أخبار

رحلة الفرصة الأخيرة لنجاح جمهوري بالقرن الأفريقي : ملفات بالجملة في حقيبة رايس إلى أديس أبابا

2-Dec-2007

المركز

تقرير : بليغ حسب الله *
تصل وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الي العاصمة الاثيوبية اديس ابابا يوم الاربعاء المقبل في زيارة نادرة هي الثالثة الي القارة الإفريقية منذ ان أصبحت وزيرة للخارجية عام 2005 م ،

حيث زارت في وقت سابق ليبيريا والسنغال والسودان، لكنها ألغت زيارة الى القارة في يوليو الماضي ، وربما تكون الرحلة بحق هي الفرصة الاخيرة في المساعي الحثيثة التي تبذلها ادارة الرئيس جورج بوش الحالية لتبيض وجهها قبل الانتخابات الرئاسية بعد الفشل في العراق وافغانستان . وتحمل رايس في حقيبتها الي المنطقة التي بدأت في الاونة الاخيرة حيزا واسعا في الاهتمام الامريكي ملفات معقدة كثيرة علي رأسها الصومال والخلافات الحدودية الاثيوبية الارترية،الي جانب السودان، وصراع البحيرات العظمي ، وبالطبع لن تنسي المرأة القوية الملف الذي مايزال يمثل كابوسا للساسة الامريكيين وهو مكافحة الارهاب في القرن الافريقي . ومنذ سنوات طويلة لم تجد القارة السمراء مكانا من اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية، ، لكن التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية التي شهدتها القارة وخصوصا القرن الافريقي في العقد الأخير، والتحولات التي شهدتها السياسة الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر قد غيرت من رؤية صناع السياسة والاستراتيجية للقارة الغنية بثرواتها والفقيرة في نفس الوقت بسبب الصراعات والتوترات الامنية الكبيرة . وتجيء زيارة رايس الي اديس ابابا في وقت يشهد الصومال ارتفاعا متصاعدا في نسبة العنف، فشل الاتحاد الافريقي في كبح جماحه بقواته القليلة العدد والعتاد ،وايضا القوات الاثيوبية الغازية الي جانب التوتر الحدودي بين الجارتين اللدودتين اثيوبيا وارتريا ،والخلافات المتصاعدة بين شريكي اتفاقية السلام في السودان، وفشل الفرقاء الاوغنديين في التوصل الي نهاية للحرب الطويلة في شمال بلادهم ، فضلا عما يجري في راوندا والكنغو وبورندي من توترات تبدو بلانهاية الي الان . والاهم من ذلك كله يعتبر الساسة الامريكيون منطقة القرن الافريقي مفتاحا لانشاء القيادة العسكرية الامريكية الموحدة « أفريكوم » باعتبار ان المنطقة باحداثها الكبيرة من تفجير لسفارتي الولايات المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي والتنزانية دار السلام في عام 1998 ، اضافة الي تفجير المدمرة الامريكية كول في مياه خليج عدن عام 2000، وتزايد نشاط تنظيم القاعدة في القرن الأفريقي الامر الذي دفع الامريكيين منذ وقت مبكر الي تفعيل وجودهم العسكري في جيبوتي ، وبعد 11 سبتمبر أصبح الهاجس الأمني العامل الأكثر تأثيرا في تخطيط السياسات الأمريكية، وباتت الحرب على الإرهاب هي الاستراتيجية الرئيسية لإدارة الرئيس جورج بوش ، وبلاشك فان ذلك سيأخذ حيزا كبيرا من لقاءات رايس في اديس التي ستحاول خلالها ضرب كل العصافير بحجر واحد ، حيث ستلتقي الي جانب المسؤولين الاثيوبيين وزراء خارجية الاقليم ووفدين من شركاء السلام في السودان ضمن مايسمي بالمبادرة الامريكية لانهاء أزمة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حسب ماراج امس في الاعلام . ويعتبر مدير مركز الخليج في القرن الافريقي محمد طه توكل لـ « الصحافة » مع كل تلك الملفات فان زيارة رايس لايمكن قراءتها بمنأى عن رؤية القيادات الاستخباراتية والعسكرية في واشنطن بأن القرن الافريقي مايزال يمثل خطرا وثغرة أمنية ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة .ويري مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة افريقيا العالمية البروفسير حسن مكي المهتم بشؤون القرن الافريقي ان انسحاب القوات الاثيوبية من الصومال سيكون علي رأس الاجندة التي ستبحثها رايس الاربعاء في اديس ، قائلا ان رئيس الوزراء الصومالي الجديد نور حسين من اكثر المتشددين لانسحاب اثيوبي من الصومال ، معتقدا ان رايس ستقترح قوات دولية الي الصومال بدل الافريقية . ويقول مكي لـ « الصحافة » ليس رئيسيا في الملفات التي تحملها رايس باعتبار ان الاثيوبيين ليسوا معنيين بالسودان كثيرا ، مشيرا الي ان السؤال الكبير الذي يشغل بال الادارة الجمهورية في الوقت الراهن هو تحقيق نجاح بأي ثمن في المسألة الصومالية لان اي تعثر سيسجل في قائمة الفشل الطويلة وبالتالي سيكون خصما علي الدبلوماسية الامريكية . ويقدم استاذ العلوم السياسية بجامعة افريقيا الدكتور الامين عبد الرازق المتخصص في شؤون القرن الافريقي رؤية بشأن نسبة النجاح والفشل للزيارة المرتقبة ، قائلا ان الزيارة لاتعدو غير ان تكون زيارة علاقات عامة لن تحقق اي اختراق جديد .ويشدد عبد الرازق الذي تحدث الي « الصحافة » عبر الهاتف امس علي ان الملف الصومالي هو الاول في اجندة الزيارة ، ثم من بعده مكافحة الارهاب، والسودان ، الذي يري ان المبادرة الامريكية الراهنة من اجل انهاء خلافات الشريكين لن تقدم حلولا للمشكلة ، ويضيف « لا اشعر ان رايس ستحقق اي نجاح في الملفات المطروحة لانها ورطت اثيوبيا في المستنقع الصومالي، وفشلت في تقديم التمويل الذي وعدت به ، وتركت الاثيوبيين بين نارين الانسحاب او البقاء ، واي من الخيارين يكلف ثمنا باهظا ، ويري ايضا ان رايس لن تقدم ايضا اي حلول في الخلاف الاثيوبي الارتري . وكان اخر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية ، حذر من ان الحرب بين الجارتين اللدوتين ستندلع خلال الأسابيع القليلة القادمة ، لافتا الى إن الحشود العسكرية الضخمة على الحدود المشتركة بين البلدين تنذر بخطر داهم ، ودعا الأمم المتحدة وواشنطن إلى توجيه رسائل واضحة للطرفين بأن من يبدأ الحرب سيتعرض لإجراءات عقابية ، وربما تريد رايس ان توجه خلال زيارتها رسائل مباشرة الي اديس ابابا واخري غير مباشرة الي اسمرا .جريدة الصحافة -2/12/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى