أخبار

كلمة التحالف الديمقراطي الارتري بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتحريـر ارتريا

25-May-2006

المركز

شعبنا المناضل الأبيّ: بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتحرير ارتريا يطيب للتحالف الديمقراطي الارتري أن يتقدم بالتهنئة الحارة الي شعبنا البطل بالداخل وفي جميع أنحاء العالم، ذلك الشعب الذي ناضل لنصف قرنٍ من الزمان وسهر طويلاً وضحَّي بالكثير لتكون ارتريا حرةً ذات سيادة،

ويهنئه ثانيةً بأن دمه وعرقه لم يذهبا هدراً، وإنما جعلا ارتريا الحرة ذات السيادة حقيقةً واقعة، ويحيـــِّــي بصفة خاصة ويذكر بفائق الإجلال في هذه المناسبة بالذات من ضحوا بأنفسهم من شهدائنا أو تعرضوا للإعاقة من جرحى ومعاقي حرب التحرير، أولئك الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل تحرير وطنهم وحرية شعبهم غير هيابين ولا وجلين.بعد خروج القوات الاستعمارية من ارتريا في مايو 1991م وهي تجرجر أذيال الهزيمة والعار، اعتقد شعبنا أن السلام قد أقبل، وأن الحرب وأخبارها قد ولت بغير رجعة، وأن ارتريا سوف تكون وطناً يسوده الرخاء والاستقرار، وأن شعبها المشرد سوف يلتئم شمله، وأن الحزن والبكاء قد غادرا ارتريا وودعاها غير عائدَين. انطلق شعبنا من تلك الآمال السعيدة والأحلام الوردية، وتوهم أن جميع آماله ومسراته قد تحققت، فلم يترك شكلاً من أشكال التعبير عن الفرح إلا وعبر من خلاله عن فرحته، بل لم يلبث أن طارت به الأشواق الي الوطن كي يعيد هناك بناء ما تهدم، وكما يذكر الجميع أن المجتمع الدوليَّ هو الآخر انطلاقاً من اعتقاده وأمله أن الارتريين سوف يبنون في القرن الافريقي على أنقاض الحرب والدمار وطناً مثالياً متحضراً، بدأ يقدم لنظام اسمرا دعماً غير محدود، بيد أن كل تلك الآمال والتوقعات العظيمة التي وُضِعت على ارتريا الوليدة قد تبخرت بفعل السياسات الخاطئة للنظام الدكتاتوري الذي تربع على عرش السلطة هناك.شعبنا الثائر الأبيّ: على الرغم من مرور خمس عشر عاماً على خروج المستعمر الأجنبي من أرضنا، ما يزال شعبنا يعاني من غياب السلام والديمقراطية والعدالة، ويلهب ظهرَه سوطُ اللجوء والفقر والجهل والمرض، كما أن بلادنا ارتريا عُرِفت في العالم والاقليم بأنها بلاد التدخل في شؤون الآخرين، والبحث والتنقيب عن المتاعب والحروب، فضلاً عن كونها وطن الجوع والهجرة واللجوء، كما أصبحت مثار حديث الأجنبي والمواطن كونها إحدى أكثر البلاد انتهاكاً لحقوق الإنسان بصفة عامة، وبصفة أخص لاعتقالها الصحفيين ورجال الدين والسياسيين المعارضين واتخاذ من هرب أبناؤهم من الخدمة العسكرية الإلزامية رهائن معتقلين.على أن شعبنا لم يرتعد خوفاً مما ينزل به من عناء السجن وسياط الدكتاتورية، وعلى العكس بدأت مقاومته تشتعل شيئاً فشيئاً كما يشتعل الشرر لهيباً من بين أنقاض الرماد، ومن أبرز نماذج هذه المقاومة الشعبية الصلبة، منشورات المعارضين للنظام والتي بدأت تــُـــــوَزَّع في شوارع ارتريا في هذه الآونة، بالإضافة الي المسيرات والتظاهرات المعادية للنظام التي ينظمها الارتريون في الخارج مع قيام كافة وسائل الاعلام الارترية المستقلة في بلاد المهجر بتعرية النظام وكشف وجهه القبيح باستمرار، كذلك بدا واضحاً وجلياً أن التئام شمل التنظيمات الارترية المعارضة تحت مظلة نضالية واحدة وتمكنها من حل خلافاتها بالحوار المهذب وعن طريق الأخذ والعطاء والتسامح، وليس بواسطة الرصاص والصياح، قد أصبح أحد أهم مسببات القلق والسهر لنظام إسياس وأعوانه، ولكن النظام الدكتاتوري الذي أصابه الهلع من هذا الحراك السياسي الجماهيري المعارض وفي سبيل البحث عن وسائل وعقاقير جديدة يضيف بها مزيداً من الأيام الي عمر نظامه المتهاوي ها هو كعادته يحاول سراً وعلناً أن يفتت وحدة شعبنا عبر إثارة النعرات الطائفية والاقليمية. الأخوة والأخوات الكرام:إن الاجتماع السنوي للتحالف الديمقراطي الارتري الذي عقد في ظل هذه الأوضاع وعلى مشارف ذكرى التحرير، فالتأم في الفترة من الخامس والعشرين من ابريل الي الرابع من مايو 2006م، قرر عقد مؤتمر عام للتحالف خلال ثمانية أشهر من الآن تشارك فيه التنظيمات الأعضاء، على أن تشارك في المؤتمر مراكز الاعلام ومنظمات المجتمع المدني الارترية بصفة مراقبة، كذلك قرر الاجتماع أن تقدم الي المؤتمر مقترحات وتعديلات مدروسة لكلٍّ من ميثاق التحالف ودستوره ومسألة التمثيل المتساوي، وأية قضايا أخرى جديرة بالمناقشة، بالإضافة الي ذلك ونسبةً لأهمية وضرورة عقد ملتقى وطني عام، فقد كلف الاجتماع المكتب التنفيذي للتحالف بتكوين لجنة تقوم بدراسة وتحديد أهداف الملتقى والمشاركين فيه، وما يتطلبه الإعداد له، وغير ذلك من القضايا المختصة بالملتقى، من جانب آخر وبعد مناقشته لطلب العضوية المقدم من حزب النهضة اتخذ الاجتماع قراراً بالإجماع بقبول الحزب عضواً بالتحالف. أعاد اجتماع القيادة المركزية تجديد ثقته بكلا الهيئتين القياديتين القديمتين، سكرتارية القيادة المركزية والمكتب التنفيذي، وكلفهما مجدداً بحمل مسئولية قيادة التحالف وتنفيذ برنامج المرحلة المقبلة. في الختام وبمناسبة الذكرى الخامسة عشر للتحرير، يدعو التحالف الديمقراطي الارتري الشعب الارتري أن يقف الي جانب معارضته الوطنية ويواصل نضالاته شجاعاً قوياً متحداً حتى يفشل تكتيكات فرِّق تسد ويسترد حقوقه التي سلبها النظام الدكتاتوري، كذلك في الوقت الذي يتقدم فيه بالشكر والعرفان الي دول تجمع صنعاء التعاوني لما قدمته وما تزال تقدمه من دعمٍ ماديٍّ ومعنويّ لنضالات شعبنا في سبيل السلام والعدالة والديمقراطية، فإن التحالف يتوجه بالنداء الي هؤلاء الأشقاء فيدعوهم الي مضاعفة ذلك الدعم والعطاء السخي. كما يدعو التحالف المجتمع الدولي الي تحمل مسئوليته تجاه اللاجئين الارتريين، ويكرر في ذات الوقت المناشدة بالتشديد من الضغط في سبيل استعجال حل قضية الحدود الارترية الاثيوبية. المجد والخلود لشهدائنا الأبرارعاشت ارتريا حرةً ديمقراطيةً ذات سيادةالتحالف الديمقراطي الارتريالمكتب التنفيذي24 / 5 / 2006م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى