مقالات

سلام مربع :عمر جابر عمر

27-Mar-2011

المركز

منذ انطلاق الثورات الشعبية في تونس ومصر وليبيا واليمن وبقية الدول العربية … والإرتريون يتابعون الأخبار ليل نهار ويستحضرون أحوالهم ويذكرون ليلهم الذي لا ينتهي ويسألون ( هذا الليل متى غده )؟

السياسيون والمثقفون يناقشون ويجادلون : هل يمكن أن نشاهد في ارتريا نفس المشهد ؟ بعضهم يقول أنها حتمية التاريخ – ؟ بعضهم يقول أن لكل شعب تجربته وظروفه ومحيطه – ها هي ليبيا من انتفاضة شعبية داخلية أصبحت تواجه حربا دولية !؟ يقول المجادلون – ربما هذا ما سيحدث في ارتريا – ربما نرى حربا إقليمية ) أثيوبيا ( ؟ ومن بين كل الكلام وبالرغم منه خرج الفعل ! سكت الكلام وبدأ الفعل – توقف الجدل و بدأ الحراك الشعبي – حراك شباب التغيير …يقولون أن الشباب هم نصف مجتمع اليوم وكل مجتمع الغد – ذلك يكون صحيحا في حال المجتمعات المستقرة والموجودة على أرضها والتي تمارس دورة الحياة بشكل طبيعي – ولكن في الحالة الإرترية فأن الشباب يشكلون فعليا كل المجتمع في الحاضر والمستقبل كله مرهون بهم وبما يمكن أن يقومون به في الحاضر ! في الداخل هم الذين يحرسون الحدود ( الجيش ) وهم الذين يزرعون وهم الذين يبنون ويعبدون الطرقات وهم الذين … يتعلمون في المدارس والجامعات ويخدمون في دوائر الدولة … الخ وفى الخارج يبحثون عن ملجأ آمن لهم ولأسرهم وأقاربهم وأصدقائهم – أصبح كل شاب مسئولا عن أسرة قبل أن يتزوج وعن أطفال قبل أن ينجب وعن رفاق وأصدقاء في كل بقاع العالم . الأوضاع الأخيرة في ليبيا وما أفرزته من أوضاع مأساوية للإرتريين المقيمين في ليبيا أوضحت إلى أي درجة يهتم الإرتريون بأحوال بعضهم .البعض. رغم كل تلك المسئوليات اليومية والضغوط الحياتية والأوضاع الغير مستقرة قانونيا واجتماعيا واقتصاديا – إلا أن الشباب الإرتري لبى نداء الوطن وأعطى الأولوية لمواجهة الدكتاتورية وخرج في مسيرات جابت شوارع بريطانيا وسويسرا وأستراليا . تراجع الهمس وأرتفع الهتاف – توقف الجدل حول الوسيلة وتوحدت الشعارات – انتهى عهد الخلاف حول من يجلس على المنصة وتقدم الصفوف من له الاستعداد للمواجهة والتحدي – طويت صفحة التهميش والإقصاء والاستئثار وبدأت صفحة جديدة يوقع عليها كل من أراد أو يبصم بأصبعه أو حتى بالإشارة ! تم الاتصال والتواصل – الاتفاق والتنسيق – الحشد والتعبئة – تحديد الزمان والمكان والشعارات والمسارات – كل ذلك دون عقد مؤتمرات أو موازنات أو تذاكر سفر أو دعم من جهة إقليمية أو دولية !؟ أنه حراك شعبي ليس فيه ( محاصصة )أو توزيع ( حقائب ) بل هو تحرك مفتوح لكل من يقدم وقته وجهده و إبداعه . من أنضم إليه نال ثناء الدنيا وثواب الآخرة ومن يتوارى مكرها ومضطرا فله العذر ومن جاهر بمعارضته له لاحقته لعنة الشعب. أنه حراك يقوده جيل أمتلك الوعي والإرادة – جيل ليس بحاجة إلى توجيه أو أشراف – يعرف ما يريد وكيف يحقق ما يريد . لا تسألوا عن قياداته – أنه مشغول بالتغيير كهدف وبجمع الصفوف كوسيلة – أنهم لا يسألون عن حزب أو طائفة أو قبيلة أي مشارك – المشاركة في الحراك هي الهوية والشعارات هي البرنامج والأهداف هي خلاص الشعب من الدكتاتورية .أما القيادة – ألم تسمعوا عن الطائرة التى تطير وتستكشف وتقصف أهدافها وتعود إلى موقعها – كل ذلك دون طيار !؟ أذا كان العقل البشرى قد أستطاع أن يتوصل الى تلك التقنية هل يعجز عن أيجاد قيادة ميدانية تلقائية من رحم ذلك الحراك الشعبى ؟ لا تقلقوا – أذا كنتم حريصين على حركة الشباب – كونوا جزءا من مسيراتهم – – أنشروا شعاراتهم في مواقعكم الإعلامية المشغولة بالمعارك الإنصرافية. هؤلاء الشباب ليس لهم من هدف غير تغيير النظام ومن ثم يختار الشعب من يمثله . أنهم يريدون إزالة الصدأ الذي علق باسم الوطن في خريطة العالم وإعادة لمعانه وبريقه إليه— يريدون استعادة روح الكبرياء والعزة التي عاشها الإرتريون يوم خرج جيش الاحتلال الأثيوبي مهزوما ودخل جيش الثوار إلى العاصمة الإرترية منتصرا – أنهم يريدون استحضار مواقف الشموخ والفخر يوم صوت الشعب بنعم للاستقلال ورفع العلم الأرترى معلنا ميلاد الدولة الإرترية – أنهم يتحركون في الحاضر لصناعة وتشكيل المستقبل . أنهم شباب باركتهم السماء و رافقتهم دعوات الآباء والأمهات وخرجت من حناجرهم أصوات الأرامل واليتامى والمعتقلين والمشردين. أنه ليس حدثا منعزلا ومنقطعا ليس له أمتداد أو تواصل – كلا أنه حراك منظم ومنسق ومتصل سيمتد ويتسع يوما بعد يوم ويكبر حتى يعم كل بقعة فيها إرتري – لتنتقل بعدها تدريجيا إلى داخل الوطن وبوسائل وأسلوب يحدده أبداع هذا الشعب الذي لا يعجز عن صنع المستحيل.عشت عن قرب مع شباب التغيير في ( ملبورن ) ورأيت صبية في السابعة من العمر يرفعون شعارات تندد بالدكتاتورية وتطالب بالحرية – شاهدت شيوخا في العقد السابع من العمر وهم يرسمون بأيديهم شارات النصر – سمعت هتافات النساء والرجال وهى تطالب بإطلاق سراح المعتقلين … تابعت عن بعد أيضا مسيرات بريطانيا وسويسرا والسويد التي نظمها الإرتريون ضد النظام الدكتاتورى … هذا الشعب سيخرج من مخزونه التاريخي وتجاربه الغنية إبداعات ستجعل النظام الدكتاتورى في إرتريا يلحق بأقرانه في تونس ومصر وليبيا واليمن …#- السلام لشباب التغيير وهم يهتفون بسقوط الدكتاتورية …#- السلام لهم وهم يرسمون ملامح إرتريا المستقبل – إرتريا العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية .#- السلام لكل أحرار العالم وهم يدكون عروش الطغاة ويحطمون أنظمة الفراعنة .#- والسلام – من قبل ومن بعد – لشعبنا الصامد ونبشره ونقول له : نحن آتون العشية .. لإتمام الزفاف .. والتواقيع التفاف …أيا شعب آتون إليك راجلين وراكبين .. ولشعارات الخلاص رافعين … أيا شعب قم أنتفض .. قف أتحد وأصرخ في وجه الطغاة …أيا شعب حرك تحرك وأكتب نهاية الدكتاتور وسجل في دفتر الوطن بزوغ فجر الحرية …كان الله في عون الشعب الإرتري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى