مقالات

حالةُ عشّقٍ مُحرَّمَه .. ودّ باشقيرْ يحتَضِر ويعلنُ عن نزوته الأخيره : أحمد عمر شيخْ

20-Mar-2016

عدوليس

ولما تقدَّمَ بهِ العمرُ أصابتهُ الشيخوخةُ والعجزُ والمرضُ ,, طلبَ منهمْ أنّْ يركبَ إلى جوارِ زوج ابنه في ” الهودج” عند ارتحال القوم ,, وكانَ يودُّ أنّْ يشاهدَ جمالها الذي حُكيَ لهُ عنه ,, فوافقوا لهُ على طلبهِ ,, فتحجبتْ زوجُ ابنه ,, فمثَّلَ دور الميت ليراها ,, ففزعتْ وقامتْ بالندبِ وكشفتْ عن وجهها ,, لتتسنى لهُ الرؤيةُ جيداً ,, فعرفتْ انه احتالَ عليها وانتصبَ جالساً ليتغزل في حُسنها الطاغي وانشدَ يقولْ :

خارجاً مِنْ حومتيْ غيرَ مُدانْ
والأساطيرُ مرايا ياحبيبيْ
( كانَ ,, كانْ )
خارجاً مِنْ غيِّكمْ / مِنِّيْ
ومِنْ هذا الزَّمانْ
شهقتيْ / حزنيْ / دبيبيْ
واللياليْ الأفعوانْ
ويحَ قلبيْ
يالقلبيْ
أينَ أنتمْ والرِّهانْ
والفُجاءاتُ رسومٌ
والغرابيبُ / القيانْ
شاهديْ / نزفُ القوافيْ / نورسيْ
ميسميْ / صدقيْ /” * رواكيبيْ ” افتتانْ
لاتقولوا :
عاهرٌ ضلَّ القرارْ
فالمقولاتُ انهزامْ
يالعشقيْ والدِّنانْ
( * شنبريْ ) / همسي / انبعاثيْ
والبحارُ النائماتْ
( * لاليْ / لاليْ) يابناتْ
فالشواديفُ عزيفٌ
والشُّموسُ الساهماتْ
دثرينيْ يامواويلي الدِّثارْ
واعذرينيْ دُّرة العينِ / عيونيْ
حلوتيْ شطَّ المدارْ
طالنيْ شوقيْ / اختبائيْ
والصبابات العِثارْ
فاكشفيْ هذا الخمارْ
دفقكِ الحانيْ الغضوبْ
( مالهُ هذا العجوزْ ؟!!)
يالعجزيْ والعياءْ
فاتنٌ لحظ الأمانيْ والحكايات احتضارْ
للرؤى طرفٌ كحيلْ
ياابنة الحلم البليلْ
” يابلاديْ !! يابلادْ)
لُجَّةُ الماضي المُعادْ
حالكٌ مرَّ الطريقْ
كيْ أغنيكِ قليلاً !!
يامراراتيْ / الشُّحوبْ
ساحليْ / لحني العريقْ
والمنايا الغافلاتْ
لاأغنيكِ / أُغنِّيْ
وجهكِ الطاغيْ جنونْ
أنتِ يا ” ستَّ البناتْ”
الفضاءاتُ نشيدْ
راحلٌ رحليْ سُباتْ
فيكِ شوقي والبعيدْ
ياتواشيحيْ انهمارْ
فاكشفيْ هذا الغطاءْ
طلعة الفجرِ أطلِّيْ
بهجتيْ أنتِ الضياءْ
وارتعاشاتيْ وظلِّيْ
والمداميك الحصارْ
ياليْ منكِ والفتونْ
فارفقي بي والنُّحولْ
العناقيدُ انهمارْ
ساحليْ / رسنيْ / خياميْ
أرضُ تاريخيْ / فتوحيْ
قبضُ ريحيْ والكلامْ
جاحدٌ جفنُ الغواليْ
” لاحدود !! لاحدودْ “
فامتطيْ هذي الرُّعودْ
واقتفيْ إثرَ المُحالْ
ياجباليْ الرَّاسياتْ
يااحتمالاتيْ / فُجاءاتيْ اشتعالْ
خدُّكِ الساهيْ حُسامْ
لاتقوليْ :
” ويلهُ هذا العجوزْ !!”
إنَّهُ حُبِّيْ الحرامْ
اشتهي هذي العيونْ
يالقيديْ والمرامْ
” * هيبوْ ,, هيبوْ “
والختامْ
رجعُ صحويْ يا ” *كَرَارْ”
شامتيْ / جرحيْ
بوحيْ ياحبيبْ
آيتيْ / سِفْريْ الغريبْ
يالحزنيْ والغيابْ
شهدكِ الشهدُ المُقيمْ
مِنكِ لالُقيا سرابْ
سورةُ الدفءِ القديمْ
ياحشاشاتي / رياحينيْ
نبعيْ والجفانْ
مُدنفٌ هذا المُدانْ
قدْ تصبَّتهُ اللحونُ الفاتناتْ
فارتضى لون الغرامْ
والرموشُ مطاياهُ الحِسانْ
” ويلهُ هذا العجوزْ “
” لايجوزُ !! مايجوزْ “
حينَ أغفو في الرَّوابيْ
خلفَ صوتيْ والدُّفوفْ
موجكِ الضافيْ عطوفْ
لنْ أداريكِ / اداريْ
” * شَنْبريْ ” / همسيْ / ” كراريْ “
فاللياليْ مهرجانْ
آهِ مِنْ هذا السُّكونْ
” مَنْ تكونْ ؟!!”
فارسُ العشّقِ وصولاتيْ رهانْ
يالوقعيْ والمنونْ
خارجاً مِنْ حومتيْ
لستُ المُدانْ
والأساطيرُ مرايا !!
” ياحبيبيْ”
لاجنونْ
والزمانْ
……………………..
إشاراتٌ غير مُكتملة :
ودّْ باشقيرْ : عاشقٌ وشاعرٌ بلغةِ ” التغريْ” / إحدى لغاتِ المجموعات العرقيَّة الإرتريَّة ,, عاشّ أوئل القرن الماضيْ في ” أفعَبَتْ ” / إقليم شمال البحر الأحمر / إرتريا ,, وتناقلتْ صيت ” ودّ باشقيرْ ” الرُّكبان عبر امتدادِ تواجد ” التغريْ “.
رواكيبْ : جمع ” راكوبه” وهي مِنْ أنواع المنازل التقليديَّة الإرتريَّة .
شَنْبَرْ : وتر مِنْ أوتار ” الرَّبابه ” لدى مجموعتي ” التغري ” و ” الحِداربْ ” الإرتريتينْ .
لاليْ : موالٌ ورقصةٌ شعبية لدى مجموعات ” الساهوْ ” و ” العَفَرْ ” و” التغريْ” العرقيَّة في إرتريا.
هيبوْ : رقصةُ الموت عند مجموعاتِ ” التغري” و ” التغرينَّه” و” البلينْ ” و” الحِداربْ ” العرقية في إرتريا.
كِرارْ : مِنْ أسماء ” الربابة ” في إرتريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى