مقالات

كتاب : التاريخ المشترك بين ارتريا ودول الجوار :محمد سعيد ناود

15-Dec-2010

المركز

تاليف :محمد سعيد ناود-تقديم:محي الدين علي
الناشر :ناود للكتاب
تاريخ النشر:1ديسمبر2010م
مقدمة لكتاب لم يكتمل

تأليف : محمد سعيد ناودتقديم : محي الدين علي الناشر : ناود للكتابتاريخ النشر : 1 ديسمبر 2010 عزيزي القارئ هذه الصفحات التي بين يديك والتي تحمل عنوان ( التاريخ المشترك بين ارتريا ودول الجوار ) تمثل المدخل لعمل تاريخي ضخم بدأ التخطيط والتنفيذ له الراحل المقيم المناضل الوطني محمد سعيد ناود ، وقد بدأ في نشر تلك الصفحات على حلقات في صحيفة ( ارتريا الحديثة ) الغراء على أمل أن تستمر وفق تسلسل زمني لمدة ستة أشهر وبواقع حلقة أسبوعية ، وعند الحلقة الثالثة عشر من هذه السلسلة ، كان للقدر رأي آخر حيث عاجلت الوفاة المناضل ناود وعليه توقف نشرها ، وبالبحث عن بقية مادتها في أرشيف وملفات المرحوم لم نعثر على تتمة لها بل وجدنا الخطوط العريضة والعناوين الجانبية التي تكمل مادة البحث وعليه آثرنا نشرماتوفر من تلك المادة في هذا الكتيب الصغير أملين أن تمثل هذه المادة بداية وأرضية يمكن أن يبنى عليها الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتدوين خاصة لتلك العلاقات التاريخية التي ربطت بين ارتريا ودول الجوار والتي لازال البحث عن خباياها ومكنوناتها جاريا حتى تفضي إلى نتيجة من شأنها تعريف شعوب المنطقة بخلفية تلك العلائق والتي من شأنها أن تعمل على تعميق أواصر الصلة بين شعوب منطقتنا وان تنطلق بخطى حثيثة نحو البناء والتعاون والتنمية باتجاه توحيد شعوبها في وحدة سياسية واقتصادية واحدة في مواجهة إشكالات العولمة وتبعاتها وهذا ماكان ينادي به الشهيد ناود ويعمل على ترسيخه من خلال كتاباته الراتبة سواء في الصحف أو عبر كتبه التي تهتم جميعها بهموم وشجون وألام وآمال شعوب القرن الأفريقي ،أو من خلال ندواته ولقاءته التي كانت تكرس لتجذيرالبعد الإرتري مع دول منطقة القرن الأفريقي ، فكثيرا ماسمعته وهو يقول أن أبناء ـ كوش ـ يجب أن يتحدوا وينهضوا فالمستقبل لشعوب أبناء كوش كما كان يردد دوما . مايتضح من قراءة صفحات الكتاب ، أن المؤلف كان مهموما ومتيقظا لبعض الكتابات التي كانت تنتشر هنا وهناك خاصة في الجوانب التاريخية والتي تسعى لتزوير بعض الحقائق عن ماضي ارتريا التاريخي البعيد والقريب والمحاولات اليائسة من اجل طمسه وإظهار إن التاريخ الأثيوبي هو المبتدأ والمنتهى وان الوطن الإرتري ماهو إلا مقطورة وراء التاريخ الأثيوبي المزيف والذي سعى أباطرته من اجل خلقه وتشكيله وإضفاء هالة من القدسية عليه ، بعيدا عن الموضوعية والدقة والأمانة ، ومن هنا ينبري المؤلف متصديا وموضحا أن التاريخ الإرتري ناصع في البطولات والتضحيات وان تلك الأراجيف لن تعدوا إلا أن تكون زبدا ، وان الحقائق الدامغة من شأنها إبراز نضالات ومجاهدات ألأجداد والآباء منذ فترات باكرة وموغلة في القدم من اجل ترسيخ وتثبيت الحق الإرتري ،وان تاريخنا ابعد مايكون على صلة مع تاريخ أباطرة إثيوبيا ، أما ادعاءات الآخرين وتخرسا تهم فليس لها مكان من الحقيقة . أيضا يوضح المؤلف أن ارتريا لم تكن معزولة أو بعيدة عن أماكن الجذب الحضاري والتاريخي بل كانت في حالة تفاعل وتماهي مع كل مايحدث حولها بل وكانت مكملة لتلك التطورات إذا لم تكن صانعة لها بالفعل ، لذا يتحدث المؤلف عن حضارة البجة ودور ارتريا في تطوراتها مؤكدا أن ارتريا تمثل جزءا أصيلا من تلك الحضارة البجاوية التي نشأت في المنطقة موضحا وبمالايدع مجالا للشك أن مهد تلك الحضارة البجاوية هو ارتريا الحالية وذلك من جملة إثباتات، خاصة وان عاصمة البجة التاريخية هي ( هقر ) الموجودة حاليا في إقليم شمال البحر الأحمر ، كما يذكر بعض القرائن التي تؤكد الأصول البجاوية في ارتريا .ويتواصل بحث الكاتب إلى إمارات الطراز الإسلامي وعلاقتها بإرتريا ، أيضا مملكة الفونج في سنار وعلاقتها بإرتريا .وكما أسلفت في السطور أعلاه أن مشروع الكاتب كان اكبر من الصفحات التي بين يديك عزيزي القارئ ، ولكن وعلى الرغم من محدودية مادة البحث إلا أن التعمق والرصانة بادية من بين سطوره كما هي عادة نتاجات مناضلنا الراحل ناود في كل ماكتب وقدم ، ومن هنا أملنا غير محدود أن يكمل المؤرخين من جيل الشباب البحث والتقصي ولعلهم بنفضون الغبار ويجلون الحقيقة التي يجب أن تسود عن ماضي ارتريا التاريخي لاسيما وان الوطن يتعرض لهجمة تستهدف تقويض استقلاله وسيادته الوطنية ، خاصة وإننا اليوم نعمل على صياغة تاريخنا وفق أسس علمية ثابتة وراسخة ونعيد قراءة ذلك التاريخ وفق أسس جديدة وذلك في إطار حملة الاعمارالوطني التي تنتظم أرجاء البلاد كافة ، دون أن نغفل أن الإنسان هو غاية تلك الحملة ، الإنسان الواعي لماضيه وتاريخه والمدرك لتطلعات شعبه نحو التحرر والانعتاق من براثن الجهل والمرض وكل ذلك من شأنه أن يعينه على استقراء المستقبل بصورة صحيحة . إنني في الوقت الذي أقوم فيه بالتقديم لهذه الإصدارة وبقدر سعادتي الغامرة لما تمثله من إضافة حقيقية للمكتبة الإرترية باللغة العربية والذي يعتبر شهيدنا ناود احد فرسانها دون منازع ومنذ أربعة عقود وفي معمعة النضال اليومي للثورة الإرترية ، بقدر تلك الفرحة إلا أن الرحيل المفاجئ للمؤلف وهو في قمة عطائه اللامحدود ، وصدور هذا العمل بعد غيابه ودون أن أتلقى وجهة نظره وملاحظاته التي تعودت عليها كل ذلك يجعل اكتمال الفرحة منقوصا لديّ . وكم وددت أن تصدر كل نتاجاته المختلفة في الأدب والتاريخ والسياسة وهو على قيد الحياة وان يخلد في الدنيا ولكن هذه هي سنة الحياة ولا يوجد مخلد سوى الرب فاطر الكون ، وعزائي أنه قد رحل عن الفانية وقد ترك إرثا مهما لايقدر بثمن وهو تلك الكتابات الغزيرة التي عالجت مختلف المواضيع التي تتعلق بمجتمعنا الإرتري من سياسية وأدبية وتاريخية وتراثية والتي نرجو أن نوفق في نشرها وتوزيعها وحتما هذه الأعمال هي التي ستخلده على مر العصور وسوف يظل اسمه محفورا في ذاكرة التاريخ ووجدان شعبنا الإرتري الوفي . نسأل الله له الرحمة والمغفرة . ( …………… ) دمشق 1 ديسمبر 2010 صدر للمؤلف :1ـ قصة الاستعمار الإيطالي لإرتريا .2ـ العروبة والإسلام بالقرن الأفريقي .3 ـ إرتريا طريق الهجرات والديانات ومدخل الإسلام إلى أفريقيا .4 ـ عمق العلاقات العربية الإرترية .5 ـ حركة تحرير إرتريا ـ الحقيقة والتاريخ .6 ـ شخصيات ورموز إرترية.7 ـ رواية ( رحلة الشتاء ـ صالح ) .8 ـ رواية ( المغترب ) لم تنشر .9ـ شاهد على بعض عصره ( جزء أول ) .10ـ من أمثال الشعوب مع المقاربة بأمثال إرترية .11 ـ تاريخ الطريقة الختمية في إرتريا12ـ صفحات هامة من تاريخنا ( إرتريا من 1941ـ 1958م ) .13ـ الاستعمار الإيطالي وممارساته في إرتريا وعموم المنطقة .14ـ التاريخ المشترك بين ارتريا ودول الجوار .يصدر لاحقا :ـ حركة تحرير إرتريا ( بالإنجليزية والتجرينية ) .ـ حديث الذكريات والمذكرات ( سيرة ذاتية ) .ـ شاهد على بعض عصره ( جزء ثاني ) .ـ أدب المجالس .ـ جسر الوجدان والنضال بين ارتريا والسودان .ـ صفحات من ( أوراق العمر 1965ـ2010 ) .ـ رسائل الثورة والنضال ( الرسائل المتبادلة بين ناود وعدد من الرموز الإرترية ) .ـ محمد سعيد ناود … رجل بحجم أمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى