صلاح الزين : البلاد تشهد نوعًا من صراع الفَيَلة … والمعارضة ليست البديل بوضعها الراهن!

26-May-2018
عدوليس ـ ملبورن
الزميل صلاح الزين تغلب عليه الحس الإخباري ومدنا ضمن هذا الإستطلاع بعدد من الأخبار هي لا شك لصالح الإستطلاع ، وود الزين مسكون بالأخبار ، هو وداحد من شباب عقد التسعينات كان مقدرا لهم الإسهام في العمل الإعلامي ولكن كما كان غيره فهم يريدون نوع خاص من الإعلاميين المدجنين، وهو الآن يساهم ويناضل مع زملاء أعزاء من اجل غد مشرق لبلادنا وحريات عامة وعلى رأسها حرية الصحافة.
/ كيف تتصور حال البلاد في حالة الإختفاء المفاجيء للرئيس اسياس سواء بالوفاة العادية أم بالإغتيال ؟
الحالات السابقة لإختفاء (إساياس) بسبب مرضه أو سفره الطويل للعلاج أو غيرها من الأمور لم تشهد فيها البلاد بسبب غيابه عنها شيء يذكر، أما في هذه الحالة التي نحن بصددها – أي إختفائه مباشرةً بعيد لقائه بالمبعوث الأمريكي الذي كان قد زار أسمره في الأسبوع الأخير من إبريل بسبب نقله للعلاج في الإمارات التي عاد منها في الـ 6 من مايو، وبسبب تدهور صحته أعيد إليها يوم 8 مايو الجاري – في هذه الفترة شهدت البلاد نوعًا من صراع الفَيَلة بين مراكز القوى المتنفذة على ما أعتبرته التركة التي لم يحدد المُورِث ورثتَه قبل موته. فالكل، خاصة مراكز القوى العسكرية – يرى أن الوضع لا بد أن يؤول إليه وليس لغيره من المقربين من الرئيس. هذا جانب من الصراع الخفي الذي أدركه إساياس بعودته من رحلة العلاج قبل أن يطفو إلى السطح وتنتشر أخباره إلى عامة الناس، أما الجانب الآخر من الصراع فقد كان حول الأموال النقدية للدولة والتي أراد لها إساياس طوال سنوات حكمه أن تكون في أيدي قلة من المحيطين به وعلى رأسهم (حقوس كشة) وذلك تحت غطاء ما يسمى بالمكتب الإقتصادي للجبهة. فقد تواردت أنباء مؤكدة بأن بعض مراكز القوى العسكرية استخدمت قوة سلاحها لنهب صرافة هيمبول التابعة للجبهة والكائنة في قلب العاصمة أسمره بميدان الفاتح من سبتمبر، وفقدت هيمبول حوالي 2 مليون دولار أمريكي في ليلة واحدة.كما حدثت عمليات إختلاسات كبيرة تقدر بمئات الملايين من النقفات في البنك التجاري بأسمره من قبل موظفين نافذين بالبنك بالتعاون مع مراكز القوى المتصارعة على التركة كما أسلفت. هذا إلى جانب الإنفلاتات الأمنية التي أصبحت حديث الشارع الإريتري حيث شاع الخوف والرعب بين الناس جرّاء عمليات قطع الطريق وأصبح الإعتداء على المواطنين وأملاكهم وسياراتهم ومحلاتهم التجارية من قبل مسلحين أمرًا يجري حدوثه بشكل يومي في كل أنحاء إريتريا.
2/ ماهي السيناريوهات المحتملة للحالة الإريترية الراهنة والتي توصف بغير الطبيعية ..أو مستقبل أوضاع إريتريا برأيكم؟
المستقبل قاتم جدًا جدًا. وكل المؤشرات تدل على أن الوضع لن يستمر إلى وقت طويل على ما هو عليه. رغم فشل كل محاولات التغيير التي جربت من عناصر ومجموعات من داخل النظام إلّا أن ذلك لن يمنع تكرارها، فستكون هناك، بالإستفادة من أخطاء السالفات، محاولة أو إثنتيين أو أكثر حتى يتم إزاحة هذا الكابوس والطغيان الجاثم على صدر شعبنا.
3/ برأيكم هل المعارضة الإريترية في وضع ذاتي وموضوعي يمكنها من إجراء التغيير المنشود ؟
أ/ منفردة ؟
ب / بالمشاركة مع قوى الداخل ؟
د/ أم هي خارج ذلك ؟
ولماذا ؟
المعارضة أو المقاومة الإريترية لن تسطيع في حالتها الراهنة أن تحدث التغيير المنشود منفردة، أما بلوغها إلى مستوى ”المشاركة مع قوى الداخل“ فدعها أولًا تحقق الشراكة فيما بين تنظيماتها وفصائلها ثم بعد ذلك ربما يتسنى لها بصوت واحد وخطاب سياسي واحد أن تنشد التنسيق لعمل مشترك مع الداخل. لذلك، نستطيع القول أنها خارج حسابات الذين يسعون للتغيير من الداخل.