18-Apr-2015
عدوليس ـ ملبورن ـ
سعدت بحضور ورشة عمل نظمتها منظمة السودان للتنمية بمدينة كسلا، ضمن سلسلة ورش ترتب لعقدها، لربط المبدعين والإعلاميين في المدينة بقضايا اللاجئين ودعمها والمساهمة في حلحلة كثير من المشكلات التي تواجههم والظروف الاستثنائية التي يعيشونها، بتسليط الضوء عليها وإزالة كثير من الصور السالبة والنمطية العالقة بأذهان المجتمعات المحلية عن اللاجئين.
ربما لطبيعة مدينة كسلا وارتباطها بظاهرة اللجوء منذ عقود تضع المبدعين فيها في مختلف مجالات وضروب الفنون في موقع المتفاعل والمنفعل بها باعتبارها قضية إنسانية في المقام الأول. تتنوع وتتعد الظروف والأسباب التي تضع المرء في هذا الموقف، أن يضطر لمغادرة وطنه هرباً ليجتاز الحدود إلى دولة أخرى مهما بلغت المشقة والصعوبة في ذلك للدرجة التي يمكن أن يفقد فيها حياته، رغم ذلك يخاطر بكل شيء من أجل ظروف أفضل، هذا غير موجات اللجوء الجماعي التي تتسبب فيها الحروب سواء الداخلية أو بين دولتين. ورد في القانون السوداني للجوء تعريف اللاجئ بأنه كل شخص يترك القطر الذي ينتمي إليه بجنسيته خوفاً من الاضطهاد أو الخطر بسبب العنصر أو الدين أو عضوية أية جماعة اجتماعية أو سياسية أو خوفاً من العمليات الحربية أو الاعتداء الخارجي أو الاحتلال أو السيطرة الأجنبية أو الاضطرابات الداخلية، ولا يستطيع أو لا يرغب بسبب ذلك الخوف في الرجوع إلى قطره، أو كان لا جنسية له ولكنه ترك القطر الذي يقيم فيه عادة، بسبب تلك الأحداث، ولا يستطيع أو لا يرغب بسبب ذلك الخوف في العودة إليه. ويشمل مصطلح (لاجئ) أيضاً الأطفال الذين لا يصحبهم كبار أو الذين هم أيتام حرب أو الذين اختفى أولياء أمورهم ويوجدون خارج الأقطار التي ينتمون إليها بجنسياتهم.قضية اللجوء تمثل مصدراً ثراً للكتابة الإبداعية السردية أو الدرامية ويمكن من خلالها التأثير في كثير من المناحي التي تحسن من ظروف حياة اللاجئين. هذا ما يراه المسرحيون في كسلا المشاركون في الورشة، ففوق أنهم ملمين بالعديد من جوانب المشاكل والصعوبات التي تكتنف حياة اللاجئ ويسمعون ويعايشون الكثير من القصص التي تعكس حجم المعاناة التي يرزح تحت وطأتها اللاجئون.هذا الثراء نابع من طبيعة القضية نفسها وأسبابها وتداعياتها على الفرد الذي يمكن أن يكون طفلاً أو صبياً أو رجلاً أو شيخاً أو إمرأة أو فتاة، كل له مشكلاته الخاصة الناجمة عن هذا الوضع الاستثنائي غير المشكلة الأصلية. وفيها كثير من الحكاوي والقصص التي تستحق أن تروى ويطلع عليها الناس، والكثير من الظواهر الجديدة التي ظهرت إلى السطح بسبب العديد من التعقيدات التي تحيط بقضية اللاجئين وعلى رأسها تهريب والاتجار بالبشر، وتلك قضية أخرى لها حكاويها وقصصها.العديد من المقترحات خرجت بها الجلسة الأولى للورشة تؤيد وتؤكد الدور الذي يمكن أن يلعبه المبدعون لتسليط الضوء على كثير من قضايا اللاجئين باعتبارها قضية إنسانية من الدرجة الأولى. في مجالهم الإبداعي اقترحوا العديد من النصوص الدرامية والمسرحية التي تتناول بشكل مباشر تلك القضايا، تحمل العديد من الرسائل تستهدف المعنيين بقضايا اللاجئين وعامة الجمهور وأصحاب القضية أنفسهم. كما اقترحوا عديد من الصيغ التي تسهم في التفاعل الشعبي بتلك المسألة وفي ذات الوقت تكسر حاجز الموسمية في الدور الذي يمكن أن يلعبوه في هذا المجال، وتجعل من دعمهم ومناصرتهم يأخذ صفة الاستمرارية. على سبيل المثال إنشاء صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت رعاية المسرحيين للتواصل عبرها على قطاع واسع مهتم بتلك القضية وطرح كثير من القضايا والمشكلات التي تطرأ كل يوم، هذا إضافة للتبصير بالمواثيق الدولية والقوانين المحلية الخاصة باللاجئين، وغيرها من الوسائل والآليات.تلك مبادرة تشبه المبدعين وتعزز من دورهم في المجتمعات، فهم الذين يعبرون عن المشكلات الإنسانية بأدواتهم المتعددة سواء التمثيل أو الكتابة إضافة للتحرك العملي لكسب الدعم الشعبي.
