مقالات

للوطنَ للموتَ والحياةِ! إبراهيم إدريس محمد سليمان *

12-Nov-2012

المركز

“كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ” (185)

لعموم الأسر التي فقدت ذويها وبعلها ونسائها ورجالها وأحفادهم في وطني والمهجرَ الذي أصبح وطناً أخر للبعض منا. في ألمِ وأيمان أعيد معكم من كتابَ الله أعلاه ما يبُصرنا ويهدينا في المِحنة والنكبة وعند الفقد والحياة. في أسبوعاً وبضع أيام ،ها نحن من جديد ُنتابع ونعيش الفقد مع أسر إرتبطنا بها في ربوع الوطن وهي تنعى وتودع في إحتسابَ فقدهم. وبين محُيط هذا الفضاء الأسفيري وعِبر كُل الوسائط تمكنا في حنان ، مشاركتهمَ المصابَ حيث مِنا من عاش معهم اللحظة والأخرى في ودِ وصفاء ومحنة وصبر وتبَصُرْ. 1- قبل ايام من محاولة خطَ هذا المتنَ وأنا أتواصل عِبر – التواصل الإجتماعي – مع زميلي في الحركة الطلابية الأستاذ / جمالَ هُمدّ وقبل تحقيق نباء رحيل القائد العمالي المناضل/ علي حسب الله أحمدين ، إنتابني رحيق الفقدَ حد الفاجعة لِقُربَ ساعاتَ المعلومة وتحقيقها التي تابعها هذا الصُحفي الناشط بين – الخرطوم – ومدينة كسلا – حتى أن تمكنَ من أن يبُثها من بعد ان تيقن ” للِنباء” الذي أتى علينا حد ثمالة الفاجعة التي أسكنتني دائرة التيهة والهلعَ من جديد. كُثر المصابَ علينا أفراًدا وجماعاتَ. فقلتَ لنفسي : ها نحن نفتقد رمزاً آخر، ومن قبله ” الكُثر” اللذين وهبوا حياتهم للوطنَ في إخلاصَ وتفاني وحِنكة وريادة – فاقتَ كُل صنوفَ البطولة التراجيدية في كُل ملامحها – لاسيما أن أمثال هؤلاء لم نتمكنَ بعد من تدوين تاريخهم – وهم القاعدة – التي ترسخت من خلال تجاربهم ومشاركاتهم الفاعلة لتاريخ مجيد وعظمه اقصد تاريخ “الإتحاد العام لعمال أريتريا ” في إطار خط ” المؤتمر الوطني الأول” لِجبهة التحرير الأريترية الذي وضع اللبنة الأولى لبرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية. – فُقلتَ لنفسي وجيلي : اليوم وجبَ أن أُطالبَ معكمَ قائداً أخر ، أتيقنَ فيه الريادة و الطليعية والإخلاص و التفاني لاسيما أنه هو أحد الرموز التي تعلمتَ من هديها ، معنى النضال الديمقراطي و النهج الثوري في بداية مهدي بالتعلق بالتجربة الوطنية الديمقراطية في ربيع الستيتنات ونضوجها وتفتقها من أجل التحول – الأقتصادي و الأجتماعي والسياسي – ؛ الا وهو الذي الأنسان الخلوق الساكنُ بيننا هماً وسلوك من أجل ضخ الحقيقة في أن” يُملكَّ” الأجيال حق تاريخ الأطلاع على تاريخ هذة الحركة الرائدة التي أسس لها الشهيد / علي عُثمان حِنطي وكان من رفاقه أمثال هذا الراحل المٌقيمَ . اليوم أقول معكم ومن خلالكم للإستاذي / إبراهيم محمود قدمَ ممهوراً بوافر الود و الأخلاصَ بل التقدير أن يساهم مع رفاقه من الأحياء – للبدء في كِتابة هذا التاريخ العظيم – وهو أخر القادة اللذين إنتخبتهم تلك التجربة الخاصة في إطار تجربة الإتحاد وتنظيمنا – جبهة التحرير الأريترية – قبل نهاية حقبة العقد الثالثَ من عُمر التنظيم.اليوم وأنا أستعُد لِكتابة هذا المتنَ ، تواصلتَ أيضاً مع أخي الأكبر الأستاذ / حمد محمد سعيد كُلهْ عِبر الهاتف وهو ينبرئ صوبَ نداء جاليته في غُربته ” الثانية” في مدينة لندنَ لتقبل العزاء في فقيد الشباب الرائع / محمد سعد كُله الذي وافته المنية في مدينة الخرطوم بعد رحلة ألم ومصابَ ومعاناة بين مدينة – تسني – مروراً بمدينة كسلا – حتى أن قضى نحبِه – في مدينة الحرطوم هذه المدينة التي كانت ومازالت قبلتنا من الوطن وللوطنَ في كثير من التجاربَ مع مُدن أخرى. – ألمني بحق أن أستمع لصوت أخي الأكبر الحنونَ والطيبَّ المعشر و الحذق والثائر في وداعته وأخوُتهِ التي هي من طبيعة أبناء وطني الذينَ عمقوا فينا عِشق الوطنَ. هاتفته قائلاً دون التحية ” الموتَ حقَ” فجابني بلِغة التقرى المُعبرة قائلاً ” أبايكاّ” إبراهيم . وبعدها ترحمنا بعضنا في الفقيد ومن ثمَ وبصوته ” الرنانَ و الواضح في إخراج المعاني والعِبر و الدروسَ” حدثني عن مُصابَ الأسرةِ الكُبرى حيث ذكر في رباط جأش وصبر ومِحنة وألمَ وهو من خبر كبار التجارب مع رفاقه في إطار الثورة . عندها تذكرت معه (الآ داير) أخوتي بُرعي و أحمد داير مروراً باسرة من أعز المُدنَ لقلبي وهي مدينة أباه وجدي في فقيد / آل عُمر بطارية . في إطار هذه الدقائق كعادة ” الشفاهة الدائمة” حدثته عن أخر حديث لي عِبر الفضاء الأسفيري مع أخي جمال كُله أخيه الذي كان بجانب الفقيد من رحلة مرضه لرحيله ، حيثُ كنتُ قبل يو م رحيله من مدينة “دُبي”قد تواعدنا وتفاكرنا بأن نساهم معاً في مشروع شراء ” ألواح ورقائق الطاقة الشمسية ” لتكون داعماً للحبيبنا الفقيد / محمد سعدَ ورفاقه في الوطن وهم يعملوا ليلاً نهاراً من أجل زراعة مشاريع أراضي بركة والقاش . التي تعرفتَ عندها بالمرحوم / محمد سعد ذات يوماً بعد الإستقلال مع رفاقه بين المشاريع ، حيث كان هناك / جمال حاج علي و المرحوم /طه يسين شيخ الدين و العزيز / جعفر قلايدوس وأخرينَ من خيرة أبناء الوطنَ الأوفياء . – وأنا أتحدثَ مع أخي الأكبر المناضل/ حمد محمد سعيد كُله لم أغفل أن أسأله عن أخبار الأسرة فرداً فردا ، فأخبرني أين زهور /وعائشة / ونفيسة الأنَ ؛ لكم زاد ذلك من ألمي عندما تيقنتَ أنه يتحدث عن ثلاثة دول ومُدنَ وتاريخ مُشترك للإجيال في وقتِ واحد بين (سوريا وأريتريا /وجيبوتي /وهو في /المملكة المتحدة ومثوى أخيهم في /السودان).- كما أنه لم يغفلَ عن ذهِني بأنني كُنتَ أتحدث بالأمس مع أختي الأصغر الكبيرة في شخصها وتجربتها / نعمة دبساي قرزا وعمي /عُمر محمد سليمان ‘تاريخ وعلاقة هذه الأسرة وعلاقاتها الطبيعية مع الأخرينَ والتي هي من عُمر تاريخ تكوينَ فكرة “الوطن الكبير” عكس فِكرة ” الجهوية والعاشائرية ” التي بغضها. الأستاذ / حمد محمد سعيد كُله وهو يكتبَ مرثيته عن عمي الراحل/ محمود سليمان ، وجدتَ أخي الأكبر يتحدث في إسهاب عن الراحلين عمي /صالح /والوالد/ ومحمود وجيلهم وعلاقة الأسرتين في مدينته أغُرداتَ مما جعلني أتذكر “رابعتينَ” في ذات المدينة كانوا أطرافها الأعمام الراحل المُقيم / العم إدريس محمد أدم/ والعم برهاني هيلي/ والعم يسين سليمان داود ، و رابعة أخرى تصغرهم بعددها وأعمار القائمين عليها وهم من المناضلونَ / محمود محمد صالح / ومحمود محمد سليمان/ ومحمد صالح أبو شيبه. هُنا تذكرت – بل أيقنتَ – أنه يتحدث عن فكِرة أكبر حيث في لحظات عرجتَ في إجازعلى تاريخ عميق المعنى في الفقرتين أعلاه ، وأن كُل من ذكرت من أسماء وتجاربَ هي من ذات التجاربَ بين أبناء وطني الكبير وفي مساحاتَ أكبر ومعاني أعمق ، إطلعنا عليها في الأونة الأخيرة ونحن “كُلنا” ننعي أبناء و نساء ورجال الوطنَ .في الخِتام أقول بل أعيُد قولاً في هذا المقام أجده أقل ما يُمكنَ أن يُقال: “الحيـاة ليسـت ما يعيشه أحدنا، و إنما هـي ما يتذكره، وكيف يتذكره ليرويه. “جابـريل قارسيـا ماريكـيزإنه الوطنَ و إنه الموتَ كما إنها الحياةُ.• كاتب إريتري يقيم في دينفر كلورادو ــ الولايات المتحده وكتبه في /الحادي عشر/ من نوفمبر 2012م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى