مقالات

الصراع الاريتري – الاريتري بين ثوابت الجغرفيا ومتغيرات التاريخ الحلقة (3): بقلم / عمر جابرعمر

20-Aug-2005

المركز

استراليا ـ ملبورن< br> كيف الخلاص ؟قبل مناقشة الوسائل والأدوات لابد من اقرار وتثبيت رؤية موحدة لدى قوى المعارضة وهي ان الصراع شامل في طبيعته – عميق ومتجزر في محتواه ومرتكزاته، وعليه فان المخرج هو تبنى رؤية مغايرة ومضادة لرؤية النظام ونهجه ومنهجه .

اذا كان الارتريون قد كتب عيلهم ان يعيشوا في وطن واحد ( جغرافيا ) فعليهم الاتفاق والعمل على ان يكون ذلك الوطن لهم جميعا . عليهم كتابة تاريخهم معا وبحرية تامة وبأفق ينظر الى المستقبل ولا ينكفئ على الماضى . شعوب كثيرة مثلنا مرت بتجارب مريرة وعاشت انقسامات وصراعات ولكن تلك التى أرادت الحياة اختارت طريق الحرية والعدالة والمساواة، تلك الرؤية يجب مناقشتها الأن وقبل سقوط النظام حتى لانفاجأ بمتسلل اخر وبلاعبين جدد يقومون بتزوير ماتم انجازه .” التحالف الديمقراطى” الارتري هو التنظيم الذى يجمع فصائل المعارضة – وعليه ان يوحد رؤيته خاصة في المسائل التي ناقشناها في الحلقات السابقة (العامة والخاصة ) . والتحالف الديمقراطى يضم اليوم قوى كانت جزءا من النظام وعليه يجب محاورتها واقناعها بضرورة تغيير الرؤية والنهج للنظام وليس الشكل والأسماء فقط .وماذا عن الوسائل والكيفية ؟لكل شعب خصائص وتراث وتقاليد – وتختلف وسائل الشعوب أحيانا في اختيار الأداة المناسبة لتنفيذ أهدافها . بعض المراقبين والمتعاطفين مع المعارضة الارترية يقولون تعبيرا عن استغرابهم لاستمرار دكتاتور في بلاد هزم الامبراطورية الاثيوبية وضحى بعشرات الألاف من شبابه : ماذا تنتظرون ؟ لو كانت القضية فرد واحد – لما احتاج الارتريون الى نصائح أو وسطاء، انه نهج وتوجه له جذوره وله أنصاره من الذين تم تضليلهم وا جراء عمليات الختان العقلى لهم لسنوات طويله. ولكن بدأت الرياح الآن تتجه في الاتجاه المعاكس وأخذت سفينة النظام تغرق تدريجياً – وأصبح محاصرا محليا واقلميا ودوليا : (1) بدأ الهروب شبه الجماعى من كل أجهزة الدولة – الجيش – الامن- السفارات وقيادات سياسية . (2) بدأت حركة تعبئة وتحريض شعبية في داخل ارتريا ووصلت ذروتها خلال الأسابيع الماضية بتوزيع منشورات في داخل المدن الارترية تقول ؟ ” اقتربت الساعة …. أهرب بجلدك ” ! (3) المعارضة الخارجية وصلت درجة التعامل الدبلوماسي اقليميا ودوليا مما يزيد من الضغوط علي النظام. والارتريون في الخارج في شكل جاليات ومجتمعات مدنية معارضون ويقومون بنشاطات يومية – مظاهرات امام السفارات الارترية – مقاطعة لأنشطة النظام – دفع مذكرات الي الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان .(4) هذا التحرك الداخلى والخارجى سيؤدى الى حصار تام ومحكم حول النظام وبعدها سيكون عليه هو ان يحدد طريقه خلاصه !! والنارـ كما قال الشاعرـ تأكل نفسها ان لم تجد ماتأكله! الارتريون يقدرون المناضل ويحفظون له مكانه ولكنه حينما ينحرف ويصبح وبالا علي الناس عندها يكون تخليص العباد، له الأولوية وحتى الشيطان كان في البدء ملائكة ! صحيح ان معاناة الشعب الارتري قد طالت ولكن ذلك هو قدره وهو شعب صبور ومجرب وينظر دائما الي المستقبل . ولكن المأساة ان جرائم النظام وتصرفاته اصبحت تلحق الأذى بالجيران وبالمجتمع الدولي وهذا مايجعل القضية أكثر شمولا من الحيز الجغرافى الذى تظهرفيه . والتاريخ في نهاية الامر لابد ان يسير في اتجاهه الطبيعى – قد يتعرج وقد ينحرف او يتم تزويره ولكن لابد للحق في نهاية الأمر من ان يظهر . كل التجارب الانسانية والرسالات السماوية تقول بذلك – وماضاع حق ورائه مطالب . انه مخاض عسير ولكن الوطن يولد من جديد والتاريخ يكتب من قبل أصحابه – ارتريا الجغرافيا ثابته لاتتغير ولكن تاريخها يتغير حسب القوى التى تريد وتعمل على التغيير – ما كان حتى الأن هو تزوير للتاريخ الطبيعى وحركته واتجاهه وقد آن الآوان لبدء صفحة جديدة يعيش فيها الارتريون ويتعايشون في حرية وعدالة ومساواة وسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى