مقالات

مفاتيح :تقوربا وتلمس ما حولها – جمال همد*

17-Mar-2008

المركز

في سبعينيات القرن الماضي تم تسمية يوم 15 مارس من كل عام يوماً لجيش التحرير الارتري الذراع العسكري لجبهةالتحرير الارترية واعتبرت أدبيات جبهة التحرير ( الأم ) وفصائلها فيما بعد معركة تقوربا واقعة مفصلية ،غيرت مجرى التاريخ العسكري ،

وقد كتب الكثير عن أهمية هذه المعركة وضرورتها ، وبعد مرور ما يقارب النصف قرن تحتاج هذه الواقعة العسكرية لرؤية جديدة وكتابة جديدة بعيداً عن مفردات العواطف التي أريد منها التعبئة وحشد الطاقات ، في مفاتيح هذا الأسبوع نحاول تسليط الضوء على الوضعين الداخلي والخارجي الذي ساد آنذاكداخلياً : أوجدت نتائج المعركة مكاناً حباً في أوساط الشعب الارتري وفتحت الباب واسعاً للدعم الجماهيري ، كذلك استطاعت جبهة التحرير أن تسحب البساط من منافستها حركة تحرير ارتريا التي لم تتبنى اسلوب الكفاح المسلح آنذاك ، وكذلك وهذ الأهم ان جيش التحرير تجاوز احساسه باليتم بعد الوفاة المفاجئة لقائده حامد ادريس عواتي ، كما استطاع الثوار رغم قلة عددهم وعتادهم الحاق الهزيمة بجيش مؤهل وغنموا بعض العتاد العسكري ، مما ادى الى تغيير الاستراتيجية والتكتيك الحربي الاثيوبي فيما بعد ليعتمد سياسة تجفيف منابع الثورة ونتج عنها الابادات الجماعية التي ارتكبت تجاه المواطنين العزل ليسجل التاريخ أول موجة لجوء للسودان في العام 1967م ، لم يحدد الثوار مكان وزمان المعركة ومع ذلك أبلى الثوار وخاضوها بجدارة ومع فقدهم 19 شهيداً مقابل 84 قتيلاً في أوساط الجيش الاثيوبي المهاجم الا أن المعركة تعد انتصاراً عسكرياً بمقاييس حركة التحرر الوطني آنذاك كما أن المعركة مهدت لاعادة انتشار جيش التحرير وتنظيم هياكله واستلاف التجربة الجزائرية التي قسمت ارتريا الى خمس مناطق عسكرية وادخال العمل السياسي داخل الجيش من خلال تسمية مفوضين سياسيين لهذه الوحدات أخيرا على المستوى الداخلي يمكن أن نقول ان الامبراطورية الاثيوبية غادرت مقولات قطاع الطرق والخارجين عن القانونوارسال الشرطة اليهم لينزل الجيش النظامي الاثيوبي ليخوض المعركة خاصة الوحدات العائدة من الحرب الكورية أما خارجياً : المعركة جرت في ظل تصاعد حركة الشعوب في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فيما عرف بحركة التحرير العالمية والدعم الكبير لهذه الحركات من قبل الاتحاد السوفيتي ، وتطلع الشعب والثوار في ارتريا للانضمام الى هذه الحركة العالمية ، كما تعتبر المعركة محاولة لكسر حالة التعتيم الاعلامي المفروض على ما يجري في ارتريا يضاف اليه التضييق الذي كانت تعاني منه الثورة من قبل نظام الجنرال عبود في الخرطوم الذي أعاق الدعم الشعبي والحزبيوالمدني السوداني للشعب الارتري في الختام : المعركة حسب أدبيات جبهة التحرير الارترية جرت يوم 15 مارس 1964م وهنالكمن يشكك في هذا التاريخ ، وقد قادها محمد علي أبورجيله متعه الله بالصحة وعدد كبير من قيادات الثورة الارترية آنذاك منهم عثمان ابوشنب في جبل أدال في منطقة أبحشيلا شكور غربي ارتريا أثبتت المعركة أن البطش العسكري والأمني لا يقضي على المقاومة والرفض ، فهو ينتصر الى حين ولكنه يهزم في كل حين ، هذا في العلاقة بين الشعوب ومستعمريها ، وينطبق أيضاً على علاقة الشعوب بأنظمة حكمها الوطنية تتذكر الآن وبعد مرور ما يقارب النصف قرن أبطال تقوربا وسيظل التاريخ يقول ذلك ولكنهلم يذكر أحد ن قادة الجيش الاثيوبي الغازي حتى في التاريخ الاثيوبي نخلص الى القول ان التاريخ سوف يمجد الأبطال أصحاب الحق وليس الباطشين والقساة الذين سيرمون في مزابل التاريخ وفي ارتريا الكثيرين منهم تحية لأبطال الشعب الارتري الحرية للمعتقلين السياسيين في سجون أسمرا من مناضلي شعبنا *نشرت في صفحة رسالة ارتريا بصحيفة الوطن السودانية 14مارس2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى