المعارضة الارترية.. انتهى شهر العسل : عبد المنعم أبوادريس
1-Jun-2008
المركز
أمس الاول استدعت السلطات عددا من ممثلي التنظيمات الارترية المعارضة، وطلبت منهم إخلاء المقرات التابعة لهم وتسليم وسائل الحركة، ولكنها لم تطلب منهم مغادرة البلاد، ونقلت المواقع الالكترونية هذا الخبر ولكن لم يصدر حتى لحظة إعداد هذه المادة تصريحا رسميا من المعارضة الارترية والتي قالت إنها تدرس القرار وتبعاته،
كما أن القرار صدر ووفود إرترية رسمية تحتفل مع الجالية الارترية في السودان ومعها فرق فنية بمناسبة أعياد الاستقلال الإرتري، فقد شهد وزير الخارجية عثمان صالح احتفال الخرطوم، والآن يطوف السيد عبد الله جابر المعروف بصلاته الكبيرة بالسودان مع الفرق الفنية والرياضية مدن شرق السودان. ويأتي هذا التطور عقب انتهاء مؤتمر تحالف القوى المعارضة الارترية في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا وتكوين أول مكتب تنفيذي موحد لها بعد عامين من الاختلافات والشد والجذب بين أقطابها وانقسامهم عام 2007م عند ما تحول التحالف لجسمين أحدهما يضم ثلاثة تنظيمات والآخر يضم سبعة تنظيمات.ومثل إجراء أمس الاول يعد تطورا مهما في تراجع علاقة الخرطوم بالمعارضة الارترية هذه العلاقة التى اتكأت على إرث تاريخي في علاقة السودان بفصائل الثورة الارترية حتى تحقق الاستقلال الارتري في عام 1993م، وعندما اختلفت بعض التنظيمات مع حكومة أسياس أفورقي كان السودان هو الملجأ لها فخرجوا له في شكل أفراد يعرفون البلاد منذ سنوات ويتحركون فيها بحرية. وساعد تأزم العلاقة بين السودان وارتريا منتصف التسعينيات في مزيد من حرية الحركة للمعارضة الارترية، ولكن هذه الحرية أخذت في التناقص عندما تحسنت العلاقة بين الخرطوم وأسمرا في عام 1998م ولكن هذه التحسن لم يدم طويلا ليمثل عام 2001م علامة فارقة للمعارضة الارترية إذ ان حلف صنعاء المكون من الخرطوم، أديس أبابا وصنعاء عندما عقد اجتماعه التأسيسي في عاصمة اليمن صنعاء نص إعلانه على دعم المعارضة الارترية. وبعد أربع سنوات أخذت علاقات السودان مع إرتريا في التحسن مرة أخرى، وفي العام 2005م رفضت السلطات السودانية لفصائل المعارضة الارترية عقد مؤتمرها في الخرطوم قبل يومين من تاريخ انعقاده فكان أن تحول المؤتمر الى أديس أبابا والتى أضحت مركز نشاط المعارضة وصار لقواها المكونة من أحد عشر فصيلا مقار في أديس ولكنهاا استمرت محتفظة بمقارها في الخرطوم. وفي أكتوبر م2006 أوقفت الحكومة السودانية إذاعة صوت الشرق التابعة للمعارضة الارترية عن البث مما حدا بمديرها لاحقا الهجرة الى مدينة ملبورن في استرالية. والتنظيمات التي كانت لديها مقار بالخرطوم جبهة التحرير الارترية، المؤتمر الشعبي الارتري، المجلس الثوري، الحركة الاسلامية، الحركة الفيدرالية الديمقراطية، المجلس الاسلامي وحركة القاش ستيت. وقال لي مصدر بالمعارضة الارترية تحاشى إيراد اسمه بأنهم كانوا يتوقعون هذا الاجراء من وقت ونقلوا أغلب أنشطتهم الى أديس أبابا. وعمليا المعارضة الارترية ليس لديها نشاط في السودان، ولكن كان ضروريا بالنسبة لنا الاحتفاظ بوجود بالسودان حتى لو رمزي لأسباب أولها العلاقة التاريخية مع السودان، كما ان أكبر عدد من اللاجئين الارتريين موجود في السودان سواء أكان في المعسكرات أو داخل المدن السودانية. وتشير تقديرات مفوضية اللاجئين السودانية الى أن 95 الف إرتري يعيشون حالة ما يعرف باللجوء المزمن إذ ان أغلبهم مضى على بقائهم بالسودان أكثر من ثلاثة عقود إضافة للمتدفقين الجدد والذين قدرهم مدير اللاجئين بولاية كسلا حمد أحمد في حديث معي في شهر أبريل الماضي بأنهم يتجاوز الستة وعشرين ألفا، كما أن التدفقات الجديدة مستمرة، ولكن المعارضة الارترية تتحدث عن مليون إرتري يقيمون داخل المدن السودانية وبعضهم يحمل الجنسية السودانية مع احتفاظه بجنسيته الإرترية. المصدر : صحيفة الأحداث – 31مايو 2008م