مقالات

بعض الوفاء لعلي سيد عبدالله ولكن !!!

31-Aug-2005

المركز

( يرقد الآن في بقايا المدينة وردة من عطن بعد ان قال لا للسفينة واحب الوطن ) ـ أمل دنقل ـ

أخيراً اسلم الرجل خده للتراب ، هنالك في مقابر الشهداء باسمرا .صدى كلمات كجراى تتردد فإذا مت شهيداً ودعيني إنها لحظة مجدي فذريني إنها أمنيتي الكبرى دعيني فبحضن الأرض يرتاح جبيني يافتاة في آتون الحرب تخطو …..ذهب على سيد بهدوء دون ضوضاء كطبع الرجل ، فهو من أبناء الساحل عرف عنه أنه هادئاً كالبحر حين يصفى عنيداً شرساً حين يثور .إنه الفتى الذي التحق بالجبهة في منتصف الستينيات ، وحمل روحه على كفه من أجل قضيته ، كان يدرك ذلك وهو يقود تنظيم ( العقاب ) الذي اصبح مصدر رعب لإمبراطور هيلى سلاسي حينذاك .كان يمكن لعلى سيد ان يموت في مطار كراتشي بباكستان وهو ينفذ عمليته الجريئة ضمن تلك المجموعة ، كان يمكن أن يصاب في المعارك الشرسة التي خاضها الرجل فهو واحد من اميز العسكريين الذين عرفتهم ساحتنا الإرترية كفاءة وخبرة وإحتراف . الرجل عايش جل ّ قادة الثورة العسكريين والسياسين ، وطالما كانت المسافة بين أولئك وهؤلاء اقل من شعرة ، عرف الذين مضو قبله والذين بقوا بعده وينتظرون ذات المصير طالما الموت حق ولا مفر منه .كان يمكن أن يسير في موكب جثمانه اكثر من الذين كانوا خلفه يوم دفنه ، كان يمكن ان يكون من بين هؤلاء الشيخ إدريس محمد ادم لو كان حياً ، أو محمد أحمد عبده وعثمان صالح سبى ، وابوطيارة وابوشنب ، وابورجيله ، كان يمكن أن يكون في الموكب عبدالله إدريس واحمد ناصر ومحمد إسماعيل عبده ، ومسفن حقوس ، وبطرس سلمون .كان يمكن لموكبه ان يضم اكثر من هؤلاء ولكن شاءت الأقدار أن يكون الرجل في المربع الخاطئ ، مربع الإقصاء والعزلة والقمع والديكتاتورية ، ومع ذلك فإن تاريخ الرجل ملك لهذ الشعب بكل إيجابياته وإشراقاته ، وكذلك أخطائه وعثراته . لقد مضى الرجل وترك ذلك التاريخ برمته في أعناقنا فهل نكون اوفياء لذلك التاريخ ، ذلك هو التحدى . ولن ننجح فيه إلا عندما نستطيع أن نتسامى على جراحاتنا الآنية ويتضح لنا الخيط الفاصل بين الحقائق والأماني ، بين التاريخ والواقع ، بين مكتسبات شعبنا وتاريخة ، ومحاولات الشعبية لكتابة ذلك التاريخ من منظورها .•لو ان الرجل مضى في معركة التحرير لأحتفى به الجميع نعم !•لو ان الرجل كان ضمن مجموعة الخمسة عشر لأحتفى به الجميع نعم !•لو أن الرجل مات في المعتقل لأحتفى به الجميع نعم !مالذي يفصل بين الرجل وبين تلك المواقف ، ربما ايام او سنوات اوعبارات أو ……….ولكن هل هذه الأيام ، أو السنوات ، أو العبارات ، أو …. تستطيع ان تثبت أو تلغى تاريخ الرجل ونضالاته الإجابة الموضوعية ، والموضوعية فقط هي لا !!!!إذاً للرجل تاريخه بكل ألوانه ولكنه عاش لإرتريا ومات من اجلها فقط اختلفت الزوايا .كان الرجل بطلاً من ابطال التحرير ، ولأن معركة الدولة غير تلك ، اخفق الرجل ضمن منظومة متكاملة متضامنه يصيبه من ذلك الإخفاق نصيبه ، ولكن يظل تاريخه كما هو !!الا رحم الله ابو ريم عاش إرترياً ومات إرترياً ، ولكن ياليت لو تجدي لكن !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى