تقارير

مؤتمر شباب عفر البحر الأحمر الأريتري: الوجود الإماراتي في

4-Feb-2018

عدوليس ـ الشرق القطرية

اعتبر مؤتمر شباب عفر البحر الأحمر الاريتري (اقليم أوروبا) تواجد القوات الاماراتية في عصب غير شرعي ونوعا من أنواع الاحتلال. وطالب المؤتمر الذي انعقد في مدينة فيستيروس بالسويد، القوات الاماراتية المحتلة بالرحيل الفوري والكف عن قصف الصيادين العفر في أرضهم وبحرهم.ودعا المؤتمر في بيانه الختامي المجتمع الدولي باتخاذ قرارات صارمة لوقف هذه الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الاماراتي ضد الصيادين العفر.

وكان مؤتمر شباب عفر البحر الأحمر الاريتري (اقليم أوروبا) انعقد تحت شعار تفعيل وتعزيز دور شباب عفر البحر الأحمر في النضال الديمقراطي ضد النظام الديكتاتوري في اريتريا، خلال يومي 27، 28 يناير 2018 في مدينة فيستيروس بالسويد، وسط حضور لافت ومشاركة واسعة من شباب عفر البحر الأحمر، ومن مختلف أنحاء أوروبا فنلندا، والنرويج، وألمانيا، وبريطانيا، والسويد وبحضور عدد من الشخصيات العفرية والاريترية وقيادات عليا في التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر.
وقدمت لجنة المؤتمر ورقة عن أوضاع ومعاناة شباب عفر البحر الأحمر في ظل نظام الجبهة الشعبية الحاكم في اريتريا قدمها الأستاذ يوسف أحمد، وتناول فيها اوضاع شباب عفر البحر الأحمر في الداخل الاريتري والمعاناة التي يعيشونها على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بالاضافة الى التعليم والتجنيد الاجباري، والابادة الجماعية التي يتعرض لها شباب عفر البحر الأحمر من قبل جيش النظام الاريتري وحلفائه من القواعد الأجنبية وعلى رأسها دولة الامارات، كما تناولت الورقة دراسة مفصلة وموثقة عن ضحايا الابادة الجماعية التي يتعرض لها شباب عفر البحر الأحمر من قبل نظام الجبهة الشعبية الوحشية.
أصدر المؤتمر في ختام أعماله جملة من القرارات والتوصيات التي أقرت الآتي:• نؤكد وقوفنا بجانب التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر في النضال والكفاح المسلح الذي يخوضه التنظيم وتقديم كافة وسائل الدعم الممكنة للمقاومة مادياً ومعنويا وسياسياً واقتصادياً واعلامياً وقانونياً، والعمل من قبل لجنة الشباب على ايجاد آلية للتواصل والتكامل بين التنظيم والشباب المساند له.
•فتح فروع وتنظيم شباب عفر البحر الأحمر في جميع أنحاء أوروبا لغرض التواصل مع القوى الشبابية وتفعيل حراكهم المناهض لنظام الهيمنة القومية وفضح ممارساته اللاانسانية بطريقة منظمة توحد جهودهم المشتتة.
•تخويل لجنة شباب عفر البحر الأحمر في أوروبا بوضع استراتيجية شاملة تعزز وتفعل دور شباب عفر البحر الأحمر في النضال استناداً لما افرزته المناقشات واوراق العمل، على كافة المستويات وفي جميع الفروع ومتابعة تنفيذها أولا بأول لتحقيق مطالب شعب عفر البحر الأحمر وضمان استرداد حقوقهم المسلوبة.
• ندين ممارسات النظام الطائفي ضد الشعب الاريتري بصفة عامة وعلى وجه الخصوص شعب عفر البحر الأحمر، وندعو المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بجعل حد لممارسات التطهير العرقي والتهجير القسري التي يتعرض لها شعب عفر البحر الأحمر في اريتريا من قبل النظام الطائفي الحاكم• نعتبر تواجد القوات الإماراتية في عصب تواجدا غير شرعي ونوعا من أنواع الاحتلال ونطالبها بالرحيل الفوري والكف عن قصف الصيادين العفر في أرضهم وبحرهم وندعو المجتمع الدولي باتخاذ قرارات صارمة لوقف هذه الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الاماراتي ضد الصيادين العفر.
• ندعو كافة القوى الشبابية وقوى التغيير الاريترية بتوحيد صفوفها وتجاوز الخلافات الداخلية التي عجلت عملية التغيير المنشود في اريتريا المتمثلة باسقاط النظام الطائفي وبناء دولة القانون والمؤسسات.
ويبدو الوجود العسكري الاماراتي في عصب، والذي وصفه المؤتمر بالاحتلال، جزءا من مخخطات أبوظبي في المنطقة. وقداستغلت الإمارات قرار التحالف العربي بقيادة السعودية بالتدخل في اليمن، لتنفيذ أطماعها وأجندتها ببسط نفوذها على مضيق باب المندب الذي يعد أهم المضايق الاستراتيجية في العالم. وعلى مدى سنوات الحرب الثلاث، سيطرت أبوظبي على أهم الجزر والموانئ والقواعد الحاكمة لمضيق باب المندب، ومن بينها ميناء عصب الاريتري.
وتوجهت أنظار أبوظبي الى ميناء عصب، بعد خلافات أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين جيبوتي، حيث سارعت الإمارات الى عقد اتفاق شراكة مع أسمرة، مستغلة اوضاعها الاقتصادية البائسة. وقامت أبوظبي بفضل هذا الاتفاق بالاستفادة من عقد إيجار مدته 30 عامًا، تسلمت بموجبه ميناء عصب العميق ذا الموقع الاستراتيجي، ومطار عصب المجاور، حتى تنشئ هناك قاعدتها العسكرية، وفي المقابل، منحت حزمة مساعدات اقتصادية للبلد الأفريقي، وتعهّدت بتحديث مطار أسمرة الدولي، وإنشاء بنيةٍ تحتية جديدة، وزيادة إمدادات الوقود إلى أريتريا.
وواصلت الإمارات تعزيز بنيتها التحتية العسكرية في إريتريا. كعضو في التحالف الذي تقوده السعودية ومشارك في الصراع اليمني، حيث أجرت دولة الإمارات بعض عملياتها انطلاقا من ميناء عصب الإريتري. وبحسب صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها ستراتفور، يعمل الجيش الإماراتي على استكمال منشأة عسكرية شمال غرب المدينة . وبخلاف دعم أنشطتها الجارية في اليمن، فإن إنشاء دولة الإمارات لقواعد عسكرية خارج حدودها يكشف عن طموح أبوظبي وحلفائها الخليجيين في تعزيز تواجدهم العسكري في المنطقة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه عملية بناء القاعدة، فإن السفن الحربية الإماراتية تستمر في استخدام ميناء عصب. ومنذ بداية تطوير القاعدة في سبتمبر 2015 فإن العمل يتواصل على قدم وساق في هذه المنطقة.
وتحوي المنشأة الجديدة، المقامة على أنقاض مدرج مطار إريتري مهجور، مهابط للطائرات ومساكن للأفراد. كما يجري بناء منشأة لرسو السفن البحرية بجانب المدرج على الساحل، حيث تتمركز سفن الحفر وغيرها من القطع البحرية. ويشير حجم العمل الى أن وجود الجيش الإماراتي في إريتريا ليس قاصرا على مجرد مهمة لوجيستية قصيرة الأمد لدعم عملياتها حول البحر الأحمر. وبدلا من ذلك، تمثل القاعدة جزءا من استراتيجية بعيدة المدى لأبوظبي.
وبالإضافة إلى العتاد الجوي الذي ركزته الإمارات في قاعدة عصب، هناك أيضا وحدة برية كبيرة التي تضم على الأقل كتيبة مدرعة مجهزة بدبابات لوكلير القتالية فرنسية الصنع. ومع ذلك فإن الأصول الجوية هي الأسرع في الانتشار، حيث تعطي طائرات ميراج 2000 فرنسية المنشأ المتمركزة في القاعدة لأبوظبي ليس فقط القدرة على إجراء عملياتها في اليمن بكل سهولة، ولكن أيضا القدرة على إبراز قوتها في أماكن أخرى حول البحر الأحمر وخليج عدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى