حوارات

رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي لـ ) الصحافة ): الشـركاء الجدد فى حكم السودان لن يؤثروا علـى علاقات البلـديـن

7-Aug-2005

الصحافه

ان تحدق فى زهرة وتتحسس ملمسها ستشعر بانتشاء، وستأخذك النشوة لترنو ببصرك إلى أعلى. . بلا شك هذه هى حالتى وانا فى اديس ابابا، كنت انظر لهذا الجمال الربانى طقساً وأُناساً وخضرة ، وكنت أرنو الى أعلى سعياً وراء هذا اللقاء.. فكان لى، وكانت اديس بعيني رئيس وزرائها ملس زيناوى تُبصر أملاً قريباً، تحلم بنماء القارة وإزدهارها .

ترجمة: سيف الدين عبد الحميدحاوره : رئيس التحرير( عادل الباز) نهنئك سيادة الرئيس على فوزكم في الانتخابات التى جرت وأُعلنت نتائجها أخيرا. – شكرا لمتابعتكم لما يجرى فى اثيوبيا ، وشكرا على التهنئة. لنبدأ من حيث الانتخابات ، كيف ترون على ضوئها مسار الديمقراطية فى القارة الآن ، وباى اتجاه تسير ؟– كما أشرت ، الديمقراطية هى مسار طويل لايمكن اجتيازه بالكامل فى زمن وجيز ، ولاشك انها فى افريقيا تواجه مصاعب، ومع ذلك فإن علينا جميعا ان نعمل على إقرار الديمقراطية وازالة المصاعب. لذا فكون أن هذه البلدان الافريقية تواجه تحديات ومشاكل وهي تعمل على إقرار العملية الديمقراطية . يجب علينا ان نتفهم هذه المشاكل ونحن نمارس العملية الديمقراطية، وعلينا ان نتغلب عليها بالطرق التي تخصنا، مدركين أن العملية الديمقراطية لها صلة بخلفيتنا الثقافية التاريخية ، لذا يجب ان نرى كيف نقلل من هذه المصاعب. هنالك مصاعب ولكن ليس معها صبر، فليس هناك من ضمان لاستدامتها ، كما دلت على ذلك تجارب افريقية عديدة ؟– اعتقد في النهاية ان الضمان الوحيد لاستدامة العملية الديمقراطية، هو التزام كل البلدان بالتحرك في ذاك الاتجاه بطريقتها الخاصة، لذا يجب ان نتحرك في ذاك الاتجاه. واعتقد انك اذا اردت حكماً رشيداً يجب ان تسير باتجاه الديمقراطية. قرأت اليوم في صحف بلادكم ، ان المعارضة ترفض نتائج الانتخابات ، فما هى السيناريوهات المتوقعة في حال تمسك المعارضة برأيها الرافض للنتائج التى أُعلنت ؟– حسناً، هناك سيناريوهان محتملان:احدهما هو ان المعارضة ببساطة تتخذ موقفاً رافضا، مع الإقرار بخيار العملية الدستورية داخل المؤسسات، وفي تلك الحالة سنعمل على تثبيتها. والسيناريو الآخر هو أننا سنظل نعمل في ذات الوقت على مواجهة اى تحديات للعملية الدستورية داخل المؤسسات، وذلك لأن الدستور حدد طريقة محددة، حتى لا تكون هناك مشاكل تعوق العملية الديمقراطية. افريقيا ياسيادة الرئيس تعيش الآن عالة على العالم تنتظر الهبات وتغرق فى الديون وتتلقى الاغاثات ، الايشكل كل ذلك خطرا على استقلالها ، وكيف ترى المخرج ؟– حسناً ، هذا صحيح، ولكنه يعتمد اولاً على منحى العولمة الذي يسير فيه العالم، وهومسار لا يمكن ان تنفصل عنه قارة افريقيا، فهناك المصالح الاقتصادية للعالم، كما يعتمد هذا على مدى التكامل على مستوى القارة الاكبر ومدى تكامل القارة بحسبانها عضواً منتخباً في المجموعة الدولية التي نرتبط بها. وما ذاك إلا لأن افريقيا تزخر بموارد تعينها على تحقيق اهداف اقتصادية كبيرة بسرعة كافية. نرى أن الشراكة الافريقية امر مهم بين البلدان الافريقية الحديثة، ولا يمكن بل لا يجب تجاهل هذه الشراكة. فهذه الشراكة بين البلدان الافريقية تجدها لدى البلدان النامية الاخرى او البلدان الناشئة وبالاخص الصين، والهند والبرازيل وغيرها، اذن يجب ان نستفيد احسن فائدة من هذه الشراكة، ويجب ألا تقتصر الشراكة على افريقيا فحسب، بل يجب ان تمتد لتشمل الشراكة مع القارات الاخرى. بالنسبة للوضع في دارفور، كيف ترى الأمور هناك من حيث الوجود الدولي وعمل بعثة الاتحاد الافريقى؟– اعتقد ان الوضع في دارفور بدأ يستقر في ما يلي الوضع العسكري الرقابي. ويُعزى ذلك الى حد كبير للجهود المبذولة من جانب الاطراف السودانية، مع تقديم الافارقة لبعض المساهمات، واعتقد ان هذا كان شيئاً ايجابياً. وثانياً: ان الاتحاد الافريقي اتخذ موقع القيادة في قضية دارفور، وهذا مثال واضح على ان افريقيا بمقدورها ان تتحمل مسؤوليتها تجاه مشاكلها الخاصة بها، باتخاذها موقع الريادة لحسم مشاكلها. وينعكس هذا في ارسال الاتحاد الافريقي قوات الى دارفور، وهذا ايضاً عمل ايجابي ان يكون هناك حوار بين المتمردين والحكومة، في الوقت الذي توجد فيه عوائق يجب مواجهتها. اذن اذا ربطنا كل هذا نجد ان افريقيا بدأت تتعاطى مع مشاكلها وطريقة حلها. وهذا في حد ذاته جهد مثمر من جانب الاتحاد الافريقي، ويمكن أن نقول إجمالاً إن هذا عمل ناجح، ولكن لا يعني هذا انه لا توجد مشاكل، نعم توجد مشاكل كثيرة بعد كل هذا الجهد الحقيقي من جانب الاتحاد الافريقي للتعامل مع هذه القضايا، ففي الواقع هناك عدة مشاكل ادارية وقانونية وسياسية في القضايا الأساسية، لذا نحن نقر بوجود انجازات ومصاعب. بعثة الاتحاد الافريقى الآن فى دارفور تحت رحمة المساعدات الاجنبية؟– هذه واحدة من المشاكل، اذ نجد ان الاتحاد الافريقي ليست لديه موارد لتنفيذ عملياته المحددة، الشيء الذي يجعله يعتمد على الموارد الآتية من الخارج من الاتحاد الاوروبي، وهذا ما يؤثر على استقلاليته. واعتقد، ليس هناك ما يعرض العملية للخطر حتى الآن، مع ان هناك مجازفة موجودة دائماً بسبب محدودية الموارد. دائما توصف العلاقة بينكم والحكومة فى الخرطوم بانها ممتازة ، ولكنها تبدو على مستوى الواقع اقل من الطموحات ؟ – العلاقة بين اثيوبيا والسودان، ارى انها ممتازة على المستوى السياسي، فهناك مشاكل بسيطة، ولكن على المستوى السياسي اراها ممتازة. اما فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، لا اعتقد انه كان تعاوناً فاعلاً لتلبية تطلعات الجانبين، والسبب الرئيسي يتمثل في البنية التحتية الضئيلة، فقد شرعنا الآن في ربط البلدين بالبني التحتية وبدأنا بالطرق، اذ لم تكن لدينا روابط وخطوط سكك حديدية ولا طرق، فانجازات الجانبين في هذا المجال تتمثل في بناء طرق تربط اثيوبيا والسودان بدون مساعدات خارجية. وقد وضعنا الخطط لمد الطرق، ونحن ننطلق في ربط البلدين بالاتصالات الهاتفية، ولدينا خطة لربط شبكتنا الكهربائية، وكل هذه الأشياء تبدأ من الصفر، تبدأ من نقطة البداية. هذه هي حقيقة صورة البني التحتية التي أثَّر الاقتصاد على محدوديتها، لذا فعلى الجبهة الاقتصادية يمكننا ان ننجز شيئاً افضل ، ولكن على المستوى السياسي لم تكن لدينا مشاكل، وان وجدت مشاكل فهي صغيرة جداً، ونحن على قناعة بحلها. ماهى الاجندة التى ستناقشونها مع الرئيس البشير فى زيارتكم المرتقبة فى خلال هذا الشهر؟– القضية الأهم لدينا ستكون عن كيفية وضع التكامل الاقتصادي للبلدين على المستوى التالي لهذه الخطوة، لان هذا سيقوي فعلاً من علاقتنا، وعن كيفية اعادة ابتعاث العملية التي شرعنا فيها، وسنعمل ايضاً على مناقشة القضايا الفنية المتعلقة بالقضايا الأمنية وخلافها، وننظر كيف سنعمل سوياً لتحقيق هذا الاستقرار في كل الاقليم. وأخيراً سننظر في القضايا الثنائية التي ظلت في انتظار الحل، وبالتأكيد سنعمل على معالجتها. وعندما نأتي للحديث عن شكل هذه العلاقة، فإن لنا دائماً لجانا وزارية يرأسها الرئيس البشير من الجانب السوداني ، وشخصي من الجانب الاثيوبي. تعلمون سيادة الرئيس ان الخرطوم مقبلة على تغيرات جذرية فى بنية الحكم الا تتخوفون من دخول شركاء جدد قد يؤثرون على مستوى العلاقات بين البلدين؟ – لا اعتقد ذلك ، لسبب واحد هو ان العلاقة بين البلدين مبنية على احترام بعضنا، ومبنية على تعزيز المصلحة المشتركة، وانه من مصلحة اثيوبيا مراعاة مصلحتها مع السودان بغض النظر عن من هو على رأس السلطة فى الخرطوم ، ومن مصلحة اىة حكومة فى السودان مراعاة مصلحة السودان بغض النظر عن من هو موجود فى السلطة فى اديس ابابا ، ولذا وبهذا الفهم و من اجل البلدين والشعبين لا اعتقد ان العلاقة بين البلدين لايمكن ان تتأثر لانها مبنية على أسس صلبة، لذا، فبرغم أن الرئيس البشير كان ذا تأثير مفيد في هذا الصدد، لكن اعتقد ان اىة حكومة ستجئ ستحافظ على السياسة الحالية، كما اعتقد ان الحكومة الاثيوبية من جانبها ستحافظ على ذلك ايضا.ً ماهو الأثر المتوقع لعملية السلام الجارية الآن فى السودان على الاقليم وعلى اثيوبيا ؟– عملية السلام في السودان أصبحت حقيقة، وهذا من الواضح يعتبر انجازاً رائعاً للشعب السوداني، كما يعتبر ذلك ايضاً انجازاً رائعاً لكل الاقليم، فإن يتحقق السلام للسودان هذا يعني ان السودان سيعبئ موارده الطبيعية، وان اقتصاد السودان سينمو بصورة دراماتيكية، وسيتحسن الاستقرار بصورة كبيرة في السودان، وان يتحسن الاستقرار في السودان هذا يعني استقرار الاقليم كله، وعندما يتحسن اقتصاد السودان فسيستفيد كل شخص من ذلك، لذا نحن سعيدون جداً للطريقة التي تسير بها الأشياء. حديث كثير سيادة الرئيس اثير حول مياه النيل خاصة مطالبة اثيوبيا بتعديل اتفاقية 1959 ، ولكن يبدو الآن ان مياها كثيرة تجرى تحت الجسر لم نسمع شيئا عنها ، هل من جديد فى ما يخص المياه والعلاقة بين دول حوض النيل ؟– حسناً، إن المدخل الذي انتهجته دول النيل الشرقي وهي اثيوبيا والسودان ومصر، يركز على ما نسميه ترتيبات او خطة ( ون – ون) التي تناقش كل ماهو ظاهرمن موارد: فنحن نبدأ بالترتيبات الأسهل التي تساعدنا على بناء الثقة لمواجهة الترتيبات الصعبة. وفي هذا الإطار توصلت البلدان الثلاثة لوضع الخطة العشرينية لتنمية حوض النيل، لتشمل مثلاً انشاء الخزانات في اثيوبيا لتوليد الكهرباء ، بحيث يمكننا تصدير الكهرباء الى السودان ومصر، وان ننشيء مشاريع التأهيل الاجتماعي هنا في اثيوبيا، لذا ستكون هناك كهرباء في السودان وفي مصر، وتكون هنالك مشاريع ري هنا وفي اماكن اخرى، لذا اتفقنا مبدئياً على مشاريع (ون – ون)القادمة، فدعنا نبني ذلك، فاذا فعلنا ذلك فإننا سنبدأ بناء الثقة مع بعضنا، ففي الواقع المشكلة ليست بين اثيوبيا والسودان في ما يتعلق بالموارد المائية، لكنها في الاساس بين مصر والبلدان الاخرى عموماً، وبين مصر واثيوبيا على وجه الخصوص، لذا ان كان لنا ان نمضي في تنفيذ الخطط التي وضعناها، فلابد من ان نثق في بعضنا البعض ، وسنبدأ في معالجة قضية قسمة المياه نفسها.* بعد قرار لجنة تحكيم الحدود لازالت العلاقة بينكم واريتريا متوترة ، كيف تنظرون الآن للأوضاع ؟– لقد قبلنا مبدئيا بقرار اللجنة، وقلنا إننا سنعقد حواراً لتنفيذه. ومن ناحية اخرى هناك قضايا كالسياسة الاقليمية نحو اسمرا، تعنى باستقرار دول الجوار. سؤال اخير سيادة الرئيس ، كيف تنظرون لمستقبل القارة ؟– كان هناك تطوران ايجابيان: فأول تطور ايجابي وأكثر أهمية هو ان افريقيا اصبحت مركز جذب. ونحن باعتبارنا عضواً في القارة ولنا تاريخ، لا تجد الناس هنا يتحدثون عن الفلسفة بل عن الحقوق، فنحن نطالب بحقوقنا العادلة. فهذا الأقليم بما له من عامل جذب، يجب أن ينجز انجازاً مهماً. ثانياً: هناك بعض الانجازات المحددة التي تعتبر تطوراً ايجابياً، كالتحسن في نوعية العون، وعلى أي حال، هناك بعض القضايا وأهمها قضية التجارة، فمؤتمر قمة الثماني لم يتمخض عن مقترحات محددة تجعل من بيئة التجارة الدولية بيئة مواتية. ولكن كان هناك بعض التقدم الايجابي في هذا الخصوص، ونحن بالطبع اتخذنا سياسات جيدة في قضية التجارة سنتبعها باجراءات مماثلة، فالسياسات لا تكون جيدة إذا لم تتبعها اجراءات جيدة، لذا سننتظر لنرى ما اذا اتبعت هذه السياسات بانجازات واضحة.* شكراً السيد الرئيس.- شكراً لكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى