حوارات

بعد زيارته على رأس قافلة صحية .. ” أنجابا ” : المعسكرات مقبلة على مجاعة !

25-Jan-2016

عدوليس ـ ملبورن

بمبادرة من المنتدى الإريتري للتغيير وبدعم من عدد من الأفراد في بعض الجاليات الإريترية في بعض بلدان المهجر تم تسيير قافلة طبية توعوية لمعسكرات اللجوء الإريتري في شرق السودان أستمرت لعشرة أيام. القافلة التي استقبلت بترحاب واسع من الجهات الطبية والسكان قدمت خدماتها لحوالي ( 5500) حالة بين متوسطة وخفيفة وحالات مزمنة بجانب تقديم العون لذوي الاحتياجات الخاصة (عدوليس ) تواصلت مع الأستاذ محمد امان أنجبا المشرف على القافلة وكانت الحصيلة :

/ من خلال الجولة التي شملت أكثر من 5 معسكرات هل كان الوقت كافي لرصد الأمراض التي تنتشر في هذه المعسكرات ؟* اذا نظرنا الى القوافل السابقة التى كان تقيمها الاتحادات والروابط الطلابية نجد ان الجانب الصحى هو واحد من أنشطة القافلة ، والوقت المتاح له ضمن برامج القوافل لا يتعدى نصف اليوم او يوم واحد بالكثير وايضا الادوية التى كانت تحملها تلك القوافل كانت تنفد فى وقت مبكر او يسدل الستار علي اليوم الصحى بانتهاء الادوية ولا تستطيع القافلة ان تغطى معظم إحتياجات المعسكرات. فى هذه القافلة استفدنا من تلك التجارب وقمنا بوضع خطة مسبقة واعددنا برنامجا صحيا متكاملا وهذا لا يعنى ان القافلة طبية وتوعوية .وهذا ساعدنا فى رصد معظم الحالات ان لم نقل مجملها ،ن واعتقد الوقت الذى خصصناه لكل معسكر كافى جدا اي يومين لكل معسكر ما عدا معسكرات الشجراب الذى مكثنا فيه ثلاثة ايام لكثرة التعداد السكانى وايضا ينقسم المعسكر الى ثلاثة معسكرات.بالتاكيد عملية الرصد تمت بنجاح وذلك بالتعاون مع كل الجهات المعنية بتلك المعسكرات اى من المستشفيات وادارتها واللجان الشعبية مما سهل علينا التنظيم واستقلال الوقت والوصول لاكبر قدر من المستهدفين بجانب التنسيق والتنظيم جعلنا نصل لاكبر قدر من المعاقيين فى منازلهم اى الذين لايستطيع الوصول الينا فى مركز القافلة. 2/ المراكز الطبية المتواجدة في هذه المعسكرات من الذي يشرف عليها وأرجو ان ترسم لنا صوره عامة لأوضاعها ؟* الخدمات الصحية فى معسكرات اللاجئين بالسودان تم توزيع ادارتها بين مؤسستين رئيسيتين وتعملان بالتنسيق مع الامم المتحدة والجهات المعنية بالجانب الصحى وهما :الهلال الاحمر السودانى وهيئة الاعمال الخيرية بالسودان ( الامارتية )اما عن المراكز الصحية فى تلك المعسكرات مستشفى فى كل معسكر وتشرف عليه تلك المؤسسات التى اشرت اليها انفا وللاسف ان تلك المسشتفيات تفتقد لابسط المقومات التى تشير الى وجود مركز صحى ناهيك عن مسمى مستشفى . اما الخدمات التى تقدمها تلك المراكز فتكاد تنعدم احيانا وتتفاوت من معسكر لاخر وايضا تلك المراكز تعانى من نقص كبير فى المعامل والمعدات الطبية وايضا الكادر الطبي ، مما يؤدى فى معظم الحالات التى تحويل المرضى الى بعض المستشفيات فى مدن كسلا وخشم القربة وغيرهما وللاسف تلك المستشفيات تعانى من ذات النقص فى حد ذاتها فكيف لها ان تستقبل حالات تحتاج الى تدخل جراحى او الفحص عبر اجهزة متقدمة مما تساعد فى التشخيص المبكر والسريع !ثم ياتى العبئ المادي على المريض المحول الذي لا يستطيع مقابلة تكاليف علاجه ، مما يدفع المريض الى العزوف عن العلاج وان كانت حالته مستعصية وصحته متدهورة فكثير من الحالات التى كنا نلتقى بها كنا نسالهم عن كشف سابق او مقابلة اخصائي او الذهاب الى مستشفيات خارج المعسكر فكانت الاجابات تختصر فى كلمة لا ، اي لم انه لم يخرج من منزل حتى ناهيك عن مقابلة اخصائي او السفر خارج المعسكر !!. لقد تحدثت مع بعض الاطباء ومديري تلك المستشفيات مستفسرا عن الدعم الصحي لتلك المراكز وامكانية توفير الدواء مجانا للاجئ ؟؟ فكانت الإجابة ان هذه المستشفيات نفسها تعاني من شح الإمكانيات والأودات الصحية وسيارات الإسعاف. 3/ كمراكز إيواء ومعسكرات لجوء هل تتلقى السكان فيها الدعم اللازم من الأمم المتحدة .. ومن هي النظمات الدولية التي تقدم العون لهذه المعسكرات؟* هناك دعم رمزي لا يثمن ولا يغني من جوع !! ولا يرتقي ان نسميه دعم مقابل حاجة الناس فى تلك المعسكرات فالسودان بصورة عامة يتسم بغلاء الاسعار وضعف دخل الفرد !!! فكيف يكون حالة الانسان اللاجيء الاريترى المحاصر فى تلك المعسكرات ولا يسمح له بالخروج الا عبر تصريح مرور.. وليس هناك فرص عمل متاحه لهم ولا يوجد مصادر دخل وهناك بعض العجزة والارامل لا يستطيعون ممارسة حرفة الزراعة التى تعد مصدر دخل رئيسي ومتاح لبعض اللاجئين المقتدرين وايضا فى بعض الاحيان المواسم الزراعية تعاني من ضعف المردود أو ينعدم فيه الانتاج مما ينعكس على اللاجيء وحياته اليومية وذلك لقلة هطول الامطار!.الواقع الوضع سيء للغاية ، وحقا اذا كنت تمتلك قلبا رقيقا فلن تستطيع ان تتجول فى شوارع تلك المعسكرات ناهيك عن دخول البيوت والاطلاع على واقع الحياة من خلال الاحتكاك المباشر. فان الموسم فى هذا العام كان ضعيفا جدا قل فيه الانتاج ويكاد ينعدم وذلك بسبب عدم هطول الامطار ادى الى وجود فجوة غذائية مما ينذر بمجاعة فى تلك المعسكرات فى الشهور القادمة ان لم تقوم الجهات المعنية بتقديم الدعم والمساعدة للاجئين بصورة عاجلة وتدخل سريع.اما بخصوص الجهات المعنية التى تقوم بدعم اللاجئين هناك منظمات عديدة تقوم بالدعم المحدود للاجئين الارتريين وهى عدة منظمات وتعمل فى شراكة وتنسيق وتقسيم العمل فيما بينهم .فعلى سبيل المثال لا الحصر : منظمة كور ومنظمة اليونسيف ومنظمة الهلال الاحمر العالمية ( السودان ) ومنظمات اخرى لا استحضر اسمها فى الوقت الراهن 4/ ماذا عن الأمن في المعسكر ؟لا ادرى ماذا تقصد بالامن فى المعسكرات ؟؟ هل تقصد حماية اللاجئين من الاختطاف الذى يتم من قبل النظام الاريترى وعصابات الاتجار بالبشرى على حد سواء ؟ ام الوضع الامنى من حيث التعقيد وصعوبة الدخول الى تلك المعسكرات ؟؟لاباس ممكن اجيب على السؤال من الناحيتين :* ليس هناك خوف لهذه الدرجة داخل المعسكرات ، وقد كنا نسمع روايات احيانا تجعلنى نتخوف على انفسنا من الذهاب الى تلك المعسكرات ، وهناك اشاعات يحاول النظام يرعب بها الهاربين من جحيمه ويبثها وسط اللاجئين بإستباحة تلك المعسكرات وان يده العليا فيها ويسطيع ان يفعل ما بوسعه فيها !!! لاشك هناك تنسيق وتعاون تام بين اجهزة النظام والعصابات التى تتاجر بالبشر فى شرق السودان والهدف من ذلك بث الرعب فى أوساط الهاربين من جحيمه و ايضا الكسب المادي الذى يتيح الثراء السريع للمسؤولين والقائمين على مفاصل الدولة الاريترية ولاسيما هناك ازمات تحاصر النظام الاريترى وتخنقه ، وربما فى السابق كانت هناك حالات اختطافات من قبل عصابات الرشايدة من تلك المعسكرات الا انه وفي الاوانة الاخيرة تقلصت تلك العصابات وانحصرت فى اماكن محددة وربما تكون المعسكرات فى وضع آمن وذلك بتضافر الجهود والتنسيق بين جميع الدوائر الامنية للسلطات المحلية والهيئات الانسانية العالمية والمحلية التى تسعى لمحاربة ومحاصرة ظاهرة الاتجار بالبشر . اما ما يخص الدخول الى تلك المعسكرات اعتقد الوضع ليس كما يصوره البعض ! نحن فى القافلة الطبية لم تواجهنا اى صعوبة او مشاكل أمنية لقد قمنا بمخاطبة الجهات الرسمية واستصدار التصاريح اللازمة من اجل تنفيذ القافلة وحقا لمسنا من الجهات الرسمية على نطاق المركز والوليات معاملة حسنة وتعاون ممتاز مما ترك اثر طيب على نفوسنا كاعضاء للقافلة الطبية ولم تواجهنا اى مشكلات او صعوبات تذكر من الناحية الأمنية او تحديات تهدد استمرار القافلة وكانت االأجهزة الأمنية السودانية حاضرة فى تلك المعسكرات لتأمين وتسهيل مهمة تنفيذ القافلة الطبية ، اعتقد ليس هناك اى مشكلة اذا اراد احد ان ينفذ اى برنامج صحى او ثقافى او اغاثى إذا كانت الاجراءات سليمة وصحيحة وتم التنسيق مع الجهات المعنية مسبقا. 5/ كيف نبعت فكرة القافلة وكيف تم جمع الأموال؟* الحديث عن فكرة القافلة والمراحل التى مرت بها كثيرة وكادت فى بعض الاحيان تتعرض الفكرة للاجهاض ولكن بعزيمة وصمود ادارة المنتدى الاريترى للتغيير استطعنا ان نمضى بالمسيرة ونصل بها الى نهايتها . وانتقلنا بها من رحاب التنظير الى فضاء التطبيق.فان الفكرة نبعت من الشباب الاريترى فى احد االأمسيات بغرفة البالتوك اثناء الدردشة العامة التى كنا نحاول عبرها التفاكر والحوار وطرح الهموم المشتركة ، ثم بعد ذلك تبنت الفكرة إدارة المنتدى الاريترى للتغيير ، وتواصلت مع الدكتور خليفة صالح لكونه الامين العام للجمعية الطبية الإريتري وطلبت منه المشاركة في التحضير لامسية انسانية وقد عكس معاناة المرضى فى معسكرات اللاجئين الاريتريين بالسودان وقام بتنوير الحضور والاجابة على استفهاماتهم وعلى ضوء هذه الامسية قامت ادارة المنتدى بالطلب من الدكتور خليفة باعداد تصور للقافلة الطبية ووضع قوائم للادوية التى ستغطى هذه القافلة ، وبدوره مشكورا مشكورا قام بتنفيذ تلك المطالب ومن ثم قامت ادارة المنتدى بدعوة 25 جهة مدنية وسياسية اريترية لاجتماع مغلق من اجل خلق شراكة حقيقة وخلق جسر انسانى يمتد من المهجر وينتهى بمعسكرات اللاجئين بالسودان .وللأسف الشديد لم يستجب احد .شرعت ادارة المنتدى بالتحرك الجاد لتنفيذ القافلة وعقد لقاءات وندوات عبر جميع الوسائل والوسائط لحشد الرأي العام خلف الفكرة ومطالبة الجميع للتبرع ودفعها من اجل تقديم حبة الدواء . فقد بداءت الحملة فى استراليا بجمع بعض الأدوية بجهود فردية من قبل عضو المنتدى الاستاذ محمود جواي الا ان بسبب التعقيدات التى واجهتنا فى اجراءات الادوية وعملية التخليص والتخزين والترحيل الى السودان فلم ترى النور وسارعت ادارة المنتدى بتوجيه جميع الاخوة فى البحث عن مصادر مالية وبعد ان يتم جمع المال يتم شراء الادوية من السوق المحلى فى السودان ، وثم بعد ذلك قامت ادارة المنتدى بخلق قنوات تواصل مع جميع الاخوة والجاليات الاريترية فى المهجر وكانت هناك جهود فردية وجماعية وكان المبلغ المرصود حوالى 45 الف دولار امريكي قابل للزيادة وتم جمع المبلغ وكان حوالى 30 الف دولار امريكى عبر التبرعات الفردية والجماعية فى كلا من امريكا وكندا واستراليا واماكن اخرى ، وفى هذه السانحة اتقدم بالشكر الجزيل للاخوة فى المنظمة الكندية الاريترية ومنظمة (اراها الخيرية) فى امريكا والاستاذ جميل امان والاستاذة هناء ادم قندفل وجميع الجاليات لجهدهم وتفانيهم من اجل انجاح القافلة الطبية والانتقال بها من مربع التخطيط والتنظير والتصور الى مربع التطبيق والتنفيذ مما صارت واقعا حقيقا فى تلك معسكرات اللاجئين الارتريين فى السودان .. 6/ من هي المنظمات التي عملتم من خلالها ؟ ملاحظات عامة يمكنك ان تختم بها هذا الحوار* بالتاكيد ان لم تكون هناك منظمات محلية تسهل لنا عملية التنفيذ وتقوم بالاجراءات اللازمة لما كنا قد نفذنا القافلة الطبية فمن المستحيل كنا سنمضى فى الفكرة وتطبيقها على ارض الواقع.وعبر موقع عدوليس اتقدم بالشكر الجزيل للمنظمات التى ساعدتنا فى التنفيذ وكانت عصب هذه القافلة وعمودها الفقرى وهما : منظمة (اراها الخيرية ) و منظمة (التيسير الخيرية) والجمعية الطبية الاريترية وبفضل الله سبحانه وتعالى وفضل هذه المنظمات استطعنا ان نحقق الهدف الذي كنا نسعى ونعمل من اجله طيلة عامين كاملين. فى الختام لا يسعنى الا ان اشكر جميع الاخوة والاخوات الذين ساهموا فى دعم القافلة الطبية ماديا ومعنويا واقتطعوا من قوت يومهم ووقتهم وجهدهم وصبوا عرق جبينهم من اجل توفير حبة دواء لاخوانهم الارتريين فى معسكرات اللاجئين عبر جهود فردية وجماعية .. وايضا اشكر والتحية والتقدير لكل اعضاء وفريق القافلة الطبية الذين كانوا يسهرون ليلا ويرابطون على مدار اليوم من اجل ايصال حبة الدواء لكل المرضى ويعانقون المرضى ويتقطرون الما لالم اهلهم فى معسكرات اللاجئين وكانوا يلتحمون معهم ويخترقون احزانهم ويتقاسمون معهم المعاناة .. والشكر لكل انسان ساهم فى تذليل العقبات لهذه القافلة وسهلة لنا مهمة التنفيذ فى كل المعسكرات وشارك معنا بجهدهم وماله ووقته والشكر موصول لكل الجهات السودانية الرسمية التى تعاونت معنا وقدمت تسهيلات حتى نقوم بتنفيذها بشكل جيد فحقا هذا ديدن السودان واهله الطيبيين .. فلا غرابة فى هذه الاخلاق السمحة التى يتسم بها انسان السودان الاصيل …واشكر موقع عدوليس الذى كان سباقا فى نقل حدث القافلة الطبية عبر هذا الموقع المقاوم وهذا ما عهدناه من الاستاذ جمال همد وفريق موقع عدوليس فكان معنا على تواصل واتصال وتغطية القافلة من خلال وجودنا بمعسكرات اللاجئين بالسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى