مقالات

مفاتيح : في حضرة الغياب … الذكرى الأولى لرحيل سيوم .. جمال همد

23-Dec-2006

المركز

‎** فاجأه الليل مرتين .. مرة حينما داهمهم العسكر وهم يعقدون اجتماع الخلية الاسبوعي ،وأُرسل مع رفاقه الى ليل السجن الذي حوله معهم الى حياة وصباح ومدرسة اكاديمية لتعليم اللغات واكاديمية سياسية لتنتشر الخلايا في شرايين السجن المقيت ،

ومرة اخرى في قلب العاصمة المعادية سابقا والصديقة الآن ، وعلى بعد كيلو مترات من معتقل ( ألم بقى ) او نهاية العالم اذا صحت الترجمة الحرفية ، ولكن هذه المرة لم يستطع مقاومة الليل وكأنه اراد ان يلتحم بشعبة في هذا اليوم تحديدا ليجدد العهد القديم الجديد . عهد قطعه مع رفاقه في السجن للثأر لشعب قرية عونا تاريخ 17ديسمبر 1970م.**كعادته التي ورثها من السجن والميدان استيقظ باكراً واشغل كمبيوتره المحمول ليتابع وقائع ساعات الليل على وطنه الجريح وليشعل شمعة اخرى في وجه خفافيش الظلام عاجله الموت وهو يتأهب لدخول العام الجديد بروحه المتقدة الوثابة وتفاؤله الذي لايخمد .**سيوم عقبامكئيل سيرة عشق لاحدود له ويصعب خوضه في مساحة عمود صحفي ، ولاوقفة تأبين قاسية . مسيرة مناضل زوربوي* صعب المراس . لم يتسرب الى قلبه الوهن في كل ساعات العسر التي رافقت مع حياته ، رجل لايعرف للمسؤولية حدود ولا للنهار ساعات فهو القائد الذي يقرر ويتابع التنفيذ ، كما يعمل في اللجان الفنية والمتخصصة يناقش ويطبع التقارير ويساعد في الترجمة التي يجيدها بلذة وهو المحاور المهاب الشديد العريكة يحدد اهدافه ، لا يجامل احد ولايتحايل ينفذ الى مقاصده مباشرة وبأقصر الطرق وبأقل الكلمات تساعده في ذلك معرفته باللغة وهذا مصدر خلافاته مع رفاقه ومع من يئتلف معهم وضيقهم منه الا انهم اجمعوا على قوة شخصيته وشدة بأسه وقوة شكيمته عندما خلا مكانه والبدر يتفتقد دائما في الليل البهيم .**رحيله المفاجيء جدد السؤال الملح أمام جميع مناضلي الثورة ماذا تفعلون عدا العمل السياسي اليومي في وجه الريح التي تحاول كنس تاريخ مجيد و لكتابة تاريخ جديد وكنس ذكرة شعب وتثبيت ذاكرة جديدة ؟تتسربون واحدا اثر آخر دون اي وداع ودون اي ايداع مافي صدوركم صدورنا وصدور الاجيال القادمة ؟ .نشر في صفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز في صحيفة الوطن السودانية -22/12/2006م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى