مقالات

السودان وإثيوبيا وإريتريا .. مثلث المفاجآت : عبدالمنعم أبو إدريس

12-Jul-2006

الصحافة

جريدة الصحافه : 12/7/2006م
مثلث العلاقات بين السودان واثيوبيا وأريتريا مفتوحا على كافة الاحتمالات مع حدوث العديد من التطورات في العلاقات بين البلدان الثلاث ابرزها التطبيع بين الخرطوم واسمرا وما اسفر عنه من تفاهمات مشتركة انتهت برفض السودان لطلب من ثلاثة تنظيمات ارترية معارضة كانت ترغب في عقد مؤتمر لها في الخرطوم.

ومن العام 1998م تاريخ توتر العلاقات الاريترية الاثيوبية بسبب الصراع حول مثلث بادمي الحدودي والمنحي العنيف الذي اخذه الصراع ادى الى هلاك 60ألف ضحية من الجانبين وكان قدر السودان الذي يجاور البلدين بحدود جزء منها يكاد يكون متاخماً لبادمي ان يكون في وضع اشبح حرج بين الاثنين فكل ما تحسنت علاقته بطرف ظنها الاخر على حسابه حسب وصف الاستاذ يس محمد عبد الله الباحث المتخصص في شؤون القرن الافريقي الا أن اسمرا والخرطوم تمضي الخطوات بينهما نحو تطبيع على الطرفين دفع استحقاقته وابرزها تحجيم الخرطوم لنشاط المعارضة الاريترية. وفي الرابع من يوليو الجاري حملت الصحافة خبرا مفادة ان السلطات في الخرطوم رفضت طلبا لثلاثة تنظيمات ارترية معارضة عقد مؤتمر لها في الخرطوم. لكن حسن علي اسد القيادي بالتحالف الديمقراطي الاريتري قال للصحافة عبر الهاتف امس لم يصلنا حتى الان اخطار رسمي وتفيد معلومات الصحافة ان اللجنة التحضيرية لملتقى الحوار الوطني الاريتري المعارضة قرر أن يكون مؤتمره المحدد توقيته بالثالث والعشرين من يوليو بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا الذي سيرفع من درجة التوتر بين ارتريا واثيوبيا . ومما يرشح العلاقات السودانية الاثيوبية الى تطورات غير مبشرة نجاح الخرطوم في جمع الفرقاء الصوماليين وردة الفعل الاثيوبي وخاصة أن اثيوبيا بحسب يس محمد عبد الله ان الصومال هي منطقة استراتيجية بالنسبة لاثيوبيا منذ هيلاسلاسي مروراً بمنقستو قم مليس ولذ لن يقبل الاثيوبيين تسوية في الصومال بعيدة عنهم واذا اخذنا في الاعتبار ان اثيوبيا تتهم اريتريا بتسليح المحاكم الاسلامية في الصومال بعد أنباء عن شحنات اسلحة حملتها ثلاث طائرات نقل اريترية وستة زوارق بحرية في مارس ومايو 2005 واتهام دول غربية لاريتريا بخرق حظر السلاح المفروض على الصومال منذ 1992. اذن المنغصات كثيرة في المثلث غير أن يس يقول ان ما يحدث في هذا المثلث مشابه لما كان سابقاً بين مصر والسودان واثيوبيا معه الباحث عثمان محمد نور بمركز دراسات القرن الافريقي في مقال نشره على موقع الانترنت بقوله ان السوان لن يستطيع اقامة علاقة مستقرة مع البلدين في وقت واحد عند يس تفسير هذا ان الصراع بني الجارتين اخذ طابع العنف وحكومة التقراي في اديس رغم ان الاعتراف باريتريا يحسب لها الا ان المعارضة الاثيوبية تهدد دوما في حالة عدم استعادة ميناء عصب ان تعود اريتريا بالكامل لحظيرة اثيوبيا ويمضي قائلاً ان الاعتراف باريتريا يمكن أن يعين في انفتاح اثيوبيا الذي يصفها بانها غير الانغلاق الجغرافي تعاني من ذهنية عزلة لانها دولة نتيجة الحروب في القرن التاسع عشر ويقول ان ملفات شائكة تحفل بها العلاقات السودانية الاثيوبية بسبب التقاطعات الاقليمية والمر يزداد تعقيد اذا اخذنا ما قاله الدكتور صلاح بندر في الصحافة مارس 2004 بان الولايات المتحدة تريد ربط منطقة القرن الافريقي باسواقها عبر انشاء سوق مشتركة في المنطقة وتريد شريكا استراتيجيا في المنطقة مما يجعلنا نثير سؤالاً هل ما بين الجارتين سباق نحو هذه الشراكة ولكن يس يرى ان هذه الشراكة ليست مطروحة الان ولكن في المستقبل رغم انه يرى فرص السودان اكبر لموقعه الجغرافي واطلالته على البحر الاحمر لثماني دول في مقابل اثيوبيا التي تجاور اربعة فقط. ويبقى مثلث العلاقة بين البلدين الثلاث مفتوحاً على كل الاحتمالات وخاصة ان في الملعب لاعبون يعيدون عنه جغرافيا تقريرهم المصالح في هذه المنطقة مع وجود اطماع دولية في كل من السودان والصومال بناء على تقرير اعده البنك الدولي في عام 1993م عن الثروات البترولية في الساحل الغربي للبحر الاحمر والتي اكدت وجود شواهد بترولية ضخمة في السودان والصومال . كما أن حلف صنعاء بدا في التفكك بعد التحسن بين السودان واريتريا وما حدث بعد ان عدل علي عبد الله صالح عن عدم الترشح لرئاسة اليمن فقد كان اول من هاتفه مهنئا غريمه السابق السياسي افورقي وامس انهى صالح زيارة لاسمرا قادماً اليها من طرابلس ومنها اتجه الى السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى