مقالات

ورقة:ناود .. مدافعا عقلانيا عن الثقافة العربية …وروائيا رائدا : جمال همد

2-Feb-2011

المركز

قدمت الورقة في ندوة (ناود.. مسيرة حافلة بالعمل السياسي والثقافي والفكري) التي اقامها مركز البحر الأحمر للدراسات والبحوث بالتعاون مع المركز الإريتري للخدمات الإعلامية يوم 29 يناير 2011م بالخرطوم ،فإلى الورقة:

فقد شرع الرجل في مشروعه الوطني التحرري برؤية واضحة لما ينتظره من مخاطر شديدة العنت وعقبات قا سية العواقب . في أوائل خمسينات القرن الماضي . كانت من أهداف المشروع الإمبراطوري الألحاقي لإريتريا محو هوية هذا البلد وصبه في بوتقة الأمبراطوية الإسطورية الإثيوبية ، ولكي يتسنى له ذلك كان لابد من تكرار اخطاء المحتلين والاستعماريين والتي تتمثل من إعادة صياغة البلاد والعباد وبما يتناسب والمشروع ، ويتناسون دائما ان الشعوب تحمي نفسها وتاريخها وإرثها بإشكال كثيرة ، منها الإنكفاء على نفسها ، وابتداع سبل عدة لتشكل الدرع الواقي والحصين ، ويكون في ذلك للمثقفين القدح المعلى وراس الرمح في المعركة وكان ناود ورفاقه بقدر أهل العزم.ويعود التاريخ ليكرر المأساة ولكن هذه المرة بيد تنظيم سياسي إريتري يتبنى ايدلوجية عنصرية إستعلائية هي أقرب الى السلوك الفاشي، وكان ناود حاضرا أيضا وفي القلب من المعركة. ولكن هذه المرة بعدد من أكبر من الكتاب والمثقفين من احمد عمر شيخ الى عمار وعبد الحكيم محمد الشيخ الى إدريس أبوعري الى الغالي صالح ومحمد مدني وياسين محمد عبدالله وكاتب هذه الورقة وحامد كهال في ليبيا وحنان محمد صالح في السعودية .. الخ القائمة .في هذه الورقة نحاول رسم صورة عامة للأديب الراحل محمد سعيد ناود من واقع الحيثيات التي أعتمد عليها في إثبات وجود اللغة العربية كمكون للوجود الإنساني الإريتري من جهة ودعم ذلك من خلال الاشتغال في الأدب المكتوب باللغة العربية من جهة ثانية .وثالثا من خلال الدعم العملي للمشروع الذي شغل حيزا كبيرا من تفكيره مع عدد من النشطاء في قوات التحرير الشعبية وعلى رأسهم الزعيم الراحل عثمان صالح سبي وذلك بفتح المدراس وتوفير المقاعد الدراسية للطلاب الاريتريين في الجامعات العربية .نقطة أخيره تناولتها الورقة وسريعا هي رواية ( صالح … رحلة الشتاء ) مستلفة رؤية الناقدين السوداني عامر محمد احمد حسين و اللبناني عارف علون . ناود والدفاع عن الثقافة العربية :الدفاع عن الثقافة يعني بالدرجة الأولى الدفاع عن حاملها اللغة ، ومن أراد الدفاع عن الثقافة العربية عليه ان يدافع عن اللغة العربية . وهذا الدفاع يقوم على حيثيات ووقائع تاريخية ، وليس الصراخ في البرية وتحويل الموضوع الى موضوع سياسي ، لأن ما يتم بقرار سياسي لايصمد طويلا . تميز الرجل بخطواته الواسعة في هذا الطريق عن الآخرين ، الذين لم يخطوا خطوة واحدة بإتجاه الدفاع الحقيقي عن الثقافة العربية . بل ان الأساليب التي تتبع لما يسمي بالدفاع عن الثقافة العربية إحاديث تفتقر الى الجهد العلمي والفكري الواضح المعالم .الفقيد الراحل كرس جهده طوال أكثر من نصف قرن من الزمان عمل فيه بصمت وبصيرة على هذا المشروع . بصبر الأكاديمي وفطنة العالم . وحكمة الشيوخ ، لم يلجأ للصراخ والضجيج الذي يشعل نيران الفتنة بين مكونات البلاد التي ناضل من أجلها ن بل قارع بالحجة والبحث .لنستمع الى واحده من أهم دفوعاته في وجه المشروع الالغائي الذي ينتهجة الحزب الحاكم في اسمرا . يقول ناود في مقالة بعنوان ( مفاهيم خاطئة عن عراقة اللغة العربية في ارتريا يجب تصحيحها .نشرت في اغسطس 2000م:( هناك مجموعة مفاهيم خاطئة عن اللغة العربية وتاريخها في ارتريا أصبح من الضرورة تصحيحها . في مقدمة المفاهيم الخاطئة مايقول بأن اللغة العربية في ارتريا هي لغة قبيلة أو ( قومية الرشايدة ) فقط ، علماً بأن هذه القبيلة دخلت إرتريا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتحديداً عام 1865م . والحقيقة هي أن اللغة العربية ليست لغة قبيلة أو ( قومية الرشايدة ) فقط . بل هي لغة قطاع كبير من الشعب الإرتري ، وان اللغة العربية كانت موجودة في ارتريا قبل دخول هذه القبيلة أو القومية لإرتريا . المفهوم الخاطئ الثاني هو مايقول بأن الإنجليز هم الذين فرضوا اللغة العربية في إرتريا بهدف ضرب الوحدة الوطنية ، علماً بأن الإنجليز لم يدخلوا إلى ارتريا إلا بهزيمة ايطاليا في الحرب العالمية الثانية ، وتحديداً في عام 1941م ، وانتظرتهم اللغة العربية بها ولم يجلبوها إليها . كما أن اللغة العربية تعتبر من أهم دعامات الوحدة الوطنية وليست من عوامل ضرب هذه الوحدة. أما المفهوم الخاطئ الثالث فيقول : أثناء الثورة الارترية فأن الإرتريين لجئوا للسودان والى المنطقة العربية تعلموا اللغة العربية هناك وعادوا بها إلى ارتريا بعد التحرير . وهناك مفهوم خاطئ رابع يربط اللغة العربية بالدين ، وبالتالي يقوم بتصنيف اللغة العربية باعتبارها لغة المسلمين ، ويصنف التجرينية باعتبارها لغة المسيحيين . وهذا المفهوم الخاطئ يتناسى أو يجهل بأن اللغة العربية كانت موجودة قبل نزول الديانتين المسيحية والإسلام وقبل دخولهما لإرتريا . كل هذه المفاهيم التي أشرنا إليها ماهي إلا اجتهادات أو تفسيرات خاطئة لتاريخ اللغة العربية في ارتريا ، وعندما نقول ذلك فأننا نعتمد على حقائق تاريخية نود أن نتناولها بشكل مختصر وفي أسطر قليلة تفي بالغرض . إن اللغة العربية لايمكن فصلها عن الهجرات التي تمت بين الشاطئين الشرقي والغربي للبحر الأحمر . وتلك الهجرات لم يتمكن المؤرخون حتى الآن تحديد تاريخها وبداياتها لأنها موغلة في القدم . فبعض المؤرخين يحددها بأربعة آلاف عام خلت ، وآخرون يحددونها بعشرة آلاف عام . ويذهب البعض قائلاً بأن القارتين الأفريقية والأسيوية وقبل حدوث الأخدود العظيم الذي فصل القارتين الأفريقية والأسيوية وأوجد البحر الأحمر ، كانتا متصلتين ، وعليه فأن التنقل البشري بين القارتين كان يتم عب اليابسة . وأكبر دلالة على قدم اللغة العربية في ارتريا لغة الجئز وهي اللغة السبئية الحميرية القديمة في جنوب الجزيرة العربية والتي اندثرت هناك إلا أنها لاتزال باقية في ارتريا وبحرفها الجئزي الذي لايزال يكتب به في ارتريا ، علماً أن هذا الحرف موجود في شكل نقوش في آثار سد مأرب باليمن حتى اليوم . وبالنظر إلى لغتي التجري والتجرينية فأن المفردات العربية الموجودة بهما لاحصر لها . وكل من لديه إلمام بهاتين اللغتين وكذلك باللغة العربية يجد التشابه الكبير بل والتطابق بينهم في الكثير من المفردات . وهناك ظاهرة أخرى لم يتناولها الباحثون والدارسون حتى الآن وهي وجود كلمات بلغة التجري في القران الكريم .علماً بأن القرآن قد نزل قبل خمسة عشر قرناً . وهذا يشير بان من كانوا يتحدثون بلغة التجري وقبل نزول القران كانت لهم علاقة باللغة العربية وإلا لما وجدت مفردات من لغتهم مكاناً بالقران الكريم وحتى اليوم . أيضاً وكما هو معروف فأن المسيحية دخلت إلى ارتريا ومن وقت مبكر أي في منتصف القرن الرابع الميلادي بواسطة القساوسة العرب من منطقة الشام ولم تدخل لإرتريا عن طريق المبشرين الأوربيين مثلما جرى في أجزاء واسعة من القارة الإفريقية ، وهذا مؤشر على قدم الاتصالات والعلاقات واللغة العربية بين الجزيرة العربية وارتريا . وقبل ظهور الإسلام في الجزيرة العربية وأثناء الجاهلية فقد كانت مكة سوقاً ومحطة تجارية كبيرة حيث كانت تستقبل القوافل التجارية القادمة من الشام . وفي الوقت ذاته كانت تجارتها تأخذ طريقها إلى الشاطئ وتحديداً إلى جزر ” دهلك وميناء عدوليس وميناء مصوع ” وتقوم بتسويق بضائعها هناك ثم تشتري المحاصيل المحلية وتقفل راجعة بها إلى مكة . وان التعامل بين هذه القوافل وبين السكان المحليين بالشاطئ الإرتري كان يتم باللغة العربية. وهناك الهجرات الثلاثة لأصحاب الرسول التي تمت باتجاه الشاطئ الإرتري . وأخذ المهاجرون طريقهم من الشاطئ إلى مقر النجاشي . وبمناسبة ذكر النجاشي فأن هناك نظرية شبه مؤكدة تفيد بأن النجاشي المذكور لم يكن مقره أثيوبيا الحالية . بل كان مقره في ارتريا وتحديداً في مدينة ” دباروا ” وبالتالي فهو أرتري وليس أثيوبي كما تدعي أثيوبيا دوماً . وان المهاجرين من أصحاب الرسول كان هناك من يتحدثون معهم باللغة العربية سواء كان في الشاطئ أو في الدروب التي سلكوها حتى وصولهم الى مقر النجاشي . وبحكم العلائق التي كانت قائمة بين السكان في الشاطئين الشرقي والغربي للبحر الأحمر فأن التاريخ يسجل بأن هؤلاء المهاجرين كانوا آمنين ولم يتعرض أياً منهم لأذى في ماله وروحه حتى عودتهم إلى بلادهم والتحاقهم بالرسول ( ص ) بعد أن تمكن من فتح المدينة ثم مكة أخيراً . هناك الحملة البرتغالية في البحر الأحمر ، فعندما أراد الأسطول البرتغالي النزول إلى الجزر والشواطئ الإرترية في عام 1520م كان قد أحضر مترجمين من المغرب العربي والذي يجيدون اللغة العربية إجادة تامة ليتولوا الترجمة بينهم وبين السكان الإرتريين في الجزر والشواطئ الإرترية. وهناك أيضاً الآثار وشواهد القبور والمكتوبة بالخط العربي الجميل والتي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من أربعة قرون . وجزء من هذه الشواهد والآثار موجود بالمتحف الإرتري . وهناك مخطوطات عربية قديمة عرض جزء منها في مهرجان ارتريا ” بالأكسبو” والكثير من هذه المخطوطات لم تعرض حيث تحتفظ بها الأسر الدينية العريقة . وجاءت ايطاليا إلى ارتريا ، وأيضا وجدت بها اللغة العربية فهاهو ” البيرتو بوليرا ” في كتابه The native peoples of Eritrea” يتناول بالتفصيل علاقة ارتريا بالجزيرة العربية والهجرات التي تمت بين الشاطئين الشرقي والغربي للبحر الأحمر عبر العصور . كما يتناول اللغة العربية والمتحدثين بها في إرتريا . وهناك ” فرديناندو مارتيني ” عضو لجنة التحقيق الملكية المكلفة من مجلس الشيوخ الإيطالي حيث قام بزيارة الى ارتريا في عام 1891م . ووضع مؤلفاً بعنوان ( ارتريا .. في أفريقيا الإيطالية … انطباعات وذكريات ) . أورد فيه ملاحظات عابرة عن اللغة العربية في إرتريا . ومن ملاحظاته فقد زار في مصوع مؤسسة الراهب الأب ” بونا فنتورا بيسكويوا ” التي تحمل أسم الكولونيل ” ده كريستوفورس ” الذي مات في ” دوغالي ” في يناير 1887م . وقد لاحظ بأن هذه المؤسسة تقوم بتدريس الطلاب الإرتريين اللغتين العربية والتجرينية بجانب اللغة الإيطالية بالإضافة للمواد الأخرى مثل الحساب والجغرافيا . وأورد ملاحظة أخرى مفادها انه لاحظ انسجاما وتفاهماً بين الضباط الإيطاليين والمجندين الإرتريين ، وتساءل : بأي لغة يتفاهمون ؟ وكان الجواب : ( إن الضباط يعرفون كلمات تجرينية أو عربية ) . ومعنى هذا الكلام وقبل أكثر من مائة عام فأن الجندي الأرتري كان يعرف اللغة العربية وبجانب آخر يعرف اللغة التجرينية . وفي جولته المشار إليها فأن ” مارتيني ” قام بزيارة لمحمكة أسمرا وقد لاحظ فوق رؤوس القضاة لوحة مكتوب عليها بالتجرينية والإيطالية والعربية عبارة ( العدالة واحدة للجميع ) . كان ذلك في عام 1891 م . فالإيطاليون عندما جاءوا لإرتريا وجدوا اللغة العربية بها . لذا بدئوا يتعاملون بها حيث أن سجلات ووثائق المحاكم في مصوع وكرن والمنخفضات تؤكد ذلك . كما أن الإداريين الإيطاليين كانوا يقومون بترجمة قضايا فض المنازعات بين المواطنين الى اللغة العربية بجانب الايطالية . والدليل الدافع لوجود اللغة العربية عندما جاء الإيطاليون إلى إرتريا هي الصحف التي صدرت في العهد الإيطالي والبالغ عددها ثلاثة صحف كانت تصدر باللغات العربية ، الإيطالية التجرينية . وعندما أصبحت ارتريا تحت الإدارة البريطانية ازداد عدد الصحف الحكومية والحزبية والتجارية والثقافية وبلغ عددها 19 صحيفة كانت تصدر باللغات العربية ، التجرينية ، الإيطالية ثم الإنجليزية . وبمراجعة أرشيف الصحافة التي صدرت في تلك الحقبة من الزمان توجد أقلام ارترية كثيرة من أدباء وكتاب وناقدين باللغة العربية وبمستوى رفيع . ومن هنا يتأكد بأن البريطانيين وعندما حلوا بإرتريا وجدوا بها اللغة العربية ولم يجلبوها معهم . أيضاً هناك الدستور الإرتري الذي أقرته الأمم المتحدة للعهد الفيدرالي ، ففي المادة ( 38) من ذلك الدستور اعتمدت اللغتان العربية والتجرينية كلغتين رسميتين للبلاد . وهذا لم يتم بسهولة ولكنه تم نتيجة لإصرار الإرتريين على ذلك . وكانت الإمبراطورية الأثيوبية تعارض ذلك بشدة ولكنها قبلت به وهي مجبرة . وعندما ألغت الفيدرالية في 14/11/1962م فقد ألغت اللغتين العربية والتجرينية ومنعت تدريسهما وحاولت فرض اللغة الأمهرية مكانهما . وأثناء الثورة الإرترية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً فقد كانت اللغتان العربية والتجرينية هما لغتا التخاطب مع الشعب الإرتري . وبالنسبة للغة العربية فقد برز فيها أدباء في مجال الشعر والقصة والرواية والمقالة السياسية وذلك قبل تحرير إرتريا واستقلالها . من هذا السرد الموجز والمضغوط يتضح أن اللغة العربية هي لغة إرترية أصيلة وليست وافدة أو دخيلة كما أنها ليست لغة شريحة قليلة من المجتمع الإرتري) . هذا البحث الذي سماه صاحبة بالمضغوط يتصادم مباشرة مع البرنامج والنهج الذي تتبعه الحكومة الإريترية الآن ومن قبلها الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا .رواية صالح أو رحلة الشتاء :اذا كانت رواية زينب لمحمد حسين هيكل يؤرخ بها كبداية للرواية العربية ، فإن رواية ( صالح … رحلة الشتاء ) لمحمد سعيد ناود يمكن ان نؤرخ بها كنواة الرواية المكتوبة باللغة العربية في إريتريا .اهمية الرواية تأتي في تاريخيتها كأول نتاج روائي إريتري ، ومحاولتها التصدي لحملات الطمس ذلك في استخدامها التاريخ الإريتري كخلفية لأحداثها . ويأخذ عليها بعض النقاد تقريريتها البيَنة وأسلوب السرد العادي في أدنى درجاته البدائية .. كما وانها تفارق في الكثير من وقائعها كتب وأسفار السيرة الذاتية . وكل ذلك لا يقلل من أهميتها كرواية رائدة ، حجزت مكانة مرموقة في الرف الأول من المكتبة الأدبية الإريترية ، والنتاج الروائي باللغتين العربية والتجرنية .يقول عنها الناقد السوداني عامر محمد أحمد حسين ( اذا قرأناها كرواية حصرناها داخل دولاب السرد والحبكة وحاسبناها حساب السرد الروائي العسير ، ولكنها سيرة ذاتية روائية لشعب مناضل ، كتبها بأسلوب مختلف ، يجعلك في حيرة ، ومن الواضح أن الكاتب اراد أن يسجل ذكرياته بعدسة المناضل الذي لا يهتم بالتفاصيل بل يقود السياق لتبيان البيئة والمكان والأنسان ) . يختم عامر محمد حسين قراءته في صحيفة الشاهد الصادرة بتاريخ 5 أكتوبر 2010م بالقول ( وما بين احلام تتجسد في إستقلال إريتريا وزنزانة التعذيب ورحيل محمد سعيد ناود تتجلى ثلاثية المنفى والوطن والحلم الذي لم يتحقق بمتابعة رحلت صالح الأخيرة ).عارف علون الأديب العربي اللبناني والذي ارتبط بالفقيد الراحل في بيروت السبعينات استغرب على الرجل السياسي ان (تواتيه الجرأة على الذهاب إلى الأدب للمرة الأولى. ثانيا، كون إرتريا لم تشهد من قبل الرواية بمفهومها القائم على الأحداث المصنفة والمتسلسلة ضمن سرد جزل، يتخلله ذكر العادات والتقاليد الشعبية ).الرواية لا تحتمل الكثير من الأحاديث والنظريات النقدية وتطبيقاتها ، فقط علينا ان نعرف أنها ارخت لحياة شعب في فتره تاريخية حرجة ومهمة ، كما سردت حلم مناضل .سفر آخر نشره أديبنا مسلسلا في مجلة ( الثورة ) في سبعينات القرن الماضي وهي رواية ( المغترب ) والتي لم تكتمل نشرا بل ضاعت قبيل نشرها سفرا مكتملا . وربما افقد ضياع رواية ( المغترب ) حلقة مهمة كان يمكن ان تتيح قراءة أخرى لرواية ( صالح … رحلة الشتاء ) . محمد سعيد ناود لم يكتفي بكتابة الرواية بل رفد المكتبة الإريترية بالعديد من المؤلفات التي أغنت وساهمت وستساهم بعقلانية في التصدي لكل المحاولات الساعية لمحو الثقافة العربية في إريتريا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى