تقارير

صالح سعد :المعارضة تنتظر مفاجآت الداخل بدلا من محاولة صناعة التغيير!

27-May-2018

عدوليس ـ ملبورن

الكاتب صالح سعد لا يركن للسائد من التحليلات ولا يلجأ للتفسير السهل السريع . يضع مادته على طاولة البحث يقبلها ثم ينثر أدوات تفسيره ويختار منها ما يناسب بحثة ويشتغل عليها فقط على القاريء الصبر والمتابعة .صالح سعد ينحت مفردته الخاصة وهو شديد الإنتباه لكي لا يقع في غواية تجنيح اللغة ولا شراك المصطلحات ، يعتني بمادته لغة وإصطلاح . يقول الكاتب صالح سعد: ” في الإجابة على أسئلة الاستطلاع الثلاثة ينبغي التأكيد على انَّ الصورة قاتمة جداً وأي محاولة للقول بانَّ السناريوهات المتوقعة لحالة البلد واتجاهات مسارات الوضع السياسي مبنية على أساس من المعطيات والمعلومات الدقيقة يعتبر نوعا من المجازفة في التحليل ، بل احياناً يغلب على التصورات أنَّها أقرب للتفكير الرغائبي.”

مهما يكون من أمرٍ هذه رؤوس أقلام لما أفهمه – محاولاً الإجابة على التساؤلات المطروحة في الاستطلاع – 1/ اختفاء الرئيس اسياس أفورقي من الحياة السياسية بالموت حتف انفه أو بالاغتيال لاشك سيؤثر على الحالة السياسية بسبب كونه الممسك بخيوط النظام السياسي القائم والمعلوم انَّ الأنظمة القائمة على ديكاتورية الفرد إذا لم يوجد فيها البديل القوي الذي يستطيع التحكم في مقاليد الأمور ، ويعتبر صاحب كاريزما يمكن الإلتفاف حولها من المنتفعين من النظام والمستفيدين منه يحصل انهيار النظام وسقوط ضحية الاقتتال والصراع البيني .في هذه الحالة المتوقع هو الصراع بين أجنحة النظام وقيادته السياسية والعسكرية وتبقى الخيارات والسناريوهات مفتوحة ، وبما انَّهُ لاوجود لمؤسسة عسكرية محترفة ومنظمة = الجيش فالمتوقع فقدان البلد للضبط الأمني .
وهذه الحالة تتقاطع حالة الفوضى والصراع مع احتمالات التدخل الخارجي اقيلمياً لاسيما من أثيوبيا بحالة أشبه بتجربتها في الصومال . الاحتمال الآخر وهو ضعيف وهو حدوث حالة من الانقلاب على النظام كما هو الحال في تجربة فروتو اذا وجد العقل المدبر والإسناد الشعبي، فتساندت حالة الغليان الشعبي مع المغامرة العسكرية من بعض القيادات العسكرية .الاحتمال الثاني مع ضعف ممكناته إلا انَّهُ الأكثر أمناً ويعتبر مخرجاٌ آمناً لبداية تصحيح الوضع السياسي في البلد.
2/ السناريوهات المتوقعة للأوضاع في إرتريا فهي تدور بين :
○ تغيير من الداخل يكون بمثابة انفراج سياسي وليس تغييراً شاملاً، إذ التغيير الشامل = هو الثورة والحالة الإريترية لم تتهيأ للفعل الثوري الرشيد والذي يبدأ من ثورة في عالم الأفكار ويكون مسنوداً بالسند الشعبي وتحشيد الشعب كله لعملية التغيير .هذا التغيير الجزئي سواء بدأ بتمرد شعبي على النظام أو حالة تمرد في الجيش الاريتري والذي يقوم على مجندي الخدمة الوطنية قهراً وقسراً.○ في حالة وجود حالة فراغ في منصب الرئاسة بهلاك الرئيس فيمكن القول بإمكانية تدخل أثيوبيا نحت مظلة الاتحاد الأفريقي كما فعلت في الصومال والقيام بدعم بعض فصائل المعارضة عسكرياً .وهذا بلاشك سيؤدي إلى حالة من الفوضي وعدم السيطرة على زمام الأمور لتتحول إرتريا إلى حالة من فقدان الدولة والتحول إلى دولة منهارة .
ويمكن القول بأن الدعاية التي يقوم بها بعض النخب المسيحية لمشروع الفيدرالية أو الكونفدرالية ما هو إلا بعض مايريده الساسة في أثيوبيا .
3/ بالنسبة لقوى المعارضة – مع التحفظ على التسمية لعدم دقتها – من المستبعد إمكانية صناعة التغيير الجزئي – أم التغيير المنشود فهو عمل ثوري تراكمي لم يحن وقته ولم تتوافر أ أسبابه وهذا الاستبعاد لإمكانية التغيير من قوى المعارضة لوحدها هو استحالة توافقها على ذلك سيما إذا لاحت الفرصة للسيطرة على السلطة ، فمن الواضح غلبة عقلية الغنيمة على تفكيرها ، علما بان العمل الذي تقوم به قائم على نشاطات سياسية لا تتجاوز مهمات العلاقات العامة وليست من وسائل التغيير في شيء .
وهنالك سبب جوهري وهو انَّها بلا استثناء لا وجود لها في الداخل الاريتري .
أما سناريو التغيير بمشاركة الداخل فذلك يحكمه مدى وجود تواصل بين الداخل والخارج ، وإمكانية هذه القوى السياسية في الخارج من تحريك الداخل والتأثير فيه أو التحالف معه لإحداث تغيير وهذا لم توجد له سابقة خلال سنوات الاستقلال .الخلاصة :يمكن إجمالها بأنَّ المعارضة في الخارج ستظل تنتظر مفاجآت الداخل بدلا من محاولة صناعة التغيير هذا واقعها للأسف الشديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى