جباية الأموال : أبو رامي – جده
9-Mar-2008
المركز
فلنبتهل إلى الله بالدعاء من أجل زواله في ظل إنعدام القوة التي يهابها ويخشاها
لقد أجاد نظام “هقدف” العزف على وتر الوطن والوطنية ونجح بامتياز في استمالة أفئدة السذج من المواطنين!!
ما هذا الزمن الذي أصبح فيه الإدعاء بالوطنية والعويل والنواح تجارةٌ مبتذلةٌ وطريقه للسرقة العلنية للنظام وجلاوزته
تتحدث أوساط الإريتريين المقيمين في السعودية هذه الايام عن الإتاوة الجديدة التي فرضها نظام “هقدف” الاستبدادي على الإريتريين المقيمين في السعودية دون أن يراعي الظروف المعيشية وحالتهم المادية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها جلهم نتيجة لندرة الوظائف وغلاء المعيشة عموماً التي طالت مختلف النواحي الحياتية.في اجتماع دعا له النظام في دار القنصلية في جدة الأسبوع الماضي وروج له أزلامه التبعيون، بهدف جمع ما يمكن جبايته من أموال بحجة المساهمة في الدفاع عن البلاد التي يتربص بها الأعداء!! من كل جهة والمشاركة في مشاريع التنمية العملاقة!! وكعادتهم في كل مرة عزف مسؤولو الشعبية في الوتر الحساس الذي تتراقص له أفئدة هؤلاء السذج من الحضور .. وأعني وتر الوطنية والوطن (بين قوسين) .. هذا الوطن الذي أخذ الغالي والنفيس دون أن يعطي لمواطنيه شيئاً سوى العذاب والمعاناة والحرمان، بعد أن آلت “ملكيته” لطغمة من الأوغاد الذين استباحوا حرماته وأهلكوا الحرث والعباد وشردوا الأحرار في كل واد. ان حب الوطن شيء مقدس، ولا أعتقد أن هناك من لا يحب وطنه إلا اذا كان شخصاً غير سوي، ولكن أن يأتي شخص أو أشخاص ليزايدوا في هذا الحب الطبيعي من أجل مكاسب شخصية أو إقصاء الآخر فهذا الأمر هو جوهر الإجحاف والاستبداد والتعسف، وهو ما يمارسه نظام “الشعبية” باسلوب منهجي مدروس، ضد هذا الشعب “الغنيمة” حتى أصابه التبلد والخنوع وفقدان الإحساس والشعور وعدم التوازن في التفكير والإدراك .بالعودة إلى مشروع “الجباية” المنظمة، هناك أمر لا بد من الإشارة إليه، وهو وجود رؤوس حربة في غزو جيوب الحضور من المواطنين السذج، وهم من يبادرون بإطلاق بالونات إختبار في الهواء عندما يفتح باب التبرع برفع سقف حاجز التبرع كأن يعلن أحدهم مثلاً عن تبرعه براتب ثلاثة أشهر أو من يقول نتبرع براتب شهرين مثلاً في تمثيلية متفق عليها سلفاً وذلك لجس نبض الحضور وهنا يتدخل المسؤول ليقول اعتقد أن راتب شهر واحد يكفي نظراً للظروف وأشكر لكم شعوركم الوطني الفياض .وهنا يتعرض الحضور لعملية إبتزاز ونصب تم حياكة خيوطها بعناية، علماً أن أبطال هذه التمثيلات هم اشخاص بدون وظائف أو عمل أساساً وهذا يعني أنهم لا ينتظرون الرواتب أصلاً .. وجل عملهم ينحصر في نقل أخبار و “حكاوي” الإريتريين في تجمعاتهم أو فيما بينهم إلى مسؤولي النظام في السفارات والقنصليات في أماكن تواجدهم، ولا أدري إذا كانوا يقصدون بالراتب الذي يتقاضونه من النظام نتيجة لعمالتهم، فحسب علمي أن نظام “الشعبية” يأخذ ولا يعطي إطلاقاً .إن الادعاء بالوطنية والعويل والنواح أصبحت لدى النظام وجلاوزته تجارةٌ مبتذلةٌ وطريقه للسرقة العلنية، وهي تتكرر في كل مرة تصاب فيها خزينة الدولة “الوطنية” بالإفلاس، وقتها تسارع وفود النصب والاحتيال صوب مشارق الأرض ومغاربها لمغازلة أفئدة المغتربين بسيناريو جديد وما أكثر سيناريوهات الطغمة الحاكمة في جباية الأموال من أفواه البسطاء والسذج الذين لا يسألون إلى أين تذهب أموالهم ولماذا الجباية أصلاً .. ناهيك عن السؤال عن حقوقهم الوطنية . يرى البعض من الناس في ما يقدمونه من تبرعات أنه جزء يسير من الدين الذي في عنقنا للوطن، وأنا في قرارة نفسي على يقين تام ـ وهنا قد يختلف معي هؤلاء ـ من أن الوطن الذي لا يحترم كرامة أهله وإنسانه هو وطن غير جدير بشرف الإنتماء إليه .. فماذا فعل هذا الوطن لآلاف الشهداء والجرحى والعجزة والأرامل والامهات الثاكلات.. ومثلهم من المشردين خارج وطنهم والمعتقلين ومن طالتهم أيادي الغدر سواء في الداخل أو الخارج ومن انتزعت منه أرضه وممتلكاته أو اسقطت عنه قهراً حق العودة وهذا فيض من غيض . كم نحن تعساء في وطن أصبح حكرا على ثلة يوزعون صكوك الوطنية بحسب أمزجتهم وأهوائهم وفقاً لمعايير الولاء لنظامهم الفاسد والمفسد الذي يستمد قوته من ضعفنا وتشرزمنا .. فلنبتهل إلى الله بالدعاء من أجل زواله في ظل إنعدام القوة التي يهابها ويخشاها .من أقوالهم : “الأوغاد فقط هم الذين يتاجرون بالوطنية”(الفيلسوف البريطاني برتراند رسل)