مقالات

كلمة إرتريا : واشنطن وأسمرا .. وسؤال البديل*

26-Jan-2008

المركز

تكررت في الآونة الأخيرة لقاءات قيادات المعارضة الإرترية مع مسئولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية وكان آخرها لقاء وزير الدفاع الإرتري الأسبق ورئيس الحزب الديمقراطي المعارض مسفن حقوص، في الرابع عشر من يناير الجاري، مع مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية جينداي فرايز التي تبدي إهتماماً ملحوظاً بمنطقة القرن الإفريقي وبالدور الإرتري الذي وصفته في أكثر من مقابلة بأنه مصدر لعدم الإستقرار في المنطقة .

ومع كل لقاء تبرز على السطح أسئلة عن حقيقة الموقف الأمريكي تجاه ما يدور في منطقة القرن الإفريقي خاصة بعد حالة الفوضى التي ضربت بأطنابها في الصومال عقب سقوط المحاكم الإسلامية وتدخل إثيوبيا عسكرياً لمساندة الحكومة الصومالية الإنتقالية بدعم أمريكي بينما تنطلق المعارضة الصومالية التي تمثل المحاكم العمود الفقري لها من إرتريا و توفر لها الأخيرة التدريب والتسليح والمقر .النظام الإرتري ظل يوجه انتقادات قاسية للإدارة الأمريكية ويصفها بالهيمنة والاستبداد كلما سنحت الفرصة لرئيسها للظهور في وسائل الإعلام المحلية والعالمية وينحي عليها باللائمة في تأخير ترسيم الحدود الإرترية الإثيوبية ويصفها بالمنحازة إلى إثيوبيا ، ليس هذا فحسب بل امتدت الانتقادات لتطال فرايزر التي وصفها بالدبلوماسية عديمة الخبرة وإنه كان يناضل من أجل الديمقراطية منذ أن كانت مراحل التعليم العام .ورغم هذا التلاسن الذي يبرز على وسائل الإعلام إلا أن الموقف الأمريكي تجاه إرتريا يتسم بالغموض وذلك من جهة عدم قيامها بأي خطوة تحسب لصالح دعمها لإسقاط النظام القائم والإنحياز للمعارضة الإرترية. ويرى عدد من المراقبين إن الإدارة الأمريكية بالرغم من علاقتها المأزومة مع إريتريا إلا أنها ما زالت مترددة حيال إتخاذ خطوات عملية لإسقاط النظام الإيتري وذلك لأن أفورقي لم يقم بالإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة بل ظل يقدم خدماته لصالح الأجندة الأمريكية خاصة إبان الحرب مع العراق ، السبب الثاني إن قضية إعداد البديل المناسب تظل نقطة محورية في الموقف الأمريكي تجاه القضية وحسب مصادر إعلامية إبان زيارة كوندليزا رايس إلى اثيوبيا فإن رايس ناقشت مع زيناوي مدى قدرة المعارضة الإريترية لتكون البديل إذا لم يتيسر احتواء النظام الإريتري.وتأسيساً على ذلك فإن الإدارة الأمريكية بالرغم من انتهاجها لسياسة الفوضى الخلاقة في الصومال ،يبدو أنها غير موافقة على ذات السيناريو في إرتريا خاصة إذا سقط النظام في ظل عدم جاهزية البديل الذي تمثله قوى المعارضة التي تتخذ من إثيوبيا مقراً والتي ما زالت غارقة في شبر خلافاتها ومازال إحساسها بعامل الزمن ضعيفاً ، أو عدم نضج البديل الداخلي الذي يتوقع أن يكون على رأسه أحد أقطاب النظام الحالي وهو ما تناوله عدد من المحللين ، فإن سقوط النظام في هكذا وضع يؤدي إلى تكرار سيناريو الفوضى الذي يحدث في الصومال بما يضر بالمصالح الأمريكية . مهما يكن من أمر فإن على المعارضة عدم إهدار الفرصة الأخيرة التي سنحت في الأفق في إجتماع التنظيمات الأخير الذي قرر عقد مؤتمر جامع للمعارضة في مارس القادم للخروج بمظلة جامعة تستطيع من خلالها إقناع واشنطن ، التي تعتبر عاملاً أساسياً في التغيير، بأنها يمكن أن تلعب دور البديل .*نشر في صفحة رسالة إرتريا التي يصرها المركز ضمن صفحات جريدة الوطن السودانية 25 يناير2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى