حوارات

أوراق مطويّة عن الثّورة الإرترية – الحلقة الرابعة . حاوره عبدالقادر بكري حمدان.

1-Jun-2018

عدوليس ـ نقلا عن

المرحلة الأولى من القتال: اربعة فصائل من بين الستة أصبحت من الناحية الفعلية تحت امرة الشهيد ابراهيم عافى وفصيلتين تمتوزيعها بين أعضاء قيادة قوات التحرير والمهمات الادارية.. تمكن الشهيد عافى من شغل القوات بالعمليات العسكرية الموجعه للعدو.. بعد أن تمكن من السيطرة على الطريق الاستراتيجي بين مصوع وأسمره.. وكانت القوات تقوم بعمليتين على الاقل في كل شهر، احراق سيارات الوقود، الهجوم على مواقع الحراسة في طرقات نصف الكبارى، تعطيل خطوط الاتصالات بين معسكرات الجيش.. تلك العمليات كان لها الأثر الطيب في رفع معنويات الجنود، كما أدت إلى تقليص الأحقاد بين أطراف الصراع، حيث رفض جنود القيادة العامة أوامر قيادتهم لتعقب قوات التحرير الشعبية، بل بالعكس بدأ بعد تلك العمليات تشهد عودة الجنود الذين ابتعدوا من قوات التحرير نتيجة الخلافات بين أفراد القيادة إلى قواتهم كما شهدت المرحلة الهدوء والابتعاد عن المشاكل.. وهنا توقع الشهيد عافى أن اسياس أفورقي لم يتمكن في ظل تلك الظروف من تنفيذ برنامجه على الأقل في تلك الفترة كما خطط له أو كما أراده أن يكون.. الاستيلاء على قوات التحرير الشعبية واللعب على ورقة التناقدات…

المرحلة الثانية من الصراع:
قيادة قوات التحرير أو الأصح جناح المناضل رمضان محمد نور كان يراقب الموقف من بعيد وبقى على اتصال مع اسياس أفورقي، كما رابط المناضل محمد على عمرو في شعب بعد أن فتح فيها فصلاً لتدريب الكادر على برنامج أو نظرية فرانز فانون.. لم يستسلم أو يعترف أحداً بالأخطاء من الاجنحة التي بدأت تظهر في الساحة في بداية عام 1970م، بل الكل ظل يمارس نشاطه حسب قناعته وأصبح أسياس يستفيد من التناقضات بين الاجنحة التى خلت لها الساحة بعد انشغال الشهيد ابراهيم عافى بالمعارك ومعه الاغلبية العظمى من جنود قوات التحرير الشعبية.. ثلاثة أشهر من العمليات العسكرية المتواصلة لقوات التحرير الشعبية كانت كفيلة بأن تخلق جواً يسوده التفاؤل بالمستقبل والتقارب بين الفرقاء قوات ت التحرير مع بقية فصائل الثورة.. ولكن طموح البعض داخل قوات التحرير وبالتحديد طموح هؤلاء الكوادر الذين حملوا الراية (الماوية) وناضلوا من أجل إفشال أي تقارب أو لقاء بين من أطلقو عليهم بالقوة الرجعية وبينهم هذا الهاجس الخطير الذي كان ينخر في عظام المناضلين والتنظيم في آن واحد ومقاومته لم تكن بالأمر السهل..
وبالتاكيد سيبرز أمامنا سؤالاً محدداً هو.. ما هي الخطوات العملية التى بذلها الجنود لمنع هذا الخطر من التفشي داخل قوات التحرير الشعبية… والا أعتقد من أنني أو غيري ممن شاركوا في تلك المرحلة يمكنهم اعطاء الاجابات المحددة على هذا السؤال…
تعود الجهد الأولى لمعالجة أخطاء القيادة العسكرية لقوات التحرير الشعبية لعام 1971م كما أشرت إليها في الحلقة الثانية، ففي نفس العام دعت الكوادر العسكرية من داخل قوات التحرير الشعبية إلى اجتماع لمنع القيادة من إطلاق يد اسياس أفورقي في عملية التجنيد.. ولكن حجة العناصر المناصرة لخط أفورقي كانت تستند على المخاوف مما أطلقوا عليه الخطر المشترك من القيادة العامة.. واتخاذ ذلك المؤتمر قرارات التصعيد والذي كان من أخطرها القرار الخاص بتصفية قوات التحرير الشعبية وقوات التحريرالاريترية عوبل.. مما اعتبرته القيادة العسكرية لقوات التحرير اعلانا من قبل القيادة العامة للحرب الأهلية.. هذا الاعلان غطى على أخطاء قيادة قوات التحرير ونسف جسور التواصل بين جنود قوات التحرير الشعبية وبقية الفصائل في الساحة الاريترية..
هنا أصبح هاجس الجميع في قوات التحري الشعبية من القمة إلى القاعدة ايجاد خطة بموجبها يتم تجنيد أكبر عدد ممكن لمواجهة هذا التحدى.. كما عاد اسياس أفورقي من جديد وهذه المرة بشروط جديدة.. طلب أن يتصل بالشهيد عثمان سبى ليبحث معه قضية التسليح وضمانات من القيادة السياسية تجعل المسيحيين شركاء وليس أتباع لقوات التحرير الشعبي.. وكان في هذه الاثناء يدرك جيداً من أن العناصر اليسارية داخل قوات التحرير الشعبية.. لا تملك شيئا يمكن تقديمه لمجموعة اسياس في هذا الجانب سوى تسخين الصراع من الناحية الايدولوجية.. كما كان يعلم أيضا من إقناع شباب المرتفعات من قبل قيادة التنظيم يعد أمراً مستحيلاً دون إعطاء أمراء الحزب الطائفي (الإريتريين من أجل التحرير) في الخارج الضؤ الأخضر للماليين لهم داخل الجيش الاثيوبي (قوات الكمندوس) هنا يمكنني الاجتهاد في إعطاء بعض الاجوبة على الاسئلة المحددة..
للمرة الثانية وضعت القيادة العسكرية لقوات التحرير الجنود اما خيارين لا ثالث لهما الخيار الأول اطلاق يد اسياس أفورقي لمواجهة قوات التحرير الشعبية حملة القيادة العامة بشروطه الواضحة.. أو الاستسلام بإلغاء السلاح والتوجه إلى السودان أو الصمود والمواجهة بهذه الشروط… من هذا اليوم حسمت المعركة بين الاجنحة داخل قوات التحرير الشعبية وأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة…
لأسياس أفورقي والمجموعة اليسارية.. لا تعني هذه الاجابة هي الصحيحة قد تكون هناك أجوبة أخرى من وجهة نظر لا تتفق مع هذا الرأي.. ولا ننسى من أن هذا الحل لم يمر بسهولة الكلام ظلت المعارضة للاتفاقية بين القيادة واسياس افورقي في كثير من جوانبها باقية كما أدت الاتفاقية الثانية إلى انسحاب العديد من كوادر القوات الشعبية من الساحة.. ولكن في النهاية قد نجح الشهيد ابراهيم عافى في توحيد قوات التحرير الشعبية كقوة واحدة ثم تبنى شعار الوحدة الوطنية عبر الحوار الديمقراطي للوصول إلى اتفاق وحل الخلافات الداخلية.. ومن أجل تقليص خطر برنامج بناء القوة الطائفية تمكنت العناصر الوطنية داخل قوات التحرير الشعبية من التعجيل بلم الشمل في اطار الممكن باللقاء مع مجموعة عوبل واعلان وحدة فورية معها..
في الحلقة القادمة سنتناول الظروف الصعبة التي مرت بها قوات التحرير الشعبية بعد اندلاع الحرب الأهلية في عام 1972م وعن نشاط مجموعة افورقي داخل التنظيم ودورها المشبوه في صب الزيت في النار.. كما ستتضمن عمليات الاغتيالات التي قامت بها العناصر الطائفية لتصعيد الحرب الأهلية بين الفصائل المتحاربة..إلى اللقاء في الحلقة القادمة…
ــــــــــــــــــــــ
من المحرر : كما الحال مع الحلقات الثلاثة الماضية لم نعالج اللغةأو نصحح الأخطاء الأملائية وغيرها.ولنا عودة لذلك في نهاية الحلقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى