تقارير

أسوشيتد برس: قوات إريترية نفذت مجزرة مروّعة في تيغراي

20-Feb-2021

عدوليس -رصد

تعرضت مدينة أكسوم التاريخية في إقليم تيغراي، شمالي إثيوبيا لمجزرة “مروعة” على يد قوات إريترية في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أسفرت عن تراكم الجثث في الشوارع لعدة أيام.

وقالت وكالة الأناضول التركية نقلا عن “أسوشيتد برس” الأميركية، أمس الخميس، إن سكان أكسوم “لم يستطيعوا دفن قتلاهم، بعد أن منعتهم القوات الإريترية من ذلك، وتناثرت الجثث في الشوارع لعدة أيام حتى تغذت عليها الضباع”.
ونقلت أسوشيتد برس عن شهود عيان أن واحدة من أكثر المذابح دموية، حدثت بعدما بدأت خدمات الهاتف في العودة تدريجيا في إقليم تيغراي، بعد 3 أشهر من الصراع.
حدث مروّع :
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني السابق، انتشرت شائعات بأن شيئا مروّعا قد حدث في كنيسة مريم سيدة صهيون، وتقديرات لقتلى بالمئات، ولكن لم يتم التحقق من الأمر بسبب انقطاع الإقليم عن العالم ومنع الصحفيين من الدخول، حيث كانت القوات الإثيوبية وحلفاؤها تلاحق القادة الهاربين في إقليم تيغراي.من جهته، قال شمّاس -معاون كاهن- من كنيسة صهيون للوكالة، طالبا عدم الكشف عن هويته، إنه ساعد في عدّ الجثث، أو ما تبقى منها بعدما أكلتها الضباع، وقام بجمع بطاقات هوية الضحايا وساعد في دفنهم بمقابر جماعية.
ويعتقد الشمّاس أن عدد من قتلوا في ذلك الأسبوع بالكنيسة وحول المدينة تجاوز 800 شخص، وأن القتلى في مدينة أكسوم كلها تجاوزوا الآلاف، ومع استمرار القتل، قال إنه قام بدفن 3 أشخاص في اليوم الذي أدلى فيه بتصريحاته للوكالة.
وأضاف “إذا ذهبنا إلى المناطق الريفية، فالوضع أسوأ بكثير”. وكان جنود إريتريون وإثيوبيون وصلوا إلى مدينة أكسوم لمطاردة عناصر قوات تيغراي، الذين تجمعوا لمواجهتهم في أكسوم والمدن المجاورة.
وذكر الشمّاس أن الجنود اقتحموا كنيسة صهيون، وقاموا بسحب المصلين وأطلقوا النار على من فروا.وقال “تمكنت من الهرب بأعجوبة مع أحد الكهنة، وعندما دخلنا الشارع، كنا نسمع إطلاق نار في كل مكان، ولكننا استمررنا في الركض وسط جثث القتلى والجرحى، في محاولة للعثور على مكان آمن للاختباء”.
وأضاف أن معظم الضحايا، الذين قدروا بالمئات، قد قتلوا في ذلك اليوم، لكن إطلاق النار استمر حتى اليوم التالي.
نزوح جماعي :
وحسب الوكالة الأميركية، كان بعض القتلى من بين مئات الآلاف من الأشخاص في تيغراي، نزحوا بسبب النزاع ولم يتمكن سكان أكسوم من التعرف عليهم، ولذلك تم جمع هوياتهم بالكنائس، في انتظار أن تعثر عليهم عائلاتهم.
وقال الشماس إن سكان مدينة أكسوم يعتقدون أن الجنود الإريتريين كانوا ينتقمون من الحرب التي استمرت عقدين بين إثيوبيا وإريتريا، والتي انتهت بعد أن أصبح آبي أحمد رئيسا للوزراء، حيث قال بعض الجنود للسكان إنهم تلقوا تعليمات بقتل أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما.
وأوضح أن الجنود الإريتريين خلال مطاردتهم لمقاتلي تيغراي، قاموا بقتل آلاف الأشخاص في قرى خارج مدينة أكسوم، وقال “عندما يخسرون القتال، يصبون غضبهم على المزارعين ويقتلون كل من يرونه، هذا ما رأيناه في الأشهر الثلاثة الماضية”.
وقال شاهد عيان آخر، وهو محاضر جامعي يدعى غيتو ماك، لوكالة أسوشيتد برس، “لقد بدؤوا في قتل الناس لمجرد أنهم كانوا في الشارع”.
ووصف ما رآه بأنه “كان حدثا مروّعا”، حيث تمكن من رؤية جزء من القتال من غرفته بالفندق، ثم خرج عندما خفت حدته. وتابع “كانت هناك جثة في كل زاوية تقريبا، وكان الناس يبكون في كل بيت”.
وأضاف “رأيت عربة تجرها الخيول تحمل حوالي 20 جثة إلى الكنيسة، لكن الجنود الإريتريين أوقفوهم وطلبوا من الناس رمي الجثث في الشارع”.
وفي الوقت الذي انشغل به العالم بالانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 لجهوده في تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا، عن بدء القتال بين الجيش و”الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”.
واتهم آبي أحمد قوات تيغراي بالإقليم، التي سيطرت على إثيوبيا لما يقرب من 3 عقود قبل توليه منصبه، بمهاجمة الجيش الإثيوبي، قبل أن يعلن أحمد انتصاره وانتهاء عملية “إنفاذ للقانون” بالسيطرة على الإقليم بالكامل في 28 من الشهر ذاته.
ولكن مع ظهور شهادات شبيهة بأقوال الشمّاس، انهارت رواية إثيوبيا، وأقرت وزارة الخارجية، الخميس، في بيان لها، بأن “الاغتصاب والنهب والقتل الجماعي المتعمد” يمكن أن يحدث في أوقات الصراع، وقالت إن ذلك بسبب أن “هناك الكثير من المسلحين بشكل غير قانوني”.
وألقى البيان باللوم على قوات تيغراي لترك المنطقة “معرضة للخطر”، مؤكدا أنه سيتم التحقيق في أي جريمة خطيرة، دون أي إشارة إلى الجنود الإريتريين.
دhttps://www.aljazeera.net/news/humanrights/2021/2/19

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى