حوارات

في حوار مع زوجة القائد المعتقل ولدماريام :تضامنوا لاطلاق سراح المعتقلين و لست غاضبة من الذي استدرج زوجي

8-Mar-2008

المركز

‎لست غاضبة منه . . لست حاقدة عليه . . فالرجل ضُلل وخُدع وربما تم ابتزازه. . وقد نال نصيبه من الجزاء . . الرجل الذي استدرجه يدعى ( تسفاظيون )و يمت بصلة قربى مع ولدماريام وعلى كل حال الخطة كانت معدة وكانت ستنفذ سواء بواسطته او بواسطة غيره . . بهذا أنهت السيدة جنت هبتي قريسوس رأيها في الرجل الذي استدرج عن طريقه زوجها

المناضل المعتقل ولدماريام بهلبي عضو اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الارترية ( المجلس الثوري ) . .والسيدة قريسوس مناضلة سابقة في جبهة التحرير وقد التحقت بالميدان في اكتوبر 1977م وهي من مواليد مدينة مندفرا واجهت الدنيا دفعة واحدة وفي حجرها طفل لم يتجاوز العامين وصبي استشهد والده وهو يناضل في صفوف جبهة التحرير الارترية (المجلس الثوري) فتزوجها ولدماريام بهلبي . . . في نهاية العقد الرابع من العمر كما بدا لنا . . تظهر عليها اثار الصلابة . . كما تلمس فيها حنان الأم الارترية الدافق كانت ترتدي ثوباً عادياً كحياتها العادية . . كان ابنها قيلاي يحدق فيها وهي تتحدث وكأنه يسمعها لاول مرة مما يشي بعلاقة حميمة ربطت الام مع ابنيها طوال السنوات الماضية في اقاصي الارض في استراليا. . ابنها الآخر هو أبيل أسمروم الذي استشهد والده وهو يناضل ضمن صفوف جبهة التحرير الارترية المجلس الثوري ثم تزوجها ولدماريام الذي اعتقل بعد قرابة العامين من زواجه منها . . التقاها في الخرطوم : جمال همد تبتدر السيدة جنت حديثها بالقول انه وفي يوم 24ابريل 1992 وكان يصادف عيد(فاسيقا )خرج ولدماريام مع صديقه ولدباشاي لحضور عرس لآل برهاني ادقوي وكان ذلك في حوالي الحادية عشر صباحا ، وفي الطريق انحرفا لمعايدة منزل تسافظيون قبريسوس وهو من اقربائه وهنالك جرت الفصول الاولى من عملية الاختطاف حيث أرسل تسفاطيون احد ابناءه بالدراجة الهوائية الخاصة بولدماريام الى جهة ما وعلى ما يبدو بقصد تأخيرهم اكبر وقت ممكن . . ثم حضر رجال يدَّعون أنهم من الاستخبارات العسكرية السودانية وأبرزوا بطاقات تؤكد ذلك وتمت عملية الخطف ومن ثم الدخول بهم عنوة الى داخل الاراضي الارترية وتواصل السيدة قريسوس وقائع ذاك اليوم الغائظ من ايام ابريل فتقول: عند الثالثة عصراً تقريبا جاء تسفاظيون ليسالني عن زوجي وكنت أعد القهوة فقلت له انني في انتظاره وقد تأخر ودعوته للجلوس لتناول الغداء والقهوة معنا فرد علي بتهكم : اطفئي النار وسوف لاتجدين من يحضر لك الفحم ليشرب القهوة . . ضبطت اعصابي و حاولت استدراجه لأعرف المزيد الا انه لم يمنحني الفرصة وخرج من المنزل وفي المساء جاء ليكرر سؤاله وعندما عرف انني أجهل مكان وجود زوجي باغتني بالقول ان زوجي وصديقه قد اخذهما الرجال الاقوياء. . فقلت من هم هؤلاء الاقوياء فرد حكومتنا وأردف عليك حزم امتعتك لكي يتم تسفيرك الى تسني لتلحقي بهما وأردف أنا مسؤول عنك وعن طفليك وسوف أحضر غدا لنسافر معا ولم يتصل بي بعد ذلك عندما علم انني اتصلت بالتنظيم وبلغتهم ماجرى بيني وبينه . سألتها اين هو الآن فقالت يبدو انه الآن في ارتريا ويعيش اوضاعا غير طبيعية نفسية مع بعض الأمراض البدنية وغيرها خاصة بعد ان ترك العمل في السعودية وتم الاستغناء عن خدماته من قبل الدين استخدموه من جهاز الامن الارتري. .مرت الآن حوالي 14عام منذ اختفاء ولدماريام كيف تتابعين اخباره ؟ تجيب السيدة قريسوس بالقول اعتمد بشكل اساسي على المعلومات التي تردني من التنظيم كما بذلت جهد كبير عن طريق الصليب الاحمر وامنستي انترناشونال وفي البداية حاولنا الاتصال بالسلطات الارترية عن طريق محام لمعرفة مصيره ومصير صديقه ولكن دون جدوى اما عن طريق الصليب الاحمر فحاولنا ايصال عدة رسائل اليه ، ولكن الحكومة الارترية رفضت التعاون مع الصليب الاحمر الدولي بل وأنكرت وجوده أصلا لذا عادت الرسائل الينا كذلك حاولت عن طريق السلطات الاسترالية ولكن لكون ولدماريام لايحمل الجنسية الاسترالية فتعذر السؤال عنه و لكوني احمل الجنسية فقد حاولت السلطات الاسترالية مساعدتي في ذلك دون جدوى ، ولكن لم اتهاون فقد اجريت عدد من اللقاءات مع صحفيين ووكالات انباء كما وكتبت للامم المتحدة وغيرها من المنظمات الحقوقية والمدنية ليس سهلا مواجهة الحياة بطفل اختفى والده وصبي استشهد اباه كيف سارت الامور ؟ تقول السيدة قريسوس : انا مناضله وكان علي امتصاص كل ذلك والتركيز على تربية الولدين لانهما امانة غير عادية علي ايصالها الى بر الامان . . مواجهة الحياة اليومية وتصاريفها كان مقدور عليه ولكنهم حاولوا عزلي من اهل زوجي بأن اشاعوا انني سلمت التنظيم مبالغ مالية تخص زوجي وخلقوا مشكلة بالفعل ولكن الحقيقة سرعان ما تظهر . سافرت بعد ذلك الى استراليا كلاجئه وهناك لم التفت للحياة ومباهجها كان كل تركيزي على ابني ابيل اسمروم ابن الشهيد وقيلاي ولدماريام ابن المعتقل كانت أمامي فرص للتعليم والعمل لكي أجني المال ولكن كل ذلك تضاءل امام المسؤولية التي اتحملها كان علي ان احسن تربيتهما وان يتعلما لغة وعادات وثقافة موطنهما ويتعرفا على نضالات والديهما وكان ذلك والحمد لله ومما يؤسف له هنا انني ذهبت لاجئة الى استراليا في عهد التحرير وكان من الطبيعي ان اعود الى ارتريا وكان هذا يحزنني جدا ولم تكن رغبتي ان اهاجر . وحول الكيفية التي عرف بها قيلاي وضع والده تقول السيدة جنت : عندما بلغ سن الصبى كان يسألني عن والده ولماذا لم يأتي معهم ولماذا لانتصل به وخاصة عندما يسمع اتصالاتي مع الاهل في ارتريا أو السودان وكنت اقول له انه موجود في مناطق نائية في الريف الارتري ولا تلفون هناك الخ من الحجج وعند عودتي لارتريا ونحن في المطار طلب الاتصال بوالده فقلت له انه في السودان وليس ارتريا وسألني ان كنت مطلقة منه أو انه متزوج من امرأةأخرى فكررت عليه ان كل ذلك غير صحيح وان والده موجود ولكن في السودان وهنا ادرك انني اخفي عنه الحقيقة فصمت وعند العودة الى استراليا وكان يراجع طبيبا لانه كان مصابا بالربو وعندما أبلغه الطبيب الاسترالي انه شفي الآن وسأله ماذا يضايقه اشتكى للطبيب انني أكذب عليه بشأن والده استدعاني الطبيب وأمرني ان احكي له كل الحقيقة والا انه سيلجأ للجهات المعنيه حتى لايؤثر ذلك في حياة الصبي مستقبلا وتحت ضغط الطبيب وبعد مقدمات طويلة عن شخصية والده وشجاعته وصفاته سردت له القصة كاملة وانا أبكي فقام واحتضنني ومسح دموعي وقد طلب الطبيب مساعدتنا والسؤال عن ولدماريام بواسطة مؤسسة الفريد هيلويس لطب العيون في ارتريا وهي مؤسسة استرالية وكذلك عن طريق السفير الاسترالي هناك ولكن كما كل مرة دون جدوى هذه الواقعة أثرت عليه في الشهور الاولى وقلبت حياته رأسا على عقب الا انه سرعان ما استعاد توازنه واصبح يكتب عن والده ويصمم الملصقات في ذكرى يوم اعتقاله . .تختتم السيدة قنت قريسوس حديثها بالقول الآن اتيت الى السودان لتزويج ابني ابيل ابن الشهيد اسمروم وقد استطعت لملمة العائلة من ارتريا والسودان وتطالب ان يتضامن الجميع من اجل اطلاق سراح المعتقلين السياسين في ارتريا لان قضية هؤلاء ليس قضية شخصية تخص افراد معيين بل هي قضية الكل لانها تمس الكل وتسيء للكل. نشر في صفحة رسالة ارتريا بصحيفة الوطن السودانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى