أخبار

هاربون من إريتريا مضطهدون في إسرائيل

3-Oct-2013

الأمارات اليوم التاريخ: 03 أكتوبر 2013

ترجمة مكي معمري عن الليموند الفرنسيةولد أبلال ونشأ في إريتريا، لكنه يعلم أنه يحتاج إلى الهجرة، وبالفعل تمكن الشاب مع عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من الدكتاتورية والأزمة الاقتصادية المستمرة، من عبور الحدود الشمالية، وعبر السودان من جنوبه إلى شماله ليصل إلى مصر، حيث وقع في قبضة قبيلة من البدو، ولم يطلقوا سراحه إلا بعد أن دفع فدية كبيرة.

ويختلف ثمن الحرية من ضحية إلى أخرى، لكن البديل لدفع الفدية أصعب من المال بكثير، فالتعذيب أمر روتيني، والاغتصاب مألوف في الصحارى المترامية، إضافة إلى سرقة الأعضاء، وبعدها تم ترحيله إلى السودان، حيث يُعد الإريتريون لاجئين من الدرجة الثانية ويعيشون في حالة بائسة.
وعاود أبلال الكرة مرة أخرى، وانتهى به الأمر بين أيدي البدو في سيناء. ولقي أبلال ورفقاؤه معاملة سيئة من قبل بدو سيناء، وطالبوه بدفع 15 ألف دولار لإطلاق سراحه، وبعد معاناة شديدة ومساعدة بعض الأصدقاء تمكن من العبور إلى إسرائيل.
ويعمل الآن في مصنع في ضواحي تل أبيب، ولاتزال آثار الجروح في جسمه تذكره بمغامرته للوصول إلى «أرض الميعاد».
وتختلف التجربة من مهاجر إلى آخر، إلا أن معظم الأريتريين يكابدون المشقة ويواجهون الموت للوصول إلى إسرائيل، فهناك من ينجو من هجمات قطاع الطرق، وأحياناً يتعرض المهاجرون لطلقات نارية وهجمات بالسلاح الأبيض، والأسوأ تعرض بعضهم لسرقة الأعضاء. ويقول هايل، وهو مهاجر كان مع أبلال، إنه يذكر أن ثلاثة من الذين كانوا معهم في الرحلة سرقت منهم كلاهم، وتركوا ينزفون حتى الموت في سيناء. وبعد أن كان هايل يعمل في قطاع النسيج في بلده، ها هو الآن يعمل 10 ساعات متواصلة في مطعم بتل أبيب. وعلى الرغم من الإيجار الغالي، إلا أن هايل تمكن من ادخار بعض المال ليرسله إلى أهله في إريتريا، ويضيف: «الوضع في غاية الصعوبة بالنسبة للإريتريين، فأنا أعمل مثل الحمار».
وبالنسبة لكثير من المهاجرين الأفارقة تعد الدولة العبرية محطة عبور إلى بلدان تتوافر فيها فرص أكبر وأوضاع معيشية أفضل. فالمهاجر هايل، على سبيل المثال، يريد الالتحاق بصديقه في النرويج، ويقول إن الحكومة هناك تدعم المهاجرين وتحسن معاملتهم، أما أبلال فيريد التوجه إلى كندا، وبدأ بالفعل ملء استمارات الهجرة. وفي الوقت الراهن، يحاول الرفيقان أبلال وهايل التعايش مع الوضع، والعمل بجد في تل أبيب حتى تحين فرصة الهجرة الثانية.
وتقدر السلطات الإسرائيلية عدد المهاجرين الأفارقة الذين عبروا حدودها الجنوبية بالآلاف، ووصل عددهم إلى 60 ألفاً منذ سبعة أعوام. وتختلف أوضاعهم القانونية والمعيشية، ففي حين يظل المئات محتجزين في معسكرات خاصة باللاجئين في صحراء النقب بالقرب من الحدود مع مصر، يصنف معظم القادمين من إريتريا ضمن طالبي اللجوء. ويدعي الكثير من الإثيوبيين الذين قدموا بحثاً عن عمل بأنهم من إريتريا حتى يدخلوا ضمن طالبي اللجوء. وأقرّ البرلمان تعديلاً لقانون الهجرة العام الماضي من أجل الحد من تدفق المهاجرين من القارة السمراء، إلا أن قضاة في المحكة العليا اعتبروا أن فترة الاحتجاز التي تمتد ثلاثة أعوام تتنافى مع الدستور الإسرائيلي. ورحبت جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية بهذا القرار، مشيرة إلى أن أكثر من 2000 امرأة ورجل وأطفال محتجزون حالياً من دون محاكمة في ظروف مؤلمة بموجب هذا التعديل. وأوضحت الجمعية أن معظم المحتجزين من طالبي اللجوء. ولأن ترحيل معظم المحتجزين سيعرض حياتهم للخطر، فإن التعديل يدعو إلى سجنهم بشكل جماعي في معسكرات مغلقة. ودخل عشرات الآلاف من المهاجرين إلى إسرائيل منذ عام 2006، ويحصل كثير منهم على تصاريح مؤقتة للعيش بمناطق فقيرة في تل أبيب، وهو وضع أدى إلى تصاعد التوتر الاجتماعي. وشهدت إسرائيل عام 2012 تظاهرات احتجاجية على تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين. وبدأت السلطات خلال العام الماضي ترحيل مهاجرين من جنوب السودان، إثر حملة اعتقالات واسعة، كما تواصل تشييد جدار بطول 250 كيلومتراً يحاذي حدودها مع مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى