منظمات المجتمع المدني (1-2) : صالح أشواك
4-Oct-2011
المركز
لا يزال الحديث عن منظمات أو عن “المجتمع المدني”، غير واضح على نحو ينطوي علي الدقة في الساحة الوطنية الإريترية لأن ثمة تباينات نظرية وعملية، فلكل منا له فهمه وتفسيره الخاص الذي ينسجم مع ما يهدف إليه وهذا يعني أن كل منّا يقصد أمراً مختلفاً.
فأنه من المهم تحديد الإطار التاريخي لظهور منظمات المجتمع الوطني وما هي الضرورات التي أفرزتها كأمر تم التعاطي معه علي النحو الذي جعل منه فيما بعد مدارس فكرية متباينة ومفاهيم اصطلاحية مختلفة استعمل مفهوم المجتمع المدني في الفكر الغربي منذ النهضة في القرن الثامن عشر هذا هو الإطار الزمني لظهور مصطلح المجتمع المدني ومن ثم أصبح لكل مدرسة تفسيرها الخاص فأن توماس هوبس يري في المجتمع المدني (هو المجتمع القائم على التعاقد) أما جون لوك فقد( اعتبر الحكم المطلق لا يتفق مع طبيعة المجتمع المدني و إنما يجوز برأيه عزل السلطة إذا أخلت بنصوص العقد وبهذا جعل لوك المجتمع مصدر شرعية الدولة) فيما يرى جان جاك روسو) ان السيادة لايمكن ان تكون موضوع تفويض، بل يمكن انتقالها، ولا يمكن ان يتنازل الشعب عن السيادة والحكم) وإذا ما حاولنا أن نرصد التطور الفكري الذي حدث في أروبا فأن التعريف للمجتمع المدني أخضع للأيدلوجيات الفكرية فأن هيغل يرى في المجتمع المدني (يمثل الحيز الاجتماعي والأخلاقي الواقع بين العائلة والدولة) وهذا يعني بأن بأن هيغل يري أن المجتمع المدني يتشكل بعد مرحلة بناء الدولة فيما يذهب كارل ماركس في تفسيره للمجتمع المدني على انه (الأساس الواقعي للدولة؛ مجموع العلاقات المادية للافراد في مرحلة محددة من مراحل تطور قوى الانتاج او القاعدة التي تحدد طبيعة البنية الفوقية بما فيها من دولة ونظم وحضارة ومعتقدات)وتباين التعريف لمنظمات المجتمع المدني أربك الكثيرين في تنبي تعريف محدد ولكن لعومل المكان الزمان فأن ما ذهبت إليه الندوة التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت 1992 في تعريفا للمجتمع المدني:علي هذا النحو ( هو مجموع المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في ميادينها المختلفة في استقلال عن سلطة الدول لتحقيق أغراض متعددة، منها أغراض سياسية كالمشاركة في صنع القرار على المستوى القومي ومثال ذلك الأحزاب السياسية، ومنها أغراض نقابية كالدفاع عن المصالح الاقتصادية لأعضاء النقابة، ومنها أغراض مهنية كما هو الحال في النقابات للارتفاع بمستوى المهنة والدفاع عن مصالح أعضائها، ومنها أغراض ثقافية كما في اتحادات الكتاب والمثقفين والجمعيات الثقافية التي تهدف إلى نشر الوعي الثقافي وفقا لاتجاهات أعضاء كل جمعية، ومنها أغراض اجتماعية للإسهام في العمل الاجتماعي لتحقيق التنمية. وبالتالي يمكن القول أن الأمثلة البارزة لمؤسسات المجتمع المدني هي: الأحزاب السياسية-النقابات المهنية-النقابات العمالية-الجمعيات الاجتماعية والثقافي)فأن هذا التعريف ربما يمثل معبراً مرن يمكن النفاذ من خلاله إلي تجاوز حالة عدم التوافق علي تعريف منظمات المجتمع المدني التي نعيشها في حواراتنا التمهيدية للمؤتمر المرتقب .الشروط التي يجب توفرها في منظمات المجتمع المدني حسب ما تم الإجماع عليه من أغلب المدارس الفكرية التي عبرت عن إيمانها بفكرة المجتمع المدني فأن المهم جداً أن تعبر هذا المنظمات علي قيم مهمة يمكن توضيحها علي النحو التالي .1. أن تتسم بالاستقلالية وعدم التبعية السياسية2. يجب أن تكون جزء أصيلاً من منظومة التغير أن تكون جزء من الحكومة في حالة سقوط النظام .3. أن تكون اكتساب العضوية فيها لا يخضع لمعايير التوريث أو العرق أو الديانة أو العنصر4. أن تكون منظمات طوعية، أي أن الانتساب اليها يتم وفقاً لاختيار واعٍ وحر.5. لأن منظمات المجتمع المدني تم تعريفها بأنها الضلع الثالث الذي يضاف إلي القطاع العام والخاص لذا فأنها يجب أن لا تكون منظمات تهدف الربح من طبيعة أنشطتها.6. أن تكون منظمات ديمقراطية وهو ما يميزها عن المؤسسات التقليدية وتمارس الديمقراطية في جميع أعمالها وعلاقاتها الداخلية، بين هيئاتها وأفرادها وبينها وبين محيطها الخارجي. أن تكون منظمات تعددية أي تقبل بالاختلاف والتنوّع.يبع (1_2)