مفاتيح :منظمات المجتمع المدني الإريتري .. هل من دور ؟؟( 1من 2 ) :جمال همد
21-Aug-2010
المركز
(تبدأ مصادرة حرية الأمم بمصادرةحقها في التعبير ) ـــ بنيامين فرانكلين ــكنت أكثر المتفائلين للدور الذي يمكن ان تلعبه (منظمات المجتمع المدني الإريترية) وأشرت في اكثر من مرة لحظوظها ، وذهب بي التفاؤل بعيد في راسم صورة وردية لدورها ، دون ان اغفل أ و اتناسى الظروف التي تحيط بهذه المنظمات وقدرات القائمين عليها .. الخ . كما لم اغفل إمكانية تغول الأحزاب والحركات المعارضة على هذا الدور كما يفعل تماما النظام القائم في اسمرا !.
وقبل الولوج في لب موضوع الحلقتين احب ان اشير إلى نقطة مهمة تعطي مؤشرا لماهية هذه المنظمات فالكثير من هذه المنظمات خاصة تلك التي تاسست في دول الغرب يقوم على رأسها نفر ممن شاركوا في حرب التحرير ، وقطعا الكثير منهم يحمل خصومات تلك المرحلة وغبار معاركها مما ينعكس سلبا على عمله وسبل عمله وطرائق استقطابه ، وعلائقه مع الآخر.مثل عام 2008 م أ ول ظهور شبه منظم لهذه المنظمات في المؤتمر التوحيدي لتحالف المعارضة والى آخر مشاركة لها في ( ملتقى الحوار ) والذي انتهت إعماله في الثامن من الشهر الجاري … تجربة نستحق الرصد واستخلاص الدروس حتى ينمو المجتمع المدني الإريتري بعيدا عن تغولات الساسة.ومن خلال رصد أشتراك ما سمي منظمات المجتمع المدني في الملتقى نلاحظ الآتي :1/ اشترك اعدد كبيرة من قيادات وكوادر الفصائل والأحزاب والحركات في الملتقى تحت يافطة منظمات فئوية او مدنية وشمل ذلك ( اللاجئين .. الكتاب والصحفيين والمرأة والشباب والمركز البحثية .. الخ ).وظهر الأمر جليا عندما طلب من كل تلك الفيئات تسمية ممثليها في المفوضية التي كونها الملتقى . وتم تدارك الأمر ليتم سحب هؤلاء بعد ان كانوا ممثلين للمجتمع المدني بالمفهوم الإريتري . مما يشكك في صحة تمثيلهم وبالتالي ينسف الكثير من الأسس التي انبنى عليها الملتقى من حيث الحضور والتمثيل ! .2/ ان الكثير من هذه المنظمات المستقلة وكذلك الكتاب والصحفيين قد انخرطوا مبكرا في الصراع المحموم بين مكونات التحالف مما أفقدهم القدرة على الحياد وتقديم النصح وهذا يتناقض والدور الذي يفترض ان يلعبوه ، لذلك نحتاج جميعا للمراجعة ، حتى يتثنى لنا تأسيس إتحاد على أسس صحيحة تبعد عنا المتغولين على المهنة والهيمنة السياسية من قبل التنظيمات والأحزاب .3/ بعض هذه الجهات المستقلة استخدمت من حيث تدري ولا تدري ! كغطاء للمنظمات التي تتبع للتنظيمات والأحزاب والفصائل وأعطتها شرعية الإستقلالية التي لاتدعيها ولم تطمح اليها اصلا .والكثير من الملاحظات التي يمكن سوقها في هذا المجال ولكن لنكتفي بذلك ونقول : ان من حق الأحزاب والفصائل ان تكون روافد خاصة بها وكانت في السابق تسمى منظمات جماهيرية تتبع مباشرة التنظيم ولكن ليس من حقها فرض هذه المنظمات وتقديمها كأجسام مستقلة وتزاحم المنظمات والأفراد المستقلين فعليا ، ويمكن الاشارة هنا دون مواربة ان المنظمات التي أشتركت من السودان ودون إستثناء جهات تابعة لفصائل معارضة بل وان جلهم له صفة قيادية وكذلك الامر عند رجال الدين الإسلامي ( هيئة علماء ريتريا ) . ومما يذكر هنا ان واحدة ممن سمي بمنظمات المجتمع المدني وشارك بهذه الصفة سحب مشاركته وسجل نفسه في اليوم الثالث كتنظيم !. وهذا خلل كبير يجب ان يتدارك حتى لايختلط الحابل بالنابل . ….. ونواصل .