مفاتيح : د. قباش رحيل مبكر- جمال همد
20-Jan-2008
المركز
( ليت من مات يبعث
كي نتولى تعاسته باليسير من الحب والعبرات
فتهدأ غصته في التراب ، وتدفأ كفاه
ليت الدين قضوا في الطريق الى النبعلم يرحلوا ظامئينوليت الحياةاخلصت حين قالت لنا : ان اجمل ما يوهب المرء في سعيه ان يحب الحياة) . _ نزيه ابوعفش _ في بغداد السبعينات تفتحت مداركه وأزدهر وعيه الوطني الذي حمله من البيت ومن شوارع تسني وترجم ذلك بالانكباب على العلم والتحصيل الاكاديمي .كان مع عدد من رفاقه يحرزون درجات كبيرة أهلته لكي يلتحق بجامعة المستنصرية ببغداد ويتخرج طبيبا يبدو عليه النبوغ والشارع ممتد للتخصص الا ان تصاريف الحياة دفعت به للعمل طبيبا عاما وضحى بالتخصص للصالح الخاص والعام وعمل في مناطق اللاجئين بالشواك ووجوده في معسكرات اللجوء والبؤس كرّس لديه القناعة بالعمل في سبيل ايجاد المعالجات اليومية والبعيدة المدى للمشكلات، لذا لم يكن طبيبا فقط بل كان يساهم مع لجان المعسكرات لحلحلت قضايا هؤلاء البؤساء . قدم الكثير ودون ضجيج لجرحى حرب التحرير الارتري لمختلف الفصائل كما قدم كل عون لقوافل الطلاب خاصة في جوانبها الصحية والعلاجية وكذلك لكل الزوار القادمين من اوربا وامريكا واستراليا لزيارة هذه المعسكرات وتقديم العون لها . الرجل لم يكن خط سيره من العيادة الى البيت والعكس فقط كما حال الكثيرين ، بل سكنه الهم المقيم لابناء بلده وارقه ليمضي في ذات الطريق الذي مضى فيه الدكتور الشهيد يحي جابر، ولانه طبيب كان افكاره تذهب باتجاه الحلول الناجعة ليتناغم ذلك مع فكرة كانت تتبلور في اوساط الاطباء الارتريين ومناصريهم من السودانيين في الخرطوم لقيام كيان يساهم في تخفيف المعاناة الصحية لسكان المعسكرات وكان قيام الجمعية الطبية الارترية .وقد ساهم بفكر واضح ورؤية وروية في تطوير اداء الجمعية وكلما عاد من الشواك كان يحدثنا عن المشكلات التي تعانيها المعسكرات والسبل الكفيلة ببلورة ذلك اعلاميا والدفع بها الى الجاليات الارترية لكي تساهم في الحلول ، خاصة وان الامم المتحدة قد رفعت يدها عن المعسكرات . كان فرحا وهو يعرض علينا مع زميله الدكتور خليفة صالح واحدة من اهم انجازات الجمعية خلال تطوافنا بين مشافي النيل القلب المفتوح في اركويت والخرطوم التعليمي ومشفى ابن عوف للاطفال في الخرطوم ثلاثة حالات مستعصية استطاعت الجمعية ايجاد الحلول لها احداها قادمة من ارتريا في صيف عام 2006م . وكان يحزنه ان لاينضم الكثير من الاطباء الارتريين في السودان للجمعية وغياب الدعم الحقيقي من الجاليات الارترية للجمعية . كان آخر اتصال بيننا في عيد الاضحى المبارك وكان صوته متعبا وبعيدا وبرر ذلك بانه كان في ( نومة بعد الفطور ) ولأنه طبيب فقد كان يعرف معنى الألم لذا لم يحدث الا القليل من المقربين اليه بمرضه الذي كان يزحف في الجسد الفارع كان لايريد ان يتألم احد . كان يسابق زحف المرض اللعين من اجل ان يرتب اوضاعه الخاصة وان تقف الجمعية على رجليها . العزاء الوحيد الآن هو كما قال زميله الدكتور نعمان حب الدين ان يستمر مشروع الجمعية الطبية الارترية، ورد التحية للفقيد العزيز تتم بالوفاء له وتقديم العون والمساندة للجمعية الطبية وكذلك الانضمام اليها بدلا من موقف المتفرج . 2 الكشات وكيفية تفاديهاحملت صحف الخرطوم خلال الايام الماضية قرارات بأمهال الاجانب في عموم السودان من اجل توفيق اوضاعهم وحسب الاعلان فان المدة تنتهي خلال ايام ما يهمنا هو اوضاع الارتريين الذين لايحملون بطاقة المفوضية العامة لشؤون اللاجئين( unchr) ومن لم يتسن لهم المرور باللجنة الفحص القانوني لاثبات صفة اللاجيء وكذلك الذين تسللوا عبر الحدود دون ان يمروا عبر نقاط السلطات السودانية للتبليغ عن انفسهم على هؤلاء ان يبادروا فورا للذهاب الى الجهات المختصة واستخراج البطاقة والا سيضعون انفسهم في مازق حقيقي وغير قانوني يترتب عليه ترحيلهم . كذلك يجب ان تتحرك القوى المدنية الارترية والوجهاء وملتقى اللاجئين واللجان وقوى المعارضة الارترية من اجل ايجاد الحلول من الآن وقبل ساعة الصفر . السلطات السودانية المختصة بأوضاع هؤلاء ابدت رغبتها للتعاون حتى لايقع احد من الارتريين تحت طائلة قانون الابعاد . نتفهم مخاوف السلطات السودانية من ان كل ظاهرة لجوء وبهذا العدد تحمل في داخلها الكثير من المشكلات كما نحذر من ان يتسلل وسط هؤلاء اعداد من منفذي مهام وعمليات اقل ما يقال عنها انها لاتليق ان تنفذ في اراضي دولة قدمت الكثير للشعب الارتري وكذلك عمليات جمع المعلومات . نشرت في صفحة رسالة إرتريا بصحيفة الوطن 18 يناير2008م