بطل من ذلك الزمان : عـلي نوريـن ( 2 ـ 4 ): محمد سعيد ناود
19-Jun-2007
ecms
2. تركيا التي حكمت أجزاء واسعة من إرتريا منذ عام 1557م أي ما يقارب الأربعة قرون.. تركيا تخلت عن إرتريا للخديوية المصرية مقابل مبلغ مالي يدفع لها سنوياً. وبموجب ذلك الاتفاق الموقع بين تركيا والخديوية المصرية فقد ارتفع العلم المصري في مصوع مكان العلم التركي, وكان ذلك في عام 1872م.
3. في ديسمبر 1885م- وبالاتفاق مع بريطانيا- قامت إيطاليا باحتلال مصوع بعد احتلالها لنقاط أخرى في الشاطئ الإرتري. ومن ثم أجبرت القوات المصرية المتمركزة في مصوع بالجلاء والرحيل. وفي هذا التاريخ رفعت العلم الإيطالي مكان العلم المصري لتدخل إرتريا تحت الاستعمار الإيطالي. 4. اشتعال الثورة المهدية ضد الخديوية المصرية وضد البريطانيين في السودان. تلك الثورة التي قادها محمد أحمد المهدي بعد أن أشعل فتيلها في الجزيرة (أبا), وذلك في 12/ أغسطس/ 1881م. ومن هناك اتجه غرباً وهو يقاتل ويحرز انتصارات متتالية ضد كل الحاميات هناك. وبعد أن حرر وبعد أن حرر غرب السودان عاد باتجاه الخرطوم مستمراً في معاركه حتى وصل بالقرب من الخرطوم وتمكن من حصارها. وأخيراً وبتاريخ 26/ يناير/ 1885م سقطت الخرطوم بيده. وكان الجنرال غوردون حاكم عام السودان آنذاك موجوداً بسراي الخرطوم عندما اقتحمها المهديون وقاموا بقتله، ثم قطعوا رأسه وقدموه للمهدي والذي كان قد طلب منهم عدم قتله، بل طلب إحضاره حياً حتى يتمكن من أن يقايض به ويفتديه بزعيم الثورة العرابية في مصر أحمد عرابي باشا، الذي كان أسيراً لدى البريطانيين. وبدخول المهدي إلى الخرطوم بعد أم درمان أصبح ذلك بداية زوال الحكم المصري البريطاني للسودان، وقيام حكم المهدية مكانه. وسراي الخرطوم التي قتل بداخلها الجنرال غوردون هي القصر الجمهوري الحالي والذي لا يزال قائماً حتى اليوم كمركز لحكم السودان. 5. استيلاء الثورة المهدية على شرق السودان من محوري طوكر وكسلا بقيادة عثمان دقنة ومحمد عثمان أبو قرجة بعد معارك قتالية مع الحاميات العسكرية للخديوية المصرية. ولذا أصبح شمال إرتريا وغربها في حالة تماس مع هذه الثورة، سلباً كان أو إيجاباً. 6. الإمبراطور يوهنس الرابع سمح لنفسه بالتواطؤ مع قوات الغزو البريطانية ضد الإمبراطور تيدروس لتحقيق مآرب خاصة، وهي الفوز بالعرش, وهو لم يتورع من جديد من أن يتعاون ويتواطأ مع القوات للمرة الثانية ضد الجوار والمحيط. ففي هذه المرة أصبح يعمل ضد الثورة المهدية لصالح بريطانيا, مقابل أن تقوم بريطانيا بالاستيلاء على المواقع التي كانت تحتلها الخديوية المصرية, وتحديداً مصوع وسنحيت. وهي عقلية التوسع الإثيوبي التي يصاب بها كل من يعتلي العرش أو الحكم في إثيوبيا, وطموحهم بل وتعطشهم للوصول إلى البحر والاستيلاء على الشواطئ الإرترية. وما أشبه الليلة بالبارحة. وبذا تحرك قائده العسكري (رأس ألولا) في مواجهة الثورة المهدية في محوري المنخفضات الإرترية في الساحل الشمالي وبركة والقاش، حيث دخل في عدد من المعارك ضد المهديين إلا نصيبه كان الفشل. 7. هذه المرة، كان الإمبراطور يوهنس والذي كان يطمع في الاستيلاء على إرتريا وشواطئها مقابل تعاونه مع البريطانيين لمواجهة الثورة المهدية.. كان قد فقد حياته عندما قتل في القلابات على يد قوات المهدي التي كان يقودها الزاكي طمل, وذلك بتاريخ 9/ مارس/ 1889م. وكان الإمبراطور يوهنس وعندما اكتشف بأن بريطانيا التي ساعدها في مواجهة المهديين، أنها تواطأت مع الإيطاليين لتسليمهم إرتريا، ولم تكافئه حسبما كان يتوقع بتسليمه مصوع وسنحيت، وحاول من جديد الاتصال بالدولة المهدية عارضاً تعاونه معها ضد البريطانيين والإيطاليين. إلا أن الوقت كان متأخراً بعد أن خاض معارك كثيرة ضد المهديين. 8. في يونيو 1890م قامت قوات المهدي بعد انتصارها في القلابات بقتل الإمبراطور يوهنس، وبعد استيلائها على كسلا، ارتكبت هذه القوات خطأ قاتلاً باندفاعها بجيش قوامه ألفي الجنود باتجاه الأراضي الإرترية, وقاموا بمهاجمة عشائر سبدرات وألقدين، كما هاجموا (دقا) البني عامر واستولوا على كميات من الأسلحة وخطفوا 500 امرأة وقتلوا العديد من الناس، من ضمنهم الدقلل زعيم عموم قبائل البني عامر. هذا الحادث ساهم في تأليب كل القبائل بإقليم القاش بركة ضدهم وتعاون بعضها مع رأس الولا في محاربتهم. تم التعاون بشكل كامل مع الطليان ضدهم، وكان ذلك عكس سلوك المهديين في محور طوكر بقيادة الأمير عثمان دقنة والقائد محمد عثمان أبو قرجة. وقواتهم لم تحاول ولم تقم بالاعتداء على المواطنين الإرتريين في ذلك المحور، بل ومنذ البداية بدأوا بسياسة الاحترام والتعاون معهم. ونتيجة لذلك فقد كسبوهم إلى جانبهم واستعانوا بهم. وكنتيباي حامد بيك زعيم عموم قبائل الحباب بالساحل سمح للمهديين باستعمال مرسى (تكلاي) في حركة الصادر والوارد بعد أن أغلق البريطانيون ميناء سواكن في وجههم، وأصبح ذلك المرسى الواقع في إقليم الساحل الشمالي أي (تكلاي) يستقبل السفن الخشبية التي تحمل كل الواردات للسودان أثناء حكم المهدي وخليفته عبد الله التعايشي، وفي نفس الوقت فإن كل صادرات الدولة المهدية أثناء ذلك كانت تمر عبره. وكان بالميناء مندوبان أحدهما يمثل كنتيباي حامد بيك والآخر يمثل المهدية وممثلها محمد عثمان أبو قرجة لاستلام العشور والجمارك على الصادر والوارد، بجانب ذلك فإن فرسان الحباب قاتلوا إلى جانب القوات المهدية في محور طوكر. كما أن محمد ابن كنتيباي حامد التحق بقوات عثمان دقنة وقاتل في صفوفها ثم توفى بينهم.