مقالات

مفاوضات الشرق ما بين تباشير السلام السار والوسيط الضار:الأستاذ/ أبو فاطمة احمد أونور محمود

17-Jul-2006

المركز

احتضنت إريتريا حركة تمرد البجا ليس إخلاصا منها لرد المظالم التي لحقت بهم وانما فقط لتحقيق اجندتها الخاصة لابتزاز الحكومة السودانية ولكي لا يكون حديثنا مجرد تهم تطلق جزافا فيمكن تحري السيرة التاريخية لمؤتمر البجا المسلح منذ 1994م حيث كانت المخابرات الإريترية تتدخل في كل صغيرة وكبيرة وتشرف مباشرة على أدق الشئون الداخلية للتنظيم

وظلت تمثل دور الشرطة العسكرية حتى نفرت كل الحادبين وعطلت الإمكانيات والطموحات الثورية للأفراد المؤثرين من الداخل والخارج فلم يكن أمامهم إلا الفرار بجلودهم مكتفين بأسى الصمت على الطعن في من بقى من إخوانهم في ميدان القتال!! حتى صار مؤتمر البجا المسلح من اكبر الالغاز السياسية في السودان لدرجة أن أعداءه في الحكومة صاروا يشفقون عليه من الهيمنة الاريترية المفرطة!! ولعل من الأمور التي لم ينتبه إليها هذا التنظيم ومعه الدولة المسيطرة تلك الاخبار المنفرة والمتواترة بإستمرار من قبل الهاربين من ابناء البجا من السجون والآبار وزرائب البهائم تحت الهجير التي سلقت أجساد الشرفاء وكانت غالبيتهم من الطبقات المتنيرة والمسكونة بالغيرة والانتماء!! فما كان لدولة حادبة لمصلحة حليفها أن تفرط فيهم بمثل تلك المعاملات والتدخلات المخلة إلا إذا كانت تقصد الإقصاء المتعمد مع سبق الإصرار والترصد!! وحتى القيادات الباقية ظلت عاجزة لم تصقلها فترة بقائها الطويلة ولم تنفعها التجربة النضالية سياسيا وفكريا وذلك بسبب الكبت الاريتري الذي قتل فيهم موهبة الإبداع والتفاعل مع الآخرين من التنظيمات السودانية مثل التجمع والحركة الشعبية!! لدرجة أن العمليات العسكرية التي كان يقوم بها مؤتمر البجا لا تستثمر إعلاميا وبل كانت تسرق إعلاميا من قبل تنظيمات أخرى تصرح في وسائل الإعلام بأنها نفذت هذه أو تلك العملية!! ومعلوم أن الحرب ليست إلا وسيلة رغم خبثها وعليه إذا لم تعلن هذه العلميات بواسطة منفذيها وبل بصورة مضخمة كما جرت العادة كيف يدرك المجتمع المحلي والدولي بما فيه الكفاية بأن هنالك قضية اسمها البجا في شرق السودان فما هي اذن فائدة الحرب وعملياتها رغم رفضنا لها لانها ليست الوسيلة الاشرف في نظرنا ولكننا نعتقد أن ما دام هنالك افراد قاموا بها مضطرين فكان يجب عليهم استغلالها اعلاميا للفت الانظار نحوهم!! وهذا ما لم يتم بالنسبة لمؤتمر البجا المسلح رغم توفر كل الامكانيات بسبب الإصرار الاريتري أن يظل هذا التنظيم حبيسا لشهواتها الاستراتيجية في السودان حتى يتم تقديمه قربانا في الوقت المناسب لطي ملفاتها مع السودان في الوقت المناسب مما سبق اردنا إثبات أن اريتريا هزمت كل الوسائل المتاحة لمؤتمر البجا المسلح منذ الوهلة الأولى فكيف اذن نصدقها انها سوف تنتصر للغايات التي ينشدها هذا التنظيم وهي التي تستضيف مفاوضاته مع الحكومة!!؟ فكيف بالجبهة الداخلية للبجا التي فقدت الثقة في اريتريا خلال الدستة القاسية من السنين السابقة أن تصدق بأن اريتريا سوف تأخذهم إلى بر الامان!!؟ بقيادتها القسرية للمفاوضات المرتقبة!!؟ وللتأكيد بأن الاجندة الاريترية القريبة والبعيدة المدى سوف تقدم بصورة صارخة على الحقوق الأساسية للبجا أصحاب القضية نستدل ببعض الأدلة من فيض التجاوزات حيث رفض الوسيط الاريتري للرقابة الدولية على لسان عبد الله جابر رغم موافقة الحكومة في اكثر من تصريح بعدم ممانعتها للرقابة الدولية وهذا دليل على أن اريتريا ربما لا تريد أن يكتشف المجتمع الدولي ضخامة عمولتها السياسية على حساب الحقوق الأساسية لحليفها المغلوب على امره وكذلك عدم ادخال مجزرة بورتسودان في الاجندة رغم أن المجزرة هي التي اهدت هذا المنبر ولولاها ما كانت الحكومة تقبل ولو ببمبر قهوة يتسامر عليه قيادات جبهة الشرق!! ومن الأمور المدهشة اصرار اريتريا على عدم اشراك احد من الجبهة الداخلية في وضع الاجندة الأساسية لسير التفاوض حتى تضعهم أمام الأمر الواقع وذلك طبيعي لانها لن تسطيع أن تتحكم فيهم بغير ذلك!! وهذا ما تم بالفعل في هذه المفاوضات التي تعتبر تشريفية لوفود الداخل لانهم لن يتمكنوا من الخروج أو الانحراف من انفاق الاجندة المظلمة والمحفورة بعناية لتؤدي إلى غايات لا يعرفها إلا مهندسوها الاريتريون!! الحالمين بالذيلية البكماء لشرق السودان لهم حتى بعد السلام!! ولان اريتريا تدرك تماما أن هذه الذيلية التي تنشدها رابع المستحيلات في حالة تمكين البجا من بلادهم لذلك سعت جاهدة منذ فترة مبكرة حتى اليوم بتغيير واقع الشرق من خلال تحويل لسان حال الخطاب النضالي من مؤتمر البجا إلى ما سمي بجبهة الشرق التي ليس لها وجودا في الواقع الاجتماعي والتاريخي على ارض السياسة السودانية!! وانما صناعة تنسب براءة ابتكارها خالصة لارييريا لتحقيق احلامها عبر خلخلة تركيبة الجغرافيا السياسية في الشرق بتمكين وزرع العناصر التي تضمن ولائها عبر المصالح المشتركة وخاصة الرشايدة (الاسود الحرة) الذين انتهت قضيتهم الأساسية بإنتهاء التوقيع على اتفاقية طرابلس بينهم والحكومة السودانية تلك الاتفاقية التي نفي مبروك مبارك سليم علمه بها في بادئ الأمر عندما تمت مساءلته من قبل قيادة جبهة الشرق ومن ثم ادت إلى انهيار منبر طرابلس المقترح حينها بسبب تلك الاتفاقية السرية والثنائية بين الاسود الحرة والحكومة بضمانة ليبية فلماذا اذن تم تضمينها في اجندة التفاوض الحالية وهي التي تم رفضها في السابق؟ ومن غرائب السياسة الاريترية ثسمح للاسود الحرة بحرية التحرك والمناورة وعقد الصفقات الخاصة في الوقت الذي يحرم فيه قادة مؤتمر البجا من اقل من ذلك بكثير مثل مجرد اللقاءات مع الاخوة السودانين داخل وخارج اسمرا وتأكيدا لذلك نذكر اقصاء الاخ المناضل والاستاذ القانوني صلاح باركين لمجرد لقاءات تمت بينه وبين السفارة السودانية، أليس ذلك عين الظلم وازدواجية المعايير الاريترية!!؟ وهل يعقل أن يتهم صلاح باركين بالعمالة على حساب قضية اهله!!؟ وهل اريتريا احرص منه على قضية البجا!!؟ بالطبع الإجابة بألف لا!! ولكن اريتريا تريد طريقا غير الذي يحلم به كل البجا من القربة إلى حلايب!!واخيرا نعتقد أن اريتريا لم تعد تصلح كتربة مناسبة لانبات شتلة السلام المنشود لان تلك الشتلة سوف تذبل من الوهلة الأولى لغرسها في الشرق!! وعليه لابد من ترحيل المنبر إلى أي محطة أخرى محايدة مثل نيروبي أو ابوجا مع الرقابة الدولية ويمكن أن تشارك اريتريا في الوساطة أو الرقابة لكن بعيدا عن اراضيها حتى نضمن مشاركة اكبر قدر من مناضلي مؤتمر البجا الذين شردتهم جلافة الرقابة القابضة على تنظيم مؤتمر البجا منذ ولوجه الأرض الاريترية حتى يومنا هذا!! وعلى الاخوة في قيادة مؤتمر البجا المسلح أن يختاروا بين اوهام اريتريا واحلام الجبهة الداخلية العريضة لبني جلدتهم الذين لا يمكن أن ينقادوا لهم كانقياد الكليل للدليل !وعليهم ان يتذكروا انه من يعمل المعروف فى غير اهله يكن خمده ذما عليه ويندم !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى