مقالات

طبول الحرب تدق في القرن الأفريقي … عبدالمنعم أبو إدريس

15-Dec-2006

المركز

قبل ان يمضي اسبوع على قرار مجلس الامن الدولي بارسال قوة حفظ سلام الى الصومال، ارتفعت الوتيرة داخل الارض ، فامس الاول اطلق مسؤول الدفاع بالمحاكم الاسلامية الشيخ يوسف محمد «بدءا من اليوم اذا لم يغادر الاثيوبيون ارضنا خلال سبعة ايام سوف نهاجمهم ونجبرهم على المغادرة »،

والمحاكم لم تقف عند حد اطلاق التحذيرات ، ولكنها حركت حشودا الى منطقة تيغلو بحسب مراسلين صحفيين داخل الصومال ، والبلدة تقع في الطريق الرابط ما بين اثيوبيا وبيدو اخر المعاقل التى تبقت للحكومة الانتقالية اذ انها لا تسيطر سوى على بيدو وما يحيط بها من اراضي .ويقول صحفيون موجودن داخل الارض الصومالية يراسلون عددا من وكالات الانباء ، بان الحشود التى وضعتها المحاكم في تيغلو تحول دون نشر قوات دولية عبر الحدود الصومالية الاثيوبية .وفي الجانب الاخر ، قال المتحدث باسم وزارة الاعلام الاثيوبية في مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة يوم 12 ديسمبر الجاري،ان بلاده مستعدة لحماية سيادتها والرد على المحاكم .واضاف المتحدث ، زمدن تكيلي ، ان الاتهام المتكرر من قبل المحاكم بوجود قوات اثيوبية داخل الاراضي الصومالية لا اساس له من الصحة ، وان حكومته لديها موافقة من برلمانها بالعمل على حل الازمة مع المحاكم بالطرق السلمية او بالقوة اذا لزم الامر وعلى الاستعداد لمواجهة المحاكم والدفاع عن سيادتنا .وفي يوم 13 ديسمبر، اطلق شيخ يوسف، تصريحا يوسع من احتمالات المواجهة ، فقد قال في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة مقديشو «نحن نحذر الحكومة الكينية ونطلب منها ان لا تسمح لاثيوبيا استخدام اراضيها لمهاجمة الصومال »، وتصريحات شيخ يوسف على خلفية انباء تحدثت عن وجود 1500 جندي اثيوبي شمال شرقي كينيا ، تقول المحاكم انهم يستعدون لمهاجمتها ، وحذر شيخ يوسف من ان تصاعد الامر سيؤدي لنشوب حرب اقليمية في القرن الافريقي .وكان رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله يوسف احمد قد قال في تصريحات صحفية من بيدو يوم 13 ديسمبر الجاري ، بانه من حق الدولة الجارة ان تقلق من انتشار الجماعات الارهابية فوق ارض الصومال .تطورات الميدان :في يومي التاسع والعاشر من ديسمبر حدثت اشتباكات بين قوات المحاكم الاسلامية والقوات الحكومية في المنطقة المحيطة ببيدو ، وعلى اثر ذلك جلبت الحكومة الانتقالية 700 مقاتل للدفاع عن بيدو .وفي يوم 12 ديسمبرالجاري قالت المحاكم الاسلامية بانها قتلت ستة جنود اثيوبيين وجرحت عشرين وذلك في اشتباك وقع بالقرب من بيدو في قرية مادوي والتى تبعد 40 كيلو متر جنوب بيدو ويعتبر هذا اول اشتباك من نوعه ، وكان مراسل قناة الجزيرة الفضائية قد ذكر يوم 12 ديسمبر ان القافلة الاثيوبية كانت تتكون من 80 عربة و250 فردا وقد وقع ذلك غرب بيدو .ومن ناحيته ، قال المتحدث باسم المحاكم شيخ عبدالرحيم بان ستة مراكب اثيوبية تم تدميرها ، نافيا ان يكون قد حدث ذلك بواسطة قوات المحاكم وانما تم ذلك بفعل انتفاضة في القرية التى كانت القوات الاثيوبية تعبرها .ولكن شيخ شريف احمد زعيم المحاكم ، قال في تصريحات صحفية امس بمقديشو، ان الهجوم وقع في قرية دينسور 110 كيلو متر جنوب بيدو عندما هاجمت القوات الاثيوبية قوات المحاكم الاسلامية ، واكدت الحكومة الانتقالية نبأ الهجوم ، وقالت من حق الدولة الجارة الدفاع عن نفسها . ارتفعت وتيرة المواجهة على الارض عقب الاعلان عن قرار مجلس الامن الدولي القاضي بارسال قوات افريقية كقوة حفظ سلام دولية الى الصومال ، ولكن الدولتين اللتبن كانتا مرشحتان لارسال القوات احداهما اعلنت موقفا واضحا من حتى وجود قوة حفظ السلام وهي السودان ، التى قال رئيسها عمر حسن احمد البشير في مؤتمر صحفي عقده يوم 8 ديسمبر الحالي في ختام فعاليات القمة الافريقية الكاريبية الباسفيكية الخامسة التى عقدت بالخرطوم بان السودان يرفض ارسال قوات حفظ سلام الى الصومال بذات منطقه الذي رفض به القوات الدولية في دارفور .الان اثيوبيا بدأت في المواجهة مع المحاكم وهي مواجهة غير مباشرة مع غريمتها اريتريا التى تدعم المحاكم وترفض وجود قوات دولية في الصومال ، والدولتان جعلتا الارض الصومالية ساحة للمواجهة بينهما وتصفية خصومتهما حول مثلث بادمي الحدودي الذي قررت لجنة التحكيم الدولية في عام 2005 ان تتبع المناطق المتنازع عليها لاريتريا ماعدا منطقة واحدة اعطتها لاثيوبيا .وتحذير المحاكم الذي اطلقته لكينيا يدخل لاعبا اخر في الصراع العسكري المباشر خاصة اذا صحت الانباء عن وجود القوات الاثيوبية في شمال شرق كينيا وهي المنطقة المتاخمة للحدود الصومالية .وامس وصل وفد من المحاكم الى العاصمة اليمنية صنعاء لبحث المصالحة الصومالية ، والجديد ان المصالحة بدأت تحاول حزم حقائبها للانتقال من دولة من دول حلف صنعاء وهي السودان الى اليمن التى شهدت ميلاد الحلف ، والذي قال عنه سيد فليفل في ندوة عقدها مركز دراسات الشرق الاوسط بالخرطوم يوم 28 نوفمبر بان نشأة هذا الحلف كانت موجهة ضد اريتريا ، والان السودان واليمن علاقاتهما مع اريتريا تنمو وقمة الحلف التى كان من المفترض ان تشهدها العاصمة الاثيوبية اديس ابابا في نوفمبر الماضي لم تعقد.وقرار مجلس الامن قدمته الولايات المتحدة الامريكية وتبنته غانا وتنزانيا والكنغو داخل المجلس .ووسط هذه المعطيات فالقرن الافريقي ينتظره شتاء ساخن ، خاصة وان طبول حربه بدأت تدق .نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 14/12/2006م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى