مقالات

مفاتيح :وداعا مصارع الأهوال : جمال همد*

7-May-2011

المركز

كعادته صارع المرض وصرعه مرات عدة وصادقه مرات، وأخيرا تمكن الداء من الجسد الجلد والصبور ، وهذه سنة من سنن الحياة ، ولا أعتراض على حكم الخالق . بعناده الذين لا يلين ظل يصارع الأهوال طوال أكثر من أربعة عقود وأستطاع الصمود أمام عودي الزمان ، خاض أروع ملحمة عسكرية في تاريخ إريتريا بجنود جيش التحرير الإريتري ورسخ مع رفاقه واحدة من أجمل وأنبل التجارب الثورية .

إنتصر فينا ولنا . إنتصر للمبدأ .. إنتصر للناس الذين التفوا حوله وساندوه وكافح من أجلهم .. أنتصر لنا بالدعوة للإستمرار حتى نهاية الشوط رفضا للإنكسار الذي أراده من حاول قتله في رابعة النهار في الخرطوم في عام 1991م .ويجب ان ننتصر له ولهم جميعا ولنا . عبد الله إدريس لم يضف قبرا جديد في مسيرة الشعب المكافح بل أضاف نهرا جديدا لألآف الأنهار التي روت ثرى بلادنا .فقدناه إنسانا ومناضلا ولكنه أورثنا تجربة ثره يفترض ان نقف أمامها .. وعندما نقول تجربة فهي بمشاركة مع العديد من المناضلين والشهداء ، لذا فهي تحتمل الخطأ والصواب كأي تجربة إنسانية نبيلة ، ولأنها تجربة مناضل كبير وقائد عظيم لايقل شأواعن قامات قادة حركات التحرر العالمية… كالجنرال جياب في فيتنام وسامورا ماشيل في موزمبيق وأغستينو نيتو في أنغولا على سبيل المثال لذا يختلف الناس حولها وتظل مثار نقاش وجدل وتقييم … ككل حال القضايا الكبرى تظل حية ولا تنتهي بموت صاحبها كما هو حال العديد من القيادات المصنوعة والتي أتت بها الصدف في الدول أو الثورات الوطنية .ان أفضل تكريم نكرم به الرجل هو تصحيح الأوضاع داخل قوى المعارضة وبسرعة تتناسب والمتغيرات حولنا وبما يليق بشعب مكافح ، وما يليق أيضا وتجربة نبيلة . هذا التكريم لايكون إلا بإن يتجاوز التحالف الديمقراطي الحالة العبثية التي يدور حولها ويرتقى الى مستوى المتغيرات التي تتسارع حوله ، ليس باللجوء الى حلول وهمية لمشكلاته وعقد الإجتماعات غير المجدية ولا بالألتفافات الصبيانية ، وأساليب المكر الفطير . التحالف في اضعف حالاته ويكاد يتلاشى .. هذا ما يقره الجميع وماثل لكل ذي بصيره ومن لايملك بصيره أيضا ، والأزمة في برنامجه وخطابه السياسي الذي لايقنع أحد، ولا يخاطب أحد ولايتناسب مع تنظيمات تقدم نفسها كبديل . وتركيبته التنظيمية المترهلة والهشة والتي اصبحت تتيح لأي مجموعة ( مستهبلة ) ان تنتمي اليه واصبحت عدد التنظيمات المجهرية أكثر من التنظيمات الحقيقية والفاعلة !! في سابقة عجيبة في الساحة الإريترية والغريب في الأمر ان البعض يتواطأ مع هذه الحالة بل ويؤسس لها ويشرعنها بالدعوة لأشكال وإطارات هلامية !! . هذه الحالة دعك من ان تقنع أحد بل ستدفع الآخرين بإتجاه الشكوك في مدى مقدرت التحالف ومصداقيته ويضع علامات إستفهام كبرى حوله وبالتالي البحث عن بدائل أخرى . اتوجه بدعوة صريحة للقاء عاجل لقيادت الصف الأول للتنظيمات الكبيرة وكذلك بعض الشخصيات الوطنية المعروفة وإطارات اكاديمية ومثقفين وإعلامين من أجل أنقاذ ما يمكن انقاذه وللإستفادة القصوى من الدعم الإثيوبي الذي أعلن من داخل البرلمان .والدعم الإثيوبي ليس دعما عاديا من دولة عادية بل هو دعم دولة مقر الإتحاد الأفريقي .. دعم دولة تنفتح الان سياسيا على مصر بكل ثقلها وعلى قطر بكل إمكانياتها .. في وقت يغيب فيه الطاغية القذافي دعم اسمرا الاول . هذه الدعوة للقاء قيادات المعارضة مهمة لجهة إستنهاض همم الشباب واستقطاب دعمهم وتأييدهم والاستفادة من طاقاتهم ، وكذلك استماله الإطارات الأكاديمية والثقافية والمنظمات المدنية الحقيقية ، وليست تلك الوهمية . بدلا من اللجوء الى المؤتمرات والمؤامرات وإيهام النفس بأنها تناضل من أجل التغيير الديمقراطي .على التحالف وكل القوى الوطنية الحية ان تسلك الطريق القويم الموصل للأهداف الكبرى ، وقبل ذلك كله على كل الفصائل ان تراجع تجربتها وهياكلها وبرامجها السياسية حتى تتناسب وكل ذلك إقناعا لقواعدها التي تتفتت ، ودول الجوار العربي والإفريقي وإلا فإنها ستكون من التاريخ في عصر الثورات وثورة الإتصالات وتدفق المعلومات . لنأخذ من الرجل عنادة وتصميمه بدلا من كتابة البرقيات أو البكاء على الحليب الذي انسكب علينا ان نقف بصلابة وقوة ونخطو خطوات فاعلة للأمام وبهذا نكرم فقدينا وفقيد شعبنا القائد عبد الله إدريس محمد سليمان وكل رفاقة.العزاء لكل أسرة القائد الشهيد ولكل رفاقة في كل فصائل جبهة التحرير الإريترية ولشعبنا المناضل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى