين الطائفي، وعنينا بالمشروع الطائفي ما جاء في الوثيقة، تلك المجموعة الإقصائية التي كانت نواة للنظام الطائفي منذ ولادتها شنت حملة شعواء على الجبهة تمهيدا لتصفيتها من الساحة، وقد تخلص الإقصائيون الطائفيون من القيادات الوطنية المسلمة المؤثرة والفاعلة في الساحة، وأبقوا إلى أجل غير مسمى على أشباه الرجال ليتخذوا منهم خدما وأبواقا.واليوم يفاجأ شعبنا بالسدريين الجدد، (غالبيتهم من المسيحيين)، ليقفوا من المعارضة موقف الجبهة الشعبية من الجبهة، وهم أقرب للنظام منه للمعارضة، في وقت ظهرت فيه ملامح الوحدة الوطنية تحت مظلة التحالف الديمقراطي، والذي بدأ يحقق كسبا دبلوماسيا وجماهيريا، بينما النظام الطائفي بدأ ينحصر ويتآكل ويتناقص من أطرافه، ومن حقنا أن نتساءل من الذي حرك السدريين في هذا الوقت؟ وأين كانوا قبل ذلك ؟ والجواب أن السدريين الجدد يمثلون إمتدادا طبيعيا للنظام الطائفي بالميلاد والثقافة والخلفية التاريخية، ما يعني لهم زوال النظام ذهاب لمكتسبات الهيمنة والقيادة التي يمثلها النظام، لذلك تنادوا فيما بينهم للقيام بعمل مضاد لعمل المعارضة للحفاظ على النظام الطائفي من الزوال أو الإنهيار، إذن لنصرة النظام كان ميلاد منظمة سدري العالمانية البرغماتية ، ومع وجود أمثال البر وفسر برحت هبتي سلاسي، والبر وفسر أرأيا دبيساي، إختار السدريون ( سليمان أدم حسين ) رئيسا للمنظمة، كما اختارت مجموعة أفورقي (رمضان محمد نور) وكأن التأريخ يعيد نفسه. ولتحقيق نصرة النظام عملت المنظمة في عدة اتجاهات :الاتجاه الأول/ مد يد العون للنظام لإخراجه من مأزق الانهيار وهو ما عبروا عنه في وثيقتهم ( ولأي اعتبار إذا أراد النظام مخرج أو حفظ ماء الوجه أو المساعدة لتغيير سياساته والواقع المر، فنحن نعرض مساعدتنا وفي هذا السياق إذا قام بخدمة الشعب الإرتري سوف نتعامل معه كشريك ولن نتردد، ).الاتجاه الثاني/ قطع الطريق على المعارضة التي تبنت إزالة النظام بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، يقول السدريون ( لا نعتبر النظام عدونا ولا نؤيد فكرة إزالته وبأي ثمن،) إذن عدوهم المعارضة التي أخذت على عاتقها إزالة النظام بكل الوسائل المتاحة، لتخليص الشعب من ظلمه وشروره . الاتجاه الثالث/ العمل على تلميع النظام وتبرير جرائمه حتى يكون مقبولا لدى الرأي العام، والتثبيط والتنفير من مقاومته يقول السدريون ( خائفون من جنوح بعض الإرتريين إلى وسائل العنف المسلح من أجل التغيير اعتقادا منا بأن هذه الوسيلة تؤدي إلى إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد وتؤسس لحرب أهلية طويلة الأمد ) ، ألا يعلم السدريون أن الذي ينذر بإراقة الدماء وبحروب أهلية ليس سلاح المقاومة وإنما هي سياسات مصادرة الأراضي والإقصاء والحرمان التي يمارسها النظام الطائفي، ثم عندما كان يبطش النظام بالمسلمين ويصادر أراضيهم، ويهدر كرامتهم، ويسلب حقوقهم، لم نسمع للسدريين صوتا يقول أن تلك الممارسات سوف تؤدي إلى إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد، وتؤسس لحروب أهلية طويلة الأمد ؟ وما هو السر وراء محاولة السدريين الإبقاء على النظام، بينما المعارضة تتمنى زواله عاجلا غير آجل ؟.الاتجاه الرابع/ استهداف المعارضة خاصة بعدما رتبت أوراقها ووحدت صفها وقويت شوكتها، لخلط أوراقها وتفريق صفها واضعاف شوكتها، وذلك من خلال الدعوة لهجرها والتشويش والتشويه والتقليل من دورها في التغيير حتى لا تحقق نصرا على النظام الطائفي.يقول السدريون الجدد ( وإذا تطلب الأمر إعادة تشكيله ( النظام ) سوف نفعل منطلقين من فهم برغماتي ).فالبرغماتية فلسفة لا تعير وزنا للدين والقيم في المجتمع ، فالبرغماتي شخص متحرر من قيد الثوابت والقيم والدين لذا يهيم في كل واد ويسعى وراء كل منفعة شخصية حتى لو كانت على حساب دينه وقيمه وكرامته، فتجده يبع دينه بعرض من الدنيا، والبرغماتي شخصية مضطربة ومتقلبة تجدها تارة في أقصى اليمين، وأخرى في أقصى اليسار، شخصية لا تعرف الوسط والاعتدال في الطرح والحوار، شخصية تحدد المنافع اتجاه مسارها، لذلك يرى السدريون أن من يعمل للتغيير والإصلاح مستهديا ومسترشدا بنور الوحي وقيم وثوابت الأمة بأنه دوغمائي، لذلك لا نستغرب أن نجد ذلك العداء والهجوم السافر من السدريين الجدد على ثوابت المجتمع من دين وقيم نعتز بهما ونعتبرهما من محددات ملامح هوية المجتمع الإرتري.يقول السدريون ( منظمتنا منظمة علمانية غير حزبية لا تطمح إلى السلطة في إرتريا ) ورع وزهد كاذب، فمن يطرح نفسه بديلا للمعارضة ويدعوا لهجرها، هو أكبر الطامحين في السلطة، أما جمع المنظمة بين العلمانية والبرغماتية، دليل ومؤشر على خطورتها على الدين والقيم التي قام عليها المجتمع، فهذه المنظمة العلمانية تسعى لتجريد المسلمين من مصدر عزهم وقوتهم وهو الإسلام حتى يلحقوا بركب السدريين، ليصنعوا معاناتهم مرة ثانية على يد السدريين، وليعلم السدريون الجدد أن زمن الاستغفال ولى إلى غير رجعة، والمسلمون اليوم يملكون رصيدا من الوعي، أنضجته المعانات، وصقلته المرارة وخيانة الشركاء، وكم أسفنا أن نجد في زمن الوعي والمعرفة، من يعمل مناديب من أبناء المسلمين لترويج بضاعة السدريين الكاسدة.