مقالات

ضد العقم والقمقم .. مع إنطلاقة الحياة : جمال همد

8-Oct-2008

المركز

ابتأست وأحبطت بالتعليقات الفطيرة التي حاولت إثارة الغبار حول المؤتمر التأسيسي لحزب الشعب الإرتري والذي أنهى أعماله بنجاح في 30 أغسطس المنصرم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا . ومرد إحباطي إصرارأصحاب هذه التعليقات الوررود إلى وادي الخيبات والإستماتة فيه ومن قبله محاولة فاشلة لصناعة أزمات جديدة ، وهذه التعليقات هي تعبير لانغلاق البعض في صراعات الماضي التي تتفق الأغلبية منا بعدميتها ولا موضوعيتها . هذا الانغلاق في الماضوية يؤدي موضوعياً إلى الوقوع في شراك العدمية وتفسير الحاضر والمستقبل من خلاله مما يعني حصد الهشيم ولطم الخدود وشق الجيوب .

هذه التعليقات لم تولد من فراغ ، بل هي رجس من أحاديث بعض قيادات المعارضة الإرترية التي تراجع دورها وتكلست فعاليتها داخل الشارع السياسي الإرتري ، بالإضافة لعدم إدراكها لما يدور حولها إقليمياً ودولياً ، لذلك تعتصم بالتاريخ وتعض على الماضي بالنواجذ ، وتكابد لتعيش من خلال ما ينتجه عقلها المرهق من حكايات وتصورات وهمية تتمثل في أن هنالك مؤامرة تحاك بليل لشطبها واقصائها ، وأن هذه المؤامرة تقودها قوى جهنمية غير منظورة ولا قبل لها بها …الخ وعلى الشعب الإرتري ان يدافع عنها ، وعندما يفشلون في ذلك يلجئوا إلى تقسيم الشعب الإرتري إلى منخفضات ومرتفعات – مسلمين ومسيحيين جبهة وشعبية …الخ مبتعدين يوماً إثر آخر عن ضرورة مراجعة أوضاعهم الذاتية والموضوعية وهذا يريحهم تماماً مثل ( البوربون )لا ينسون ولا يتعلمون من تجاربهم حتى يحل بهم الهلال ونجد ترجمات وتعبيرات كل ذلك في ( الكتابات ) والتعليقات التي تتصدر المواقع الإرترية في الشبكة العنكبوتية خاصة عند حدوث الأزمات أو التحولات الكبرى ويختفون في حالة الصحو السياسي .نؤمن بأن لكلٍ رأي له الحق في الخروج به للناس كما أن للناس الحق في تداوله .. كما أن لكل رأي حق الحياة والاستمرار ، ولا منكورعلى أي موقع في أن يقوم بنشر ما يراه مناسباً مع سياسته وخطه الإعلامي ورؤيته التحريرية ، لكن المنطق والحكمة يقولان أن لا يبعدنا كل ذلك عن المشاكل اليومية والسياسية لشعبنا الذي يعاني التشرد واللجوء والقبضة الحديدية وغياب القانون وجنون المعتوهين من جنرالات النظام والخوف والبؤس الإقتصادي والإجتماعي والذي لا تعنيه صراعات الماضي وترهات الشكوك وتحاول أن تذهب بعيداً عن جداول الحوار التي تصب في نهر الحياة .معظم تلك التعليقات لم تناقش مقررات ونتائج المؤتمر بل وسبقت صدورها نشراً وبثاً للناس لأنها تنطلق من أسس – إذا كانت هنالك أسس تنطلق منها – قبلية ( اشتقاق من قبل )وتحدثت عن نحن وهم وعن مؤامرة تستهدف جهة ما دون أن تسميها تحاك من قبل المجلس الثوري ( سابقاً ) والحزب الديمقراطي وحزب الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية – الحزب الحاكم والوحيد في إرتريا والذي يعارضه الجميع – ، تساندهم في ذلك قوى إقليمية أحياناً ودولية أحياناً أخرى .تحدثوا عن كيفية تعامل المؤتمر مع رموز الدولة من دستور وعلم ونشيد لإثارة العواطف ، بعيداً عن الأعراف الدبلوماسية والقوانين المرعية التي تحكم علاقات الدول .تباكى البعض على تاريخ وشهداء جبهة التحرير الإرترية وتحدث الأستاذ عمر محمد أحمد عن توجيه التحية للسيد إبراهيم محمد علي من قبل قيادة المجلس الثوري والمؤتمر غامزاً من طرف ليس خفياً عن صراع داخل المجلس الثوري سابقاً ، وتحدث عن عودة إلى أساليب قديمة في انتخاب القيادة الجديدة دون أن يمتلك أي معلومات عن الآليات التي اختارها المؤتمر بل وترددت بعض قيادات المجلس الثوري ممن اتهمهم السيد عمر في القبول بها لأن الاقتراح جاء من داخل القاعة ولست هنا للدخول في تفاصيل ما جرى داخل المؤتمر وأحيل القارئ إلى التقرير الإخباري الذي كتبه الزميل محمد عثمان محمد نور نائب مدير مركز دراسات القرن الإفريقي والمنشور بالعربية والتجرنية علماً بأنه كان مراقباً من داخل المؤتمر ولا علاقة سياسية أو فكرية أو خلفية تاريخية بجبهة التحرير الإرترية (المجلس الثوري) .مجملاً أقول ( يا ناس ) نحن كشعب نمر بمرحلة معقدة وصعبة وربما تؤدي ببلادنا إلى الجحيم .. شباب ما بين 14-40 سنة يتوزعون بين خنادق تنتظر حرب على طول الحدود وبين السودان واثيوبيا والصحراء الليبية والمتوسط ومصر وصحراء سيناء والنقب .. شعب مسجون ومطحون في الداخل .. معارضة لم تستطع حتى الآن أن تشكل رقماً لا على المستوى الإقليمي ولا الداخلي .. سجون تبتلع الآلاف من مناضلي شعبنا وشبابه وشاباته وأطفاله ، وصحاري ومنافي تأكل لحومهم .. الخ من الصورة البائسة والمأساوية للشعب الإرتري .اقترح عليكم ان تكرسوا وقتكم وجهدكم ل:•إنشاء المدونات الشخصية والكتابة والإشتراك في المنتديات الإلكترونية التي تستقطب القراء والمهتمين مثل موقع الفيس بوك (Face Book) ونشر التقارير والاخبار التي تعدونها أو تعدها وتنشرها المواقع الإخبارية الإرترية .•انشروا صور المعتقلين والمختفين قسراً من المدنين والعسكريين وقيادات العمل الوطني والمدني .. انشروا صور معسكرات اللجوء .•أدعموا المراكز الإرترية المتخصصة بالمعلومات والمال والوثائق خاصة تلك التي تعمل في السودان .•ابتكروا وسائل تتناسب وحركة العصر وتدفق المعلومات لتضامن الرأي العام العالمي مع مأساة شعبنا .. املأوا الدنيا ضجيجاً ليفقد النظام حرية الحركة والإتصال مع الدول والمنظمات التي تدعمه .•أدعموا مركزنا وموقعنا الذي يكابد منذ عام تقريباً مشقة تصاريف الحياة اليومية وما يحيط بأفراده من مخاطر ومهددات أمنية وسياسية .أرجوكم توقفوا عن تسميم الحياة السياسية الإرترية ن وافتحوا نوافذ الحوار .. نوافذ الحياة .. أثروا الحياة السياسية بالحوار مع الافكار والرؤى .. حاوروا التاريخ بشكل خلاق وواعي ، مهدوا الطريق لحياة دستورية يحترم فيها الآخر والانا كي نثبت أننا شعب مناضل جدير بالحياة فوق الارض لا تحتها .وكل عام وأنتم بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى