مقالات

السودان وارتريا علاقـات تحكمـها المصالح والتـاريخ : فاطمة رابح*

14-Sep-2013

عدوليس

العلاقات السودانية الارترية محكومة وفقا للمصالح والتاريخ المشترك مع هذا فان تقديرات سياسيين سودانيين ترى ضرورة تحسين العلاقات مع ارتريا يعتبر أمرا مفيدا كما دولة اثيوبيا وتنصح الحكومة بوضع ميزان العلاقات جيدا دون ترجيح كفة لأي من الجانبين .

وتصف القوى السياسية السودانية الحراك الدبلوماسي الذي يشهده السودان وارتريا من كل حين الي اخر في انه طبيعي ويجئ حسبما الظروف التي تقتضي ذلك مما يدفع حكومتي البلدين للتنسيق والتشاور في اطار العلاقات الثنائية ، ويأتي هذا الحديث متسقا تماما مع ما تحملة الحقيبة الدبلوماسية الارترية تحمل رسالة الرئيس الارتري اسياسي افورقي للرئيس عمر البشير امس الاول ،و المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها
وبحسب ماهو معلن فان الدولتين اتفقتا اول من الامس علي تنشيط العلاقات الثنائية لتكون اساسا لعلاقات اقليمية سوية وناشطة تمثل رؤى وطموح القيادة بالبلدين كما ان السودان ابدي رغبته في ان تكون علاقاته مع ارتريا نموذجا، هذا الي جانب التنوير الذي قدمة السودان لارتريا فيما يتعلق بعلاقته مع دولة جنوب السودان والخطوات العملية نحو التفعيل، بينما قام المبعوث الارتري باطلاع الجانب السوداني ممثلا في نائب الرئيس علي عثمان محمد طه بطبيعة الاوضاع الداخلية التي تعتري ارتريا .
ويعتقد سياسيون ان العلاقات السودانية الارترية تشهد تحسنا ملموسا في الفترات الاخيرة اكثر من الاعوام الماضية حيث كانت تعكر صفوها القوات المتمردة ، والتي تحتفظ بهما الحكومتان ككروت ضغط تخرجها ايا منهما في وجه الاخر.
وينظر للخرطوم واسمرا في ان تطوير علاقتهما مهم خاصة في الوقت الماثل لانهما يحتاجان لبعضهما البعض بشدة بصورة اكثر مما مضي في ظل التقاطعات والتشابكات الداخلية لكل دولة حسبما يشير القيادي بمؤتمر البجا عبدالله موسى وهو يعتقد ان العلاقة التي تربط البلدين لاتحكمها ضوابط وانما تجئ وفقا لمتطلبات المرحلة وحسب مقتضيات الاحوال لكل منهما، ويري ان الجانبين يمران بصراعات داخلية مما يتطلب جلوسهما وجها لوجه لضمان استقرارهما الامني بيد انه يعتبر في ان اسمرا تمر بأزمة اقتصادية ولها عدائيات مع الدول التي تجاورها ما يدفعها نحو الخرطوم لتأمين الموقف الاقتصادي وانسياب الحركة التجارية دون توقف، وفي المقابل الخرطوم تريد منها ضمان استقرار الامن في الشرق، ويطالب بضرورة ضبط السكان في المناطق الحدودية باعتبار ان السيولة متدفقة بصورة كبيرة مع وجود قبائل بدوية ويشير موسى الي ان السودان يحتاج ثانية الي ارتريا لابعادها الدولية بحكم علاقاتها في تجربة القرن الافريقي والدول الافريقية وموقعها الجغرافي الذي يمثل بوابة شرقية لافريقيا .
والسؤال الملح الذي يفرض نفسه بقوة الان هل التقارب السوداني الارتري في هذا الوقت، بداية لعلاقات استراتيجية ام انها كما يصفها السياسيون طبيعية ، هنا يعبر مواطن من الشرق فضل حجب اسمه ان التحرشات التي يتعرضون لها في الحدود الشرقية تدفعهم بالتقارب كمواطنين للتعامل مع مواطني ارتريا .
ويعتقد المراقبون ان الرئيس البشير سعي لتوطيد العلاقات الجيدة مع السودان واثيوبيا والسودان وارتريا بصورة متوازنة .
وفي هذا السياق يشدد نائب رئيس حزب الامة القومي اللواء معاش فضل الله برمة ناصر ان العلاقات السودانية مع دولتي اثيوبيا وارتريا تتطلب نوعا خاصا من التوازن وان الوجود البشري لكلا الدولتين بكثافة في السودان مع الامتداد الاقتصادي والحدودي علي نحو واسع الي جانب الابعاد الاقتصادية والروابط التاريخية وان هذا الرابط يتطلب وضع الميزان بينهما جيدا لعدالة العلاقة دونما ترجيحها لاي منهما ونصح السودان مراعاة المصالح المشتركة وتوطين علاقات حميمة وطيبة معهما والابتعاد عن تفضيل او تمييز طرف علي الطرف الاخر وحرض السودان علي القيام بدور حمامة السلام لرأب الصدع بين اثيوبيا وارتريا .
المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر يري ان السودان في كثير من المحافل يصنف من دول شرق افريقيا وهذا يعني ان مستقبل دول القرن الافريقي في الشرق مهم وفي هذة الحالة فان ارتريا رغما عن انها صغيرة وعدد سكانها قليلون الا انها تمتلك موقعا استراتيجيا مميزا وانها محل اهتمام السودان خاصة وان مشاكله لم تنته وانه يحتاج اليها في استكمال العملية السلمية والاستقرار في الشرق ومع دولة الجنوب، ويشير الي انه وعلي الرغم من ان ارتريا تعتريها ظروف مماثلة داخلية وعداء مع جارتها اثيوبيا الا انها مقتدرة في التأثير علي سياسة السودان الداخلية والخارجية، ويحث السودان علي استثمار علاقاته مع ارتريا في الاقتصاد وفي مجال الاستثمار كونه يعتبر بوابة شرقية.
* صحيفة الصحافة السودانية – 14 سبتمبر2013م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى