مقالات

الزائدة الدودية ! … كمال حنفي

13-Oct-2005

الراي العام

عن صحيفة الرأي العام السودانية 13/10/2005م
الشعب السودانى غير قاصر… فلا يجوز أن نحدد له من هم أصدقاؤه و من هم أعداؤه … الشعب السوداني يميّز بين أصدقائه و أعدائه و (أعدقائه) من البصمة الوراثية !… و عليه فالسودانيون لا يحتاجون لمن يصف لهم علاقتهم بالشعب الاريترى … فخريطتهم الكنتورية تصف صداقتهم للاريتريين بأنها مثل علاقة قطعة الجمر بعود الصندل !

لكنها آهات السياسة و لدغات الجغرافيا السياسية التى تجعل من الامتداد البشرى المشترك كروتا للعب البوكر !… ساند السودان الرسمى و الشعبى الثورة الارتيرية و الاستفتاء و حق تقرير المصير الاريترى ثمّ الدولة … و لكن النظام الاريترى وقع فى فخ اضطراب ميزان القوى الاقليمى فجعل من دولة ارتريا الوليدة دولة مشاكسة و محاربة و متدخّلة فى التناقضات الاقليمية … انتفخ النظام الاريتري حتى صار ذا طموحات سياسية زائدة … أطماع على شكل زائدة دودية ! دخلت اريتريا تعقيدات العلاقات السياسية السودانية … و اختارت أن تكون من أعداء حكومة الواقع … فمنح النظام الارتيرى المعارضة الأرض و السلاح و السفارة … سابقة فى تاريخ الدبلوماسية … ثمّ جاء ميثاق المعارضة ملتصقا بعاصمتها … و بعد ألف ليلة و ليلة قطيعة أتى وفد الخارجية الاريترية إلى خارجيتنا ليصفا الأزمة بأنها سحابة صيف ! … مع انّ الأزمة ليست سحابة صيف … فالأزمة سحابة صيف و سحابة شتاء و مع ذلك لا تمطر فى خريف الغضب ! من هذا المهووس الذى يختار أعداءه … الصداقة اختيار أمّا العداء فهو قدر نفر منه … و توتر العلاقة بين السودان و اريتريا كان من الأقدار السياسية غير المستلطفة … فاذا ما لاحت فى الأفق الاقليمى محاولة لفرش البساط لتسير عليه العلاقة الطبيعية فانّ السودانيين لا يملكون غير فرش البساط الأحمر على طول الحدود و داخل غابة (على قدر) ! لكن احترام حقائق الجغرافيا السياسية هو أساس المصالحة … حقائق الجغرافيا السياسية تقول انّ السودان هو الدولة الأكبر و الأقدم و الأقوى … و انّ اريتريا دولة فى المهد صبية … و اذا طمحت أو طمعت تكون فى الجسم الاقليمى كالزائدة الدودية ! الجسم البشرى يمكن أن يعيش متساكنا مع الزائدة الدودية … كذلك الجسم الاقليمى !… لكن اذا التهبت الزائدة فلا علاج غير استئصالها … الزائدة الدودية اذا تركت ملتهبة تنفجر فينفجر الجسم كله … أيهما أخطر على العافية الجسمانية و العافية السياسية : الاستئصال أم الانفجار !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى