مقالات

مفاتيح : عنف الدولة … هل ينتج إرهابيين في إرتريا …جمال همد

30-Jul-2007

المركز

شارك المركز في مؤتمر قضايا الإرهاب والتطرف الذي أنعقد بالخرطوم يومي 24/25/ من يوليو الجاري بدعوة من مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر ، ومن بين الأوراق التي قدمت ورقة الدكتور حسن علي الساعوري تحت عنوان 🙁 إرهاب الدولة والقهر السياسي )

وفيها يرسم الدكتور ملامح الدولة الإرهابية التي يستهدف واحدة من الآتي : 1/ تثبيت دعائم النظام الحاكم ، وخاصة عندما لا يكون مستنداً إلى أغلبية شعبية .2/ توجيه الرأي العام المحلي تجاه قضايا معينة .3/ فرض الهيمنة وتصفية المعارضة . 4/ القضاء على مراكز القوى التي تهدد استقرار النظام .5/ إعادة صياغة أفكار ومفاهيم تخدم النظام. 6/ قفل الباب أمام إمكانية المشاركة بتداول السلطة سلمياً . هذا على المستوى الداخلي ، أما خارجياً فيضيف الدكتور الساعوري ( هذا ما كان من أمر إرهاب الدولة ضد مواطنيها ولكن بعض الدول لم تكتف بالإرهاب داخل حدودها ، بل تعدت ذلك وأصبح الإرهاب وسيلة من وسائل سياستها الخارجية ) انتهى كلام الدكتور .الدول عادة ما تقر الدساتير وتجيز القوانين ثم تلتف عليها وتعطلها أو تلجأ إلى قوانين مقيدة للحريات تحت مبررات سلامة الدولة والمحافظة على الأمن … الخ أما في إرتريا فلا وجود لكل ذلك فالدستور الذي اقره الحزب الحاكم جمدّه دون أن يعمل به منذ اندلاع الحرب الإرترية الإثيوبية 98-2000م وعلقت كل القوانين والتشريعات بعد ذلك فلا وجود لقانون يحتكم إليه سوى مزاج السيد رئيس الدولة والجنرالات الخمسة ورئيس جهاز الأمن الذين يتمتعون بصلاحيات واسعة ومطلقة ، وهي غير مكتوبة ولم تصدر في مرسوم من رئاسة الدولة . لذا في إرتريا لا يمكن الحديث عن نظم وقوانين تضبط علاقة المواطن بالحكومة وأجهزتها ، وهذا الوضع مؤهل تماماً ليشكل بؤراً للتوترات الاجتماعية والسياسية والعرقية ، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار سياسة إحلال ثقافة محل ثقافة أخرى تجري على قدم وساق منذ عقدين ، أي قبل الاستقلال ، هذه البيئة قادرة وبجدارة لإنتاج فكر متطرف يتخذ الإرهاب وسيلة لترويع الدولة وتركيعها ، ونحمد الله أن ذلك لم يحدث حتى الآن لأسباب عدة منها الوعي الوطني الذي تشكل خلال مرحلة الكفاح المسلح طوال ثلاثة عقود يحول دون ذلك ، كما أن التاريخ الإرتري لم يسجل ظواهر عنف أو صراع ديني أو عرقي أو قبلي ، نضيف إلى ذلك أن المعارضة الإرترية بكل أطيافها لم تفكر بعد لاتخاذ وسيلة العنف المسلح وسيلة وحيدة للتغيير ، ولم تسجل الـ (16) عاماً من عمر النظام الوطني أعمال عنف ضد أجهزة الدولة المدنية ولا عمليات اغتيالات ضد أفراد النظام الحاكم ، ولا تفجيرات عمياء لا تميز بين المدنين والعسكريين ، ولا إشاعة للفوضى الخلاقة وغير الخلاقة ، مع أن الدولة الإرترية نقلت إرهابها من الداخل للاجئين في الخارج فاغتالت العديد من رموز النضال الإرتري في السودان ، كما اختطفت العديد منهم ونقلتهم إلى إرتريا كما حدث للسكرتير الثالث في السفارة الإرترية في الخرطوم قبل أكثر من عام ، علماً بأن الحركة الإسلامية بعيدة كل البعد عن نهج التطرف والإرهاب ، ومع أن برنامجها إسلامي إلا أنها تتعاطي مع الشأن الوطني برؤية واحدة وكلية فهي تقرّ الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والشراكة مع الآخرين … وهذا ما أسقط برنامج تسول أسمرا في موائد الغرب .هذا الوضع إذا أستمر على ما هو عليه سيدفع بالبعض من الجماعات الإرترية مسيحية أو مسلمة نحو التعامل مع أسمرا بالمثل وبعد ذلك لا ينعدم من يرعى ويمول ويدعم ، وعندها ستحرق النار الجميع ، لذلك فإن مساعدة إرتريا الرسمية والمعارضة في تنكب هذا الطريق من قبل المجتمع الدولي ودول الجوار ليتجنب الشعب الإرتري طريقاً وعراً من عدم الاستقرار ، وهذا سينعكس على كل دول الجوار وشعوبها .نختم فنقول أن النظم الشمولية هي التي تصدر العنف والإرهاب وحاضنته ، وما العنف والإرهاب المقابل إلا رد فعل لذلك .، نشرت في صفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز اسبوعياً ضمن صفحات جريدة الوطن – 27 يوليو 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى