مقالات

الخرطوم وأسمرا.. التطبيع بتبادل المصالح : عبدالمنعم أبوادريس

3-Aug-2006

المركز

جريدة الصحافه : 3/8/2006م
على مدى الايام الثلاثة الماضية دخل الوفد الارتري الزائر للخرطوم في مباحثات مع مسؤولين سودانيين ليس من بينهم وزير الخارجية الدكتور لام اكول ، وتكوين الوفد اذا استثنينا منه وزير التجارة وبعض المسؤولين الاقتصاديين يصبح هو ذات الوفد الذي زار الخرطوم في ديسمبر 2005

في زيارة وصفت وقتها بانها مبادرة ارترية لتحسين العلاقة بين البلدين وعلى رأسه يماني قبراب كبير الوسطاء في المحادثات بين الحكومة وجبهة الشرق والتى من المقرر ان تستأنف جولتها الثالثة في السابع من اغسطس الجاري ، ونقطة اخرى ان ذات الوفد في الخرطوم وفي اقل من ثلاثة اشهر كمؤشر على تحسن العلاقات بين الدولتين والتى كانت الملفات الامنية اهمها من خلال استضافة البلدين للمعارضات وان كان الامر في اسمرا بدا يحدث فيه تغيير بسبب التطورات السياسية في السودان اما المعارضة الارترية فلم تدخل معها حكومتها في اية مباحثات وهي تتخذ من الخرطوم مركزا لنشاطها السياسي والاعلامي .واذا تركنا جانبا مفاوضات شرق السودان ، نجد ان العلاقات فيها بعض الملفات التى تحركت ، ففي الحدود بين البلدين والتى يبلغ طولها 605 كيلو متر شدد الطرفان الاجراءات للحد من المتسللين من الجانب الارتري الى السوداني ، فقد اعلنت الامم المتحدة عبر مفوضية اللاجئين يوم السبت 29 يوليو ان معدل التدفق عبر الحدود تناقص الى حوالي 10 الى 12 شخصا في اليوم وكانت احصاءات صادرة عن المفوضية ذكرت ان اجمالي عدد الذين تسربوا عبر الحدود في الفترة من يناير 2004 وحتى ابريل 2006 بلغ عددهم 12371 شخصا لينضموا الى المقيمين في 22 معسكرا موجودة في السودان وتضم لاجئين ارتريين. وقد تحدثت مصادر غير رسمية ان من القضايا التى بحثها الوفد تجارة الحدود وخاصة ان ارتريا تحتاج لمجموعة من السلع السودانية على رأسها البترول لذا جاء لقاء الوفد بالدكتورعوض الجاز وزير الطاقة حتى تحصل ارتريا على معاملة شبيهة بمعاملة السودان لاثيوبيا. حزم الحقائب حملت الانباء ان المكتب القيادي لتحالف المعارضة الارترية سيعقد اجتماعه في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا والتحالف الذى شهدت الخرطوم ميلاده مازال مكتبه مفتوحا في الخرطوم ولكن ان يعقد مكتبه القيادي في اديس واغلب اعضائه في الخرطوم يثير تساؤلا ، وجهته لبشير اسحق امين عام الحركة الفيدرالية، احدى التنظيمات للتحالف ، ورئيس لجنة الحوار بين التنظيمات امس ، فرد بقوله المجال الطبيعي لعمل المعارضة الارترية هو داخل بلادها ولما كان هذا الامر غير ممكن اصبح السودان واثيوبيا من بين البدائل خلال العشر سنوات الماضية وانعقاد هذه الاجتماعات يعتمد على تجهيزات لوجستية على ضوئها تقرر هذه التنظيمات مكان قيام هكذا اجتماعات .اضافة للتحالف تعقد جبهة الانقاذ الارتري مؤتمرها في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، بيد ان محللا مرتبطا بالشأن الارتري قال لي امس عند ما التقيته بان الامر ليس خروج المعارضة الارترية من السودان وممارسة عملها ، ولكن القضية ان المعارضة الارترية لم تستفد من الظروف التى كانت مواتية خاصة في الاربعة اعوام الاخيرة ويفسر ذلك بضعف كوادر المعارضة الارترية .سواء بقيت المعارضةالارترية او خرجت فالوفد الذي رافق يماني التقى محافظ بنك السودان ووزير المالية ووزير التجارة اضافة للطاقة والذي يعتبره لقاء حاسما لاسيما ان الخرطوم تقدم النفط لغرماء اسمرا في اديس بتسهيلات كبيرة وعلى ما يبدو ان البلدين اصبحا يعملان بالنظرية التى تقول ان الامن يبنى على المصالح الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى