مقالات

أهلاً بالوفد الأريتري والأمنيات بعودة الألق للعلاقات بين البلدين.. بقلم كمال حسن بخيت

11-Oct-2005

الرأي العام السودانية

نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية -11/10/2005م
العلاقات السودانية الأريترية علاقات ضاربة في جذور تربة البلدين.. وقد عاش الشعب الأريتري مع شعبنا طوال سنوات الاحتلال..الى أن توج نضاله بالانتصار العظيم وتحقيق الاستقلال.

ومازالت أعداد كبيرة من أبناء الشعب الأريتري تعيش في بلادنا.. ويتعامل معها شعبنا بكل الود والمحبة والاحترام. وبعد الاستقلال.. عاشت العلاقات السودانية الأريترية أياماً جميلة. واعترف الحكم الوطني في أريتريا بالدعم العسكري واللوجستي الذي قدمته الحكومة السودانية حتى انتصرت طلائع المقاومة ودكت الحصون ودخلت العاصمة أسمرا. وبكل أسف.. دخلت العلاقات السودانية الأريترية بعد ذلك في نفق مظلم.. تضرر منه شعبانا في السودان وأريتريا.. وكان تردي العلاقات بأسباب خارجية كثيرة ومتعددة لا تريد أن يعيش شعبا البلدين في أمان واستقرار ورخاء. ونحن نعلم أن أمن أريتريا من أمن السودان والعكس صحيح.. وأن العلاقات الأزلية والقديمة وما قدمه السودان شعباً وحكومات متعاقبة وعلى رأسها حكومة الإنقاذ من دعم لنضال شعبنا في أريتريا لا يمكن أن يتأثر بأي مؤثرات خارجية لا تراعي مصلحة البلدين. ونادينا كثيراً من هذا المنبر ومن كل المنابر التي عملت بها بضرورة تطبيع وتحسين العلاقات السودانية الأريترية وأن هناك مصالح اقتصادية وتجارية وأمنية واستراتيجية تحتم ذلك.. لكن دعم أريتريا لمسلحي دارفور التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات أمر أثر كثيراً على هذه العلاقات.. وألقى ظلالاً كثيفة حولها.. ووصلت القطيعة بين البلدين الشقيقين والجارين الى مراحل خطيرة للغاية.. كادت تعصف بالأمن الإقليمي. وقد سبق أن التقيت بالرئيس أسياس أفورقي.. وكانت له ملاحظات ومعلومات لعبت فيها الدوائر المعادية لبلدينا دوراً كبيراً وأشهد بأن الأستاذ محمد عمر الذي كان وقتها مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية -هو الذي سهل لي إحدى مقابلاتي مع الرئيس أسياس أفورقي- قد لعب دوراً كبيراً من أجل تطبيع العلاقات السودانية الأريترية وكذلك الأستاذ عبد الله جابر هذا الرجل الذي يتميز بديناميكية غريبة.. كان أكثر المسؤولين الأريتريين التصاقاً بالتجمع وكان دائماً يدعو الى تحسين العلاقات والى إيجاد قنوات تفاهم بين التجمع والخرطوم وبين أسمرا والخرطوم. والآن نحن نرحب بالوفد الأريتري ونبارك هذه الخطوة التي نأمل أن تزيل كل الاحتقان بين البلدين.. وتجعل سحب الصيف لبدت سماء البلدين أن تهطل مطراً ذا نكهة خاصة يغسل كل الخلافات وكل الأحزان القديمة. ويعيد العلاقات الى أحسن مما كانت عليه.. وأن يعود الصفاء والود بين الحكومتين والشعبين..وأن تعود أسمرا عاصمة للسودان وتعود الخرطوم عاصمة لأريتريا. ان تحديات ومخاطر كبيرة تواجه بلدينا وعلينا أن ندرك هذا جيداً.. وأن نعمل على درئها.. وأن نفوت الفرصة على أعداء البلدين من تحقيق أهدافهما الحقيقية وهناك كثير من المشروعات المشتركة التي عطلتها القطيعة بين البلدين كانت يمكن أن تكون قد أثمرن خيراً على شعبينا. لقد ربطتني علاقات واسعة وقديمة مع قادة الثورة الأريترية ومجالس جبهاتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. حيث كان المناضل الراحل عثمان صالح سبي يقود جبهة التحريرالأريترية قبل انشطارها الى عدة جبهات. وعرفت رمضان محمد نور وأحمد ناصر ومحمد سعيد ناود وعبد القادر جيلاني وصالح أياي وجعفر علي أسد والراحل الزين ياسين والرئيس الحالي أسياس أفورقي ومحمد عمر.. وعبد الله جابر والراحل سيد علي وزير الخارجية السابق وابراهيم توتيل وجميعهم وجدتهم يحبون السودان أرضاً وشعباً وحافظين لأهله دعمهم لثورتهم ولمواطنيهم. وكان الرئيس أفورقي يسألني عن أحوال الراحل اللواء خليفة كرار الذي كانت تربطه بالثورة الأريترية، علاقة وطيدة كما كانوا يشيدون بالدعم الذي كان يقدمه لهم اللواء عبدالوهاب ابراهيم عندما كان مديراً للأمن أيام مايو بعدها أصبح وزيراً للداخلية. وكيف كان يساعد بإخلاص مرور كل أنواع الأسلحة للتنظيمات الأريترية كافة الى داخل الأراضي المحررة.. وأن السودان كان له القدح المعلى في انتصار الثورة الأريترية. كل الأمنيات الطيبة. والدعوات المخلصة للوفد الأريتري الشقيق الذي يزور بلادنا هذه الأيام.. في مهمته لتطبيع العلاقات السودانية الأريترية التي اعتقد أنها ستكون ميسورة جداً.. وأن تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين بعد طي كل الصفحات والخلافات القديمة. وأن تعود للعلاقات السودانية الأريترية ألقها.. وعذوبتها ونكهتها المتميزة والخاصة، وأن يعود الصفاء بين البلدين الشقيقين، تمهيداً لتنفيذ الكثير من المشروعات الكبرى التي تصب في صالح الشعبين الشقيقين. والله الموفق وهو المستعان- رئيس تحرير صحيفة الرأي العام السوداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى