مقالات

وقفات مع أفورقي في حواره مع صحيفة الرائد السودانية وأشياء أخرى ( 2-2)-بقلم / علي محمد

23-Aug-2008

المركز

علاقة النظام الإرتري بالكيان الصهيوني :
أولاً : خلفية تاريخية عن العلاقة :
قد يجد الباحث صعوبة بالغة في التحديد الدقيق لبدء العلاقات الإسرائيلية الإرترية ، ولكن بالاستناد إلى ما مرَ من قبل فإنها بدأت قبل استقلال إرتريا منذ السبعينيات ، وكما جاء عند تسفاظيون مدهني في : (إرتريا وجيرانها في النظام العالمي الجديد) 🙁 إن الإتقاق مع إسرائيل هو الشرط الذي تحصلت عليه أمريكا من الجبهة الشعبية الإرترية من أجل أن توافق واشنطون على انفصال إرتريا ) ص 49.وقال أيضاً 🙁 الولايات المتحدة قد شجعت العلاقة بين إرتريا وإسرائيل ) ( السابق ، ص 48 ).

نذكر في هذا السياق أن الكيان الصهيوني كان قد استأجر في 15/3/1975م جزيرة ( رأس سنتيان ) في البحر الأحمر من إثيوبيا لبناء قاعدة عسكرية وليس هناك ما يفيد بأن الاتفاق قد ألغي بل تعزز بعد الإستقلال إذ لم ترشح أي معلومة تفيد بأن هناك تغيراً قد حدث في هذه العلاقات التاريخية ، ولعل هذا أحد أسرار التظاهر بالقوة أمام الرأي العام العربي الرسمي الذي كاد أن ينبطح أمام الكيان الصهيوني .قال مدير معهد دايان الإسرائيلي 🙁 إن احتلال إرتريا لجزيرة حنيش كأنه احتلال اسرائيلي للجزيرة ) ( الأمن القومي العربي ودول الجوار الإفريقي ، ص 92) .ولعل معرفة هذا الأمر هو الذي هدأ الموقف اليمني عند حدوث الأزمة حتى لا تدخل نفسها في مواجهة مكشوفة، ولذلك نجد كل قيادات الجبهة الشعبية تتحاشى الحديث عن ملف هذه العلاقات .والعلاقات الإرترية الإسرائيلية هي ذات عدة اتجاهات فمنها الزيارات المتبادلة المعلنة وغير المعلنة بين نظام أفورقي والكيان الصهيوني ، ومنها التأييد والضغط على الإدارات الأمريكية على أن لا تتخذ أي خطوات عملية ضد إرتريا ، ولعلنا نتذكر مؤخراً قيام بعض أعضاء الكونجرس بالوقوف ضد محاولة تصنيف إرتريا ضمن الدول الراعية للإرهاب مع أن الملف ما زال مفتوحاً ولكن اختفى على الأقل من التداول الإعلامي حالياً !.ومنها الدورات التدريبية سواء في إرتريا أو في إسرائيل وقيام الخبراء الإسرائيلين بزيارات متكررة إلى إرتريا .ثانياً :الزيارات المتبادلة :زيارات أفورقي لإسرائيل :الزيارة الأولى :في فبراير 1993م مستقلاً طائرة أمريكية تابعة لسلاح الجو الأمريكي وكان الغطا ء هو ما يسمى (بالحمى الدماغية ) ، وزاره في المستشفى شمعون بيريز يرافقه وفد رفيع المستوى وقال بعد الزيارة ( لقد كسبنا صداقة دولة مهمة من دول شرق افريقيا ) (تسفاظيون مدهني ،ص 46) .وقد عينت إسرائيل سفيراً لها في إرتريا قبل إعلان نتيجة الاستفتاء وذلك في فبراير 1993م أي في الشهر نفسه الذي زار فيه أفورقي إسرائيل وفي هذه الأثناء قام وفد اسرائيلي يترأسه مستشار اسحاق شامير ( شاؤول منشة ) يرافقه (3) أعضاء بارزين من المخابرات الاسرائيلية ( الموساد ) بزيارة إلى إرتريا وقد لعب هؤلاء الأربعة دوراً كبيراً في وضع استراتيجية مكنت إرتريا من الإستقلال ، وساعدوا في وضع بنيات الحكومة الإرترية ) ( تسفاظيون ، ص 47- 48 ).الزيارة الثانية : كانت في سبتمبر 1995م وكان الغرض منها الإتفاق مع اسرائيل وإعطاءها تسهيلات على الجزر الإرترية في البحر الأحمر .الزيارة الثالثة : وكانت في فبراير1996م وقد زار وزير الصحة الإسرائيلي إرتريا في هذا العام ( 1996م) ( الأمن القومي العربي ) ص 90-91م .ثالثاً : التواجد العسكري في إرتريا :عقب زيارة أفورقي لها في نوفمبر 1995م زودت اسرائيل إرتريا بالآتي :1.ستة زوارق حاملة للصواريخ .2.ست طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك .3. طائرة طراز ( عرية ) .4. منظومة رادار بحري ومجموعة صواريخ بحر/ بحر .5. يوجد في إرتريا حوالي ( 600 ) مستشاراً عسكرياً للكيان الصهيوني معظهم في مصوع . ( أنظر : عبادة عبدالله خلف ، الصراع الإثيوبي الإرتري مع إشارة خاصة للاهتمام الاسرائيلي بالدولتين (1998-2000م)- رسالة ماجستير غير منشورة – جامعة افريقيا ، السودان ) ص52 ومابعدها .6.قام خبراء عسكريون بتدريب حوالى ( 1500 )من قوات النظام الإرتري خلال الفترة من 1993-1996م ، وذلك في مختلف التخصصات الفنية العسكرية ، أنظر : (الأمن القومي العربي ودول الجوار الإفريقي ، ص92 ) . وقد جاء في بعض المصادر بأن الضباط والعسكريين الذين تولوا مهمة التدريب هذه بلغوا (620) ضابطاً وعنصراً عسكرياً وفنياً ومكثوا في إرتريا حوالي ( 9 ) أعوام بعد التحرير .7. تم بناء حوالي ( 6 ) قواعد عسكرية للكيان الصهيوني بنهاية عام 1996م في إرتريا .8. توجد طائرة الأواكس الأمريكية الصنع في جزيرة دهلك حسب إفادة أمين عام جامعة الدول العربية في 30/4/1993م ( انظر : عبادة خلف الله ) .9. تشكيل فريق عمل دفاعي يضم خبراء في شئون التسليح .10. أرسلت اسرائيل حوالى(350 ) فرداً عسكرياً إلى إرتريا في 1991م كما أرسلت اسرائيل ( 17) خبيراً عسكرياً إلى إرتريا في عام 1990م لتأهيل الجيش الإرتري للقيام بالمهام ال ………. !رابعاً : الدعم المالي والفني :•إرسال طلاب في منح جامعية إلى اسرائيل بصورة سنوية يتراوح العدد م بين 10-15 طالباً . •دورات تأهيلية قصيرة ( 30 -40 )فرداً (إذاعة صوت الجماهير 23/9/2000م)•قدمت اسرائيل معونات مالية لإرتريا في عام 1991م قدرت ب( 5) ملايين دولار أمريكي .•زيارة أربعة وفود زراعية اسرائيلية إلى إرتريا حيث زارت الوفود كلاً من إقليم بركة والقاش ، أكلوقزاي ، سمهر ، سراي .•قامت اسرائيل بصيانة عدد من الأرصفة في ميناء مصوع .•قدمت للنظام حوالى 10 ملايين دولاراً لإقامة سبع محطات رش عملاقة وبعض الثكنات للعساكر وخاصة قيادتهم ، وقد تم تعيين ( موشيه شاحال ) وهو رئيس سابق للموساد مسئولاً عن ملف العلاقة مع إرتريا .وطبعاً من العام 1997م وما بعده أصبح أفورقي مشغولاً بالجبهة الجنوبية التي فتحها على نفسه ، ولكن البرنامج ما يزال متواصلاً بشكل من أشكال التواصل .هذه بعضاً من المعلومات التي يمكن أن تفيد الإنسان ليعلم ويحلل جيداً سر قوة النظام الإرتري ، ولعل هذا هو الذي يدفع بعض أنظمة المنطقة للوقوف معه والخوف منه ، فهل مثل هذه المعلومات تفيد الاستقلال ( والرجالة ) التي يتظاهر بها أفورقي أم أن الأمر فيه ( إن ) كما يقال ؟!! وإلا ما الذي يبقيه إلى هذه الفترة إذا كان فاقداً لأي ظهير ونصير ، فالرجل ممسك بخيوط اللعبة القوية عبر اللوبيات الصهيونية ، ومن ثم لا يهمه ما يحدث من أصوات هنا وهناك فهل بالإمكان قطع هذه الخيوط لعل زيارات وفد علاقات المعارضة المتوقع تساهم في ذلك كما بشرونا هذه الأيام ! .العرب والاستثمارات الاستراتيجية في إرتريا : الموقف من العرب :أولاً وقبل الحديث عن الموقف الرسمي الحالي للنظام مع الدول العربية ينبغي أن لا نتجاوز موقف وتعامل نظام الجبهة الشعبية مع الثقافة العربية ، ومع الذين يمثلون هذه الثقافة بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية ، إذ أن موقف الجبهة الشعبية هو الرفض والإلغاء والتهميش بل وطمس كل معلم يمكن أن يقرِّب إرتريا من الثقافة العربية والتعامل الحالي ما هو إلا من باب الضرورة والبراجماتية والإستغلالية ، لمعرفة نظام الجبهة الشعبية واقع الجبهة الداخلية للعرب وما تعانيه من المصاعب والضغوط والآلام .وقد حدّد بعض الباحثين بأنه قد ضبط خلال الفترة من 1980-1993م حوالى ( 500) تصريح من قيادات الجبهة الشعبية كلها ترفض فكرة الإرتباط بالعرب إذن فما الجديد في اللغة التصالحية الحالية ؟!.إن التعليق على حديث أفورقي الحالي في حواره مع الرائد عن العلاقة مع العرب لا يأتي ويندرج في خانة الرفض أو الاستنكار ولكنه في سياق طبيعة تعامل النظام الإرتري مع المنطقة العربية كما مر سابقاً ولم يكن حظ العرب من نظام أفورقي إلا السب والشتائم والتقليل من مكانتهم وأدوارهم تجاه قضية إرتريا مع أن هذا يتنافى مع الواقع على الأرض فالعرب هم الذين ناصروا القضية الإرترية منذ فترة تقرير المصير وفي كل مراحل الثورة ، ولكن تنكر النظام لهم كان ضمن استراتيجية التسوية التي بموجبها غدا أفورقي رئيساً لدولة إرتريا فليس أمامه خيار إلى المضي في هذا الخط ، ولكن لماذا تبدلت المواقف مؤخراً ؟! ودخولاً في هذه الفقرة فقد جاء ضمن رد أفورقي عن التبادل التجاري والاستثمارات في إرتريا ودول الإقليم ما يلي: (فالمشاريع الاستراتيجية المشيدة في إرتريا منذ بداية عام 1999م قد اعتمدت على دعم الصناديق في الخليج ( السعودية ، الكويت ، الإمارات ) ودولة قطر بدأت في الاستثمارات ).هذا اليوم أما قديماً فكان يقول عن العرب وأموالهم وجامعتهم :قال أفورقي 🙁 لقد سئمنا التدخلات الخارجية المتواصلة منذ 52 سنه في شئوننا الداخلية ، ولن نكرر أخطاء الماضي فنحن لا نحصل على أية أموال من العالم العربي ولا نريد أموال العرب ، ولا نريد دولة عربية وهذا باختصار مشكلتنا مع العرب ) جريدة الحياة اللندنية – مايو 1990م .وقال عن جامعة الدول العربية 🙂 إن جامعة الدول العربية لا تمثل شيئاً في العالم العربي ولا في الإقليم الذي تقع فيه إرتريا فضلاً عن افتقارها لأي فاعلية مما يؤكد عدم توفر مسببات الانضمام اليها مهما بلغت العواطف التي تثار بشأن الجامعة فإن أي مواطن عربي عادي يدرك تماماً إن هذه المؤسسة لا تملك أي دور من أي نوع !! مضيفاً إن عدم تأثيرها يساوي عدم وجودها ) القدس العربي 30/5/2002م والغريب إن هذا الكلام قيل في الدوحة في ختام زيارة له لدولة قطر ؟!!.والقارئ الكريم يمكن أن يقارن بين مواقف الجبهة الشعبية القديمة من العرب والمواقف الحالية ، فالآن النظام الإرتري كلما اشتدت عليه ضائقة إقتصادية أو مالية أو بترولية فإن الرئة التي يتنفس منها هي الرئة العربية ، واعتقد لولا الوقفة العربية الهاشمية مع نظام أفورقي هذه الأيام لخر مغشياً عليه منذ العام 2000م نتيجة الأزمات الداخلية والخارجية المتلاحقة التي تحاصره من كل صوب !!ولكن هل تدرك وتحسب الدول العربية المتعاملة والمتعاطفة مع نظام أفورقي خطواتها جيداً ؟ وهل اطمأنت عليه وأمنت شره مستقبلاً ؟! مجرد تساؤل ؟!زيارة الصدفة إلى إيران :سأله محاوره (هل تأتي زيارتكم لإيران في الوقت المناسب أم ماهي دواعي توقيت هذه الزيارة ) ؟! فقال ( سيادته) !! ( الزيارة جاءت صدفة يعني الإيرانيين إلى هذا اليوم ما كان لهم أي علاقة مع إرتريا لأسباب معروفة نحن نعرفها ، يمكن كان عندهم توجهات معينة وعلاقتهم بالنظام في إثيوبيا منذ فترة موجودة وهذه العلاقة يمكن كانت مبنية على اعتبار إن هذه دولة كبيرة في القرن الإفريقي ويمكن الإعتماد عليها للدخول في هذا الإقليم من خلال اسثمارات وعلاقات تجارية ، مع مرور الزمن أقول إن الإيرانيين قد يكونوا اكتشفوا أن العلاقات التي تبنى على فهم صحيح هي العلاقات المجدية في المدى البعيد ونحن مستعدون لبناء علاقات تجارية للتعاون مع أي بلد ) أ.هـ ؟!أولاً : هل زيارات رؤساء الدول تأتي بالصدف ؟! إلا أن يكون في فهم دبلوماسية نظام أفورقي لكن المعهود إن مثل هذه الزيارات تبرمج منذ وقت، فهل يدرك أفورقي معنى ما يقول ! أم إنها العنجهية والغطرسة التي أعمته حتى من التوقف عند العبارات قبل النطق بها ؟!ثانياً : كيف كانت تكون إجابة أفورقي إذا كان الرئيس الإيراني هو الذي زار إرتريا وليس العكس ؟ثالثاً : من المحتاج إلى من ؟ إرتريا ونظامها أم إيران وإمكاناتها ؟!رابعاً : من يتوقف عند العبارات المستخدمة كأنه يفهم بأن الإيرانيين كانوا يتلهفون إلى الوصول إلى نظام أفورقي وفتح صفحة معه ، فهل هذا يستند إلى حقائق وواقع ؟!وبقطع النظر عن الموقف من الدولة الشيعية في إيران فإنها تستحق الإشادة لوقوفها الصلب في وجه الطغاة الإمبرياليين ، فهل دولة تناطح هؤلاء الكبار العتاة محتاجة إلى ( دويلة نظام أفورقي )!.خامساً : ما هو الفهم الصحيح الذي بنيت عليه العلاقات ؟ وهل الفهم الصحيح يتم بهذه العجالة والسرعة ؟!وتأمل قوله: ( قد اكتشفوا ، والفهم الصحيح ) إلا أنه ختم الإجابة بأن العلاقة هي( علاقة مصلحة تجارية ) وهذا يعني أنها علاقة يمكن أن تتحول في أي لحظه ، وما المصلحة التجارية التي تشكلها إرتريا الآن للسوق الإيرانية ؟! ولا حتى مستقبلاً ؟!! وفي سؤال ختامي مثير للاستفهامات سأله المحاور قائلاً : ( …. نرجع لمسيرة الثورة … سيادة الرئيس إسياس أفورقي لقد سئل الرئيس الكوبي فيديل كاسترو عام 1988م من هم أصدقاؤك الشخصيون فكانت إجابته إن أصدقائي هم الناشطون في تنفيذ البرنامج الوطني للثورة .. سيادة الرئيس أفورقي من هم أصدقاؤك ) ؟فقال أفورقي : ( أنا فخور باحتفاظنا بالمبادئ المعلنة لأكثر من أربعه أو خمسة عقود . وكل من يحترم هذا الشعب ويعمل لخدمة هذا الشعب بصدق وإخلاص هو صديقي . ولكن من عمل لخدمة هذا الشعب وضحى ثم انحرف ليس صديقي . هذا كان صديقاًفي مرحلة معينة لكن بعد انحرافه وخروجه عن الخط ! لم يعد صديقاً . المعيار في نهاية المطاف هو الشعب الإرتري . من يخدم هذا الشعب بإلإخلاص والجدية ودون أن يكون هناك تذبذب وتقلبات في المواقف هو صديق الأمس واليوم والمستقبل ) . ولنا أن نتساءل :1.ما هو مصدر فخر أفورقي ؟ وما هي المبادئ المعلنة منذ 40 أو 50 عاماً ؟!! إن أفورقي بهذا الكلام يقول إن كل ما يجري على الأرض في إرتريا هو ضمن خطة مرسومة منذ إعلان ( نحن وأهدافنا ) وإلا ما ذا تعني هذه العبارة ؟!2.هل أفورقي يحترم الشعب الإرتري ؟! كيف يقول هذا ونصف الشعب مهجر ومحروم من العودة منذ ما يقارب ال ( 50) عاماً وأخيراً قال وزير خارجيته ( البقاء للأبد ) ، ونصفه مجند في الخدمة العسكرية الإلزامية ، ونصفه معتقل يعيش في غياهب السجون منذ العام 1993م ؟! ونصفه الغيت بقوة الدولة ثقافته ولغته وهمش بل طارد حتى القلة القليلة التي دخلت بعيد التحرير لتساهم في تنمية بلادها ثقافياً وإجتماعياً ومالياً ؟! فهل هذا سلوك من يحترم الشعب ؟!3.ما هو معيار الإنحراف عن الشعب ومصالحه ؟!وما هو الخط الذي خرج منه من وصف ( بالمنحرف ) ولمن موجهة هذه الرسائل ؟!!!وأخيراً فإنه يجدر بي في ختام هذه الوقفات والأشياء الأخرى إثارة جملة من التساؤلات التي تحتاج لمزيد من إعمال العقل ، والإجابة عنها ليست من الإجابات الحدية أو مما تتسم بالمطلقية وإنما تتشكل الرؤية فيها من هنا وهناك ، والكل يمكن أن يسهم في إنضاجها وبلورتها مع تفاوت درجات التحمل من فرد لآخر أو فئة وأخرى .وهذه التساؤلات هي :1.كيف يمكننا بناء المجتمع القائد ؟ وتحقيق قوامة المجتمع ؟ وإذا كانت متوفرة في مجتمعنا فكيف يمكن تعزيزها لتكون قوة مانعة جامعة ؟ وما دور النخب القائدة في ذلك ؟2.كيف يمكننا أن نحقق الوفاق الوطني مستصحبين المكونات الأساسية لمجتمعنا دون تجاوز أو تهميش لكل ما هو أصيل ؟! وكيف يمكننا توظيف الخبرة الطويلة التي تجمعت لدى المثقفين والقادة السياسيين من أبناء إرتريا في الوصول إلى الأهداف الكلية الجامعة التي يقوم عليها مشروع الوفاق الوطني أو المشروع الوطني الإرتري القائم على الوفاق والتراضي والقبول الطوعي ؟3.وكيف يمكننا أن نحقق الوحدة في إطار التعدد والتنوع سواءً في إطار الرؤى أو البرامج العملية وصولاً لاتفاق حول خطوط معلومة لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال مهما كانت الظروف ؟!4.وهل بإمكان المعارضة الإرترية أن تتبنى مشروعاً وطنياً محدد المعالم والأهداف ؟ وتقوم بحشد الرأي العام الداخلي وتتجاوز هذه الطريقة التي تدير بها العمل السياسي ، فإن عامل الزمن وتقلبات الوضع الإقليمي ليس في صالح قيادات المعارضة الإرترية ، وإن حركة التاريخ لا يمكن أن تتوقف أو ترجع إلى الوراء ومن لا يقود التغيير يقاد إليه ويفرض عليه ما لا يجد مناصاً من القبول به في أحيان كثيرة ، والواقع من حولنا مليئ بالدروس والعبر فلاداعي لانتظار الرحمات دون العمل لها . وهل يمكن تجاوز الأطر الضيقة إلى آفاق أوسع والاستعداد لاستحقاقاتها ؟!5. وهل بإمكان المعارضة أن تتقدم بما يقنع صناع القرار بأنها جديرة بتحمل تبعات التغيير وقيادة المجتمع والدولة في حال سقوط أو إسقاط نظام أفورقي ؟!وفي الختام : كنا مع أفورقي بين الأمس واليوم فهي مواقف ومواقف ، فأفورقي رجل ماوي تقدمي تحرري ، وهو أيضاً ليبرالي براجماتي وهو أحد القادة الأفارقة الجدد كما وصفه من سماهم ( أمراء النظام العالمي الجديد ) .وهو حليف ومحارب للإرهاب ضمن الحلف الأمريكي إلا أنه رفض عرضه ، وأخيراً هو مرشد روحي وقائد لمجموعات ( المجاهدين ) في الصومال ، وأحد زعماء القرن الإفريقي الذين يقفون ضد الهيمنة الغربية والأمريكية وأخيراً نراه يتوجه إلى إيران فهل يريد أن ينضم إلى حلف (دولة الفقيه والهلال الشيعي ) ؟!إن كل ذلك فعله أفورقي ويمكن أن يقول أكثر من هذا ويفعل ما لا يمكن أن يتصور عقلاً . ولكن هل يمكن للآخرين أن يرتبوا صفوفهم ويتحركوا بخطى ثابتة لوضع حد لمعاناة الشعب الإرتري الذي يذيقه أفورقي صنوفاً من العذابات والآلام ؟ آمل ذلك .وختاماً شكراً لكل الذين يتواصلون معنا عبر الكلمة المقروءة سواءً كان من جيل الثورة أصحاب التجربة أم من جيل الشباب سواء عرفانهم بأشخاصهم أو كانت المعرفة عبر الكلمة والقلم ولا أنسى القائمئن على أمر الشبكة العنكبوتية ومزيداً من الكتابات المسئولة حتى نحقق أهداف أمتنا وإن غداً لناظره قريب ، وما أفورقي ونظامه إلا ظاهرة ستزول حتماً ، وإن طال الزمن ، فلا دوام إلا للحي القيوم ، والتجارب في الحياة كثيرة ولكل دورة حياة ليس إلا !!والســـــلامAlisaed30@hotmail.com20/8/2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى