مقالات

مفاتيح : صيادوا حرية الصحافة : جمال همد

7-May-2010

المركز

(لايخفى رئيس الجمهورية الشابة اريتريا ميوله التوتاليتارية ، فهويرى انه لابد من ان تدفع دولته ثمنا لضمان سياتها . وقد علقت الحريات رسميا منذ 2001م بعد ان ارتفعت الأصوات المطالبة بديمقراطية طال انتظارها في الحزب الوحيد فإذا بكل طيف كعارض يتهم بالخيانة ، وبالتالي غابت الصحافة الخاصة ، ولم يتبقى إلا وسائل الإعلام التابعة للدولة التي يعوج خطها الإفتتاحي إلى الحقبة السوفياتية . وتحولت هذه الأرض الصغيرة التي تحدها البحر الأحمر في غضون بضعة أعوام إلى سجن في الهواء الطلق تديره جماعة قومية متطرفة تتمحور حول رئيس الدولة بقبضة من حديد .

وقد أختفى 16 صحفي على الأقل في احدى منافذ الأعتقال الـ 413 المنتشرة في البلاد، مع الإشارة إلى أربعة منهم ولاسيما الكاتب المسرحي الشهير فسهاي يوهنس المعروف بـ جوشوا لاقوا حتفهم بسبب ظروف الإعتقال الوحشية ، بعد توصيف المعتقلين بمجرمي الحق العام ، ومن ثم بالجواسيس ، قررت الحكومة الاريترية نكران وجودهم بكل بساطة) .هكذا كتبت منظمة مراسلون بلاحدود في صدر تقريرها السنوي لعام 2010م عن أوضاع الصحافة والصحفيين في اريتريا ( صيادوا حرية الصحافة ) وتصدرت صورة اسياس افورقي التقرير ، وسط ثلة من رفاقة الاشاوس من دولة العالم من احمدي نجاد الى قيادات المليشات الصومالية وبول كيغامي في رواندا والغذافي في ليبيا زديكتاتور لاوس تشومالي ساياسون وكيم جونغ إيل في كوريا والعشرات من القادة الارهابين .قائمة المعتقلين في بلادنا تضم كتاب وصحفيين وفنانيين وآخرهم الكاتب والمترجم والاعلامي سعيد عبد الحي .وقد تم القضاء على تجربة الصحافة الحرة والمستقلة في اريتريا في سبتمبر 2001م بإغلاق الصحف واعتقال رؤساء التحرير ونوابهم وما يربو على 30 صحفيا من المستقلين أو العاملين في الأجهزة الاعلامية الحكومية ، وتصدى للمهمة (نايزقي كفلو) رجل الأمن القوي آنذاك . هذا داخل البلاد إما أوضاع الصحفيين في الخارج فحالهم لايسر ، فلازالت العقلية السوفيتية ــ اذا استعرنا توصيف مراسلون ــ تسيطر على عدد من قادة المعارضة الاريترية في تناقض مريع بين دعواتهم للحرية والديمقراطية ، وتعاملهم مع الصحافة الالكترونية المستقلة ، فما زالت الحساسية مفرطة في التعامل مع نشر المعلومات والأخبار وكذلك في النقد والاشارة الى الاعوجاج ، ويريد البعض منهم ان يكون المصدر الوحيد للأخبار والمعلومات ودون ذلك فالإتهام جاهز بتبعة هذا الصحفي أو ذاك لهذا التنظيم أو ذاك هذا . اذا لم تمت بذلك هنالك تهم أخرى يساعدهم في ذلك جيش من انصاف الكتبة الغير متفرغين يسميهم الشارع الإريتري ( المطبلاتية ). وهذه مقدمات للتغول على حرية الصحافة مستقبلا تحت نفس الذرائع التي تقول بها الحكومة . اما داخل المؤسسات الاعلامية المستقلة فيمكن القول كانت البداية الغير مؤسس الا على الرغبات النبيلة دفعت الكثير من المواقع الاريترية للوقوع في أفخاخ الفصائل والاحزاب المعارضة مما اُثر سلبا على الأداء العام .. كما ان الكثير منها يفتقد الى الخط التحريري الواضح كما يفتقر الى القدرات والامكانيات التي تسند في الاحتراف والمهنية ، فيقع تحت سيطرة البعض ممن هب ولم يدب ويصبح الموقع مرتعا للكتابات الفطيرة .ولا سبيل للخروج من كل ذلك والتأسيس لصحافة مستقلة الا بعدة خطوات منها :1/ السعي لايجاد جسم ( نقابة .. اتحاد .. جمعية ) تؤطر كل للصحفيين وتتصدى للدفاع عنهم وتسعى لتدريبهم وتأهيلهم وصقل المواهب الشابة ، واذا تعذر الأمر فقيام هذه الأطر كل حسب ظروفه ومكانه الجغرافي ، على ان يتم الأتفاق على الأسس العامة .2/ إقرار الفصائل والتنظيمات والأحزاب المعارضة صراحة بدعم وتأييد حرية واستقلال الصحافة والصحفيين ، وتقديم العون والمساندة لهم ، وإشراكهم في اجتماعات التحالف بصفة مراقبين .3/ الأتفاق على ميثاق شرف صحفي يتوافق عليه الصحفيين المستقلين والمتفرغين للمهنة .4/ البعد عن صراع التنظيمات المعارضة ، وعدم استخدام المساحات المتاحة الا لما يخدم شعبنا مع إلاحترام الكامل لحرية الرأي . ________________________________________

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى