مقالات

قيادات الصف الأول في المعارضة الإرترية هل تعيد الصف إلى سابقه ؟!!!

5-Jan-2008

ecms

يحكى أن ـ وما أجمل الكتابات التي تبدأ ب يحكى أن ـ امرأتين تنازعتا في مولود كل تدعي أنه ابنها ، ولما لم يجد الوسطاء حل للمعضلة رفعت إلى القاضي ليفصل في القضية في زمن لم يكن يعرف الـ DNA ،

ومن ثم فإن القرار كان موقوفاً على فطرة القاضي وذكائه ، ووفق الرواية فإن القاضي طرح حل غريب للمعضلة وهي أن يؤتي بسكين ويشطر المولود إلى قسمين فتأخذ كل واحدة منهما قسم ، وشرع القاضي في الحل وأتي بالسكين ، وأحضر المولود ، وعندما بدأوا الشروع في تقسيمه جزعت إحدى المرأتين وأعلنت تنازلها للأخرى عن المولود ، بينما ظلت الأخرى صامدة وصامته في ذات الوقت . حينها أدرك القاضي الأم الحقيقة وحكم بالطفل للأم . نذكر هذه القصة وقد تابعنا لحظة بلحظة تقسيم التحالف إلى قسمين دون أن تجزع له أم حقيقة أو مزيفة .وكما تابعنا تلك التفاصيل المملة عن انقسام التحالف وعن الاتهامات التي تبادلت بين الطرفين دون أن يتنازل أحدى الطرفين للمصلحة الوطنية وليس للطرف الأخر ، ثم بعد ذلك الحوارات الماراثونية للملمة شمل التحالف من خلال لجنة الحوار والتي توصلت في خاتمة المطاف إلى طريق مسدود . بيد أن البيان المشترك الذي صدر عن قيادة الطرفين والذي اتفقوا فيه على عقد مؤتمر جامع لقوي المعارضة الارترية ومن أجل ذلك عقد اجتماع لرؤساء تنظيمات التحالف أو من ينوب عنهم في 15 يناير 2008 وذلك للإعداد للمؤتمر المزمع عقده يعتبر مؤشرا جيداً لتجاوز الأزمة .درج الناس في الحوارات أن يتدرجوا بها من الأسفل إلى الأعلى ، وكلما أشكل على المستوى المحدد قضية ما ترفع إلى المستوى الذي يليه ، ذلك أن المستوى الأعلى بما تتوفر له من معلومات وخبرات وإرادة يستطيع أن يتجاوز المعضلة ، وهكذا فإن الاجتماع على مستوى القيادة بالنسبة للمعارضة الإرترية يكتسب أهمية بالغة نسبة للظروف التي ينعقد فيها والتي تستدعي تجاوز الخلافات التي حدثت في مؤتمر أديس أبابا في فبراير من العام الماضي . إلا أن هذا الاجتماع الغير عادي لا يحتمل سوى نتيجة واحدة وهي النجاح ، وهذا ما يجب أن تعيه القيادات وهي مقدمة على هذا الاجتماع ، لأن فشله يعني انعدام المستوى الأعلى الذي يمكن أن يتجاوز فشل الاجتماع هذا من ناحية ، ومن الناحية الأخرى أن الجماهير الإرترية التي سأمت الخلافات الغير مبررة لا تقبل من القيادات التي تمثل ذروة الوعي والنضج في الساحة الإرترية سوى أن تطوى هذا الصفحة المملة ، ومع أمنياتنا ورغباتنا الأكيدة بنجاح الاجتماع لكن هنالك عوامل تجعلنا لا نرفع سقف التوقعات ، إذ لا يزال الغموض يكتنف أجندة الاجتماع على وضوح وبساطته الغاية المنتظرة وهي الدخول إلى مؤتمر جامع للمعارضة بما فيها التنظيمات التي كانت خارج التحالف والمنظمات المدنية الفاعلة ، وللقلق في وضعنا الإرتري ما يبرره ، إذ لم يبقى من الاجتماع سوى (10) أيام ولا تزال مواقف التنظيمات والكتل لم تتحرك من مواقفها القديمة ،ولم يجري حوار جدي بين أطراف المعارضة المتباينة في الرؤي خاصة التنظيمات التي تشكل قاطرة الكتل هنا وهناك ، وهو ما كنا نعتقد أنه مفيد وضروري أن يسبق هذا الاجتماع حوارات بين التنظيمات بشكل ثنائي أو ثلاثي من خارج الكتل المعروفة بالتحالف جناح ( 7) وجناح (3) ، ولأن ذات القضايا التي ناقشتها اللجان سوف تثار في الاجتماع وهي حول مقررات مؤتمر فبراير مثل الميثاق والنظام الأساسي هل نبني عليها أم نبدأ من الصفر ، والموقف من منظمات المجتمع المدني وموقعها في المؤتمر ، ومعايير قبول التنظيمات الجديدة في المظلة الجامعة ، وقضية القيادة التي ظلت ولا تزال واحدة من مشكلاتنا المستعصية طوال تاريخنا السياسي الحديث .كل هذه القضايا كانت تحتاج إلى حوار جدي داخل التنظيمات وبينها وخارجها ولأنه ليس هنالك مؤشر حتى الآن من أي تنظيم يعبر فيها عن مرونته تجاه مواقفه القديمة نجد أن قلقنا تزداد وتيرته كلما أقترب الاجتماع ، ولكننا في ذات الوقت نتمسك بالأمل في النجاح ونأمل أن يكون هذا التكتم على المواقف ليس أكثر من إستراتيجية تفاوضية لكل تنظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى