مقالات

وقــــفــــة تــــأمـــــل ؟مــع المــوقــف الأوروبـــي الأميـــركي الموحد لبسط الديـــمقراطية في القرن الإفريقي وأرتريا

15-Nov-2009

المركز

*لاأحد يدري لماذا يكلف الأوربيون والأمريكيون أنفسهم عناء العمل المشترك لخلق سياسة أوروبية أميركية مشتركة هدفها إيجاد أنجع السبل وأيسرها لفرض الهيمنة علي شعوب القرن الإفريقي عبر إجراء حوارات منفردة مع الناشطين الحقوقيين ومع أجزاء من منظمات المجتمع المدني الارترية المتواجدة في المهجر الأوروبي والأميركي ونخب من الأكاديميين الأرتريين أصحاب الميول الليبرالية*

* الهدف المعلن هو العمل لإنقاذ القرن الإفريقي من محنه المزمنة ومحاولة التقريب بين أطرافه المتناحرة في الصومال والمتنافرة في ارتريا والسودان حيث تناولت الأقلام والأفواه هذه الأيام أخبار اللقاءات التي تجري في بر وكسل بين مؤيد ومعارض ومشكك ومتحفظلما يجري وقد يكون للكثيرين دوافعهم في مواقفهم تلك وأكثر مايخيف المتابع للشأن الارتري أن يذهب صوت الاعتراض والتشكيك ولا يبقي منه إلا صدي يغيب شيئا فشيئا في لجة اختلاف قوي المعارضة وانقسامها علي نفسها وعلي اللاعبين الجدد في منظمات المجتمع المدني الارترية والناشطين الحقوقيين والأكاديميين الليبراليين تقويم الذات وتقويم المرحلة والقوي الفاعلة فيها وهذا يعتبر ركيزة أساسية لنجاح مسعى منظمات المجتمع المدني في التغيير المرجو لإرتريا ودول القرن الإفريقي أما الركون إلي الشعارات الكبرى التي يرفعها الأوروبيين والأميركيين قد لاستجدي إلي إلا الملامة والحسرة المسعى الأوروبي الأميركي في الوقت الراهن قد يكون الفرصة الملائمة لإحداث تغيير حقيقي وديمقراطي وبأدوات ديمقراطية حقيقية هي منظمات المجتمع المدني المهتمة بالنشاطات الحقوقية يكون المرء متفائلا أكثر إذا ماقارن أحداث السنين العجاف السابقة وما أفرزته القوي المسيطرة علي مسيرة الأحداث وعلي المستويينمن هو في سدة الحكم أوفي جبهة المعارضة من بؤس شمولي لكل مفاصل الحراك في الجسد الإرتري سياسيا، واقتصاديا ،واجتماعيا ، هذا البؤس عكس بدوره وعيا شعبيا برفض معظم أشكال الخطاب السائد والسلوكيات المنحرفة التي رافقت ومازالت سمةمن سمات الدولة الإرترية المنقطعة عن جذور و حقائق التأريخ والجغرافيا والوعي السائد في شكل ومضمون الشخصية الأرترية التي رافقت النضال الإرتري من بداياته الأولي. أما الوعي الرديف والذي يتمثل في الحراك السياسي داخل منظمات المجتمع المدني الإرترية في المهجر الأوروبي والأميركي لازال جنينا وقاصرا عن رؤية الحقائق ومسارات الخلاص في لجة وتسارع الأحداث الصادمة والمشوشة بديموغوجية سيادة الخطاب الديمقراطي ظاهرا وحماية المصالح الأمريكية والغربية باطنا والحامل أساسا لوعد مضلل والمستقطب عناصره بشكل انتقائي مستفيدا من حالة البؤس والخوف والجوع وانعدام الأمان الذي يعصف بالمنطقة لتكون الفئة المختارة ممثلة له ولمصالحه في الشراكة المرتقبة وزعماء هذه الفئة همالأسياد والمستفيدون من حالة الاستقراروتنمية الديمقراطية مهمة منظمات المجتمع المدني المدعوة لحضور مؤتمر بروكسل هي العمل لتعميق الوعي الرافض لأشكال الهيمنة الطائفية أو العرقية أو الإقليمية وللوصول الي هذا الهدف لابد وأن يتخلي مسئولي منظمات المجتمع وناشطي حقوق الإنسان من الانبطاح والتملق بالقوي الماسكة لزمام الصراع في المنطقة وعالميا وأن تشذب نفسها من أدران الالتصاق والتماهي والرقص علي موسيقي وإيقاعات الآخرين وأن تظهر نفسها بشكلها الناصع علها تجد ثقة القواعد بها ثابتة غير مهترئة وهي مهمة ليست بالسهلة بعد أن أضاع المجتمع المدني الارتري الكثير من مميزات قوي التغيير باختلاط الأمور فيه وبالمشاركة الفعالة بوعي مغيب أو سعي وراء المكاسب الشخصية أو الطائفية المؤقتة إذا وقبل الشروع في طرح شعار التغيير عبر منظمات المجتمع المدني والمدعومة من بروكسل وواشنطون لابد من وقفة صادقة مع الذات لاستعادة ذاكرة الأخطاء التي أودت بالدولة الارترية إلي ما آلت إليه الأمور في سنوات الحكم غير الديمقراطي وقفة تحقق لها كينونة متمايزة تفصل هذه القوي عن نقائضها الفكرية والسياسية لتسهيل وضوح الرؤيا علي قواعدها وفرز مواقعها أمام الجماهير وبدون هذا الفرز لن تكون هناك ثقة وبالتالي يفقد مشروع التغيير عالي السقف والمتدلي من قبة البرلمان الأوروبي مصداقيته فلابد من تحليل الواقع ونقده بالأدوات الفكرية والعلمية لهذه القوي وبصوت واضح ومسموع دون خجل ولا وجل وبلا تحفظ بحجة الرؤية الواقعية لموازين القوة وهي أخطاء وقعت عليه سابقاالقوي الوطنية المؤمنة بالتغيير من الداخل فضاعت هويتها أو تلونت بألوان نقيضهم فانقلبوا خاسرين , فاستعادة الذات وإبرازها أولوية ومهمة مستعجلة لقوي التغيير الديمقراطي من منظمات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين قبل أن تطرح هذه القوى نفسها فرسالرهان القادم للإنقاذ لابد من أن توضح نفسها للمراهنين وتقوض وعيهم الذي غيبته قوي الظلام والطائفية من ضيق الرؤيا للمصلحة الإقليمية والطائفية إلي العمل لمشروع تحالف وطني شامل للتغيير الديمقراطي دون الدخول في طوباوية خدمة المصالح الأجنبية. وكتبها ـ ياسيـــن إدريــــسكاتب مستـــــقل14-11-2009*–ياسينidris4231@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى